اُستقبل البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس بعاصفة من التصفيق والتهليل من الأقباط في عظته الأسبوعية الأربعاء، وهي الأولى بعد عودته من رحلته العلاجية بالولايات المتحدة، حيث هتف الحاضرون "البابا رجعلنا والعذراء وسطنا". وفي عظته التي بدأت الساعة 7.15 مساء، وحضرها حوالي 10 ألف شخص ضاق بهم المكان، حيث كان نصفهم داخل الكنيسة والنصف الآخر خارجها، ركز شنودة على الظهور المزعوم للسيدة مريم العذراء على منارة كنيسة الوراق، حيث تحدث لأكثر من نصف ساعة عن هذا الموضوع، دون أن يسمح لأحد بتوجيه أي أسئلة له بهذا الخصوص. وقال متحدثا عن هذا الظهور المزعوم الذي قوبل بتشكيك الكثيرين، "إن هناك عالما آخر من سكان السماء غير عالم الأرض وعالم السماء اسمه عالم النور، والعذراء هي أم النور لأن المسيح هو النور، وأن هناك زيارات تحدث بين الحين والآخر ما بين عالم النور وعالم الدنيا بين السماء والأرض"، على حد اعتقاده. وأكد جازما قيام العذراء بزيارات متكررة إلى الأرض، وقال إن زياراتها للأرض بشكل عام زيارات رحمة و"زيارات شوق علشان رحلة العائلة المقدسة"، وقال إن الظهور المزعوم للعذراء بالوراق "شهد له أخوتنا من المسلمين قبل الأقباط"، مشيرا إلى أن "المسلمين يحبون العذراء أكثر من البروتستانت". وكان الإنجيليون أبدوا شكوكا في الظهور المزعوم للعذراء ووصفوه بأنه "محض خرافة تضحك بها الكنيسة الأرثوذكسية على البسطاء"، وأكدوا أنها تقوم بذلك في محاولة لإشغال الناس مستغلة تعلقهم بالسماء. ورد البابا بهجوم حاد على الإنجيليين، قائلا: "لا يستطيع أحد في العالم أن ينكر ما رآه عشرات الآلاف ومن يطلبون إثبات علمي أقول لهم إنها معجزة لا تخضع للقوانين"، في المقابل وجه الشكر للقس سامح موريس راعي كنيسة الدوبارة بجاردن سيتي بالقاهرة، الذي أصدر بيانا يؤكد فيه ظهور العذراء وقدم الشكر للأقباط الكاثوليك "لأنهم أكدوا ظهور العذراء في الفجالة والضاهر" كما حيا لإعلامي عمرو أديب الذي خصص حلقة كاملة للحديث عن الموضوع. ورغم عدم وجود دليل مادي يؤكد على أن هذا الظهور المزعوم للسيدة العذراء، إلا أن البابا شنودة رد على المتشككين وعلى القول بأن هناك أناسا كثيرة لم تر العذراء، قائلا: الذي يرى العذراء هم الأشخاص البسطاء وليسوا الأشخاص المعقدة لأن المعقدين لا تظهر لهم، والعذراء لا تظهر لمن لا يؤمنون بشفاعتها- ملمحا إلى الإنجيليين- فمن لا يؤمن بشفاعة العذراء لا يستحقوا أن تظهر لهم". وأكد شنودة أن العذراء ظهرت في أماكن كثيرة وعدد هذه الأماكن، وقال ان الكنيسة ستقوم بإصدار بيان رسمي الأسبوع القادم حول هذا الأمر، وختم عظته متوجها إلى حشود الأقباط بقول": "استمروا في فرحكم وتهليلكم وإيمانكم"، وانتهت العظة بعاصفة من التصفيق والتهليل. وكانت مزاعم ترددت عن أن ظهور العذراء جاء لتحية البابا شنودة بعد عودته من رحلته العلاجية التي استمرت قرابة أسبوعين للعلاج بالولايات المتحدة، حيث كان هذا لسان حال الأقباط الذين احتشدوا في 20 كنيسة منها 17 واحدة بالقاهرة وحدها، مؤكدين ظهورها في نفس الوقت بأكثر من كنيسة، مما اعتبروه تأكيدًا لظهورها المزعوم بالوراق. وهذه الأماكن هي: "حدائق القبة، الزيتون، مصر القديمة، عزبة النخل، المنيل، فيصل، العمرانية، شبرا "مسرة"، عين شمس، مهمشة، المرج، عزبة النخل، الفجالة، 6 أكتوبر، الظاهر، إمبابة، الوراق ، القليوبية، المنيا، أسيوط. ووفق مزاعم الذين أكدوا ظهور العذراء، فإنها ظهرت بهيئات مختلفة بعد الساعة الحادية عشرة مساء وحتى الثالثة من صباح الأربعاء، وقد احتشد الآلاف- خصوصا في منطقتي شبرا وفيصل مما أدي لعرقلة المرور تمامًا في كلا المنطقتين- أملا في ظهور العذراء، لكن لم يظهر شيئًا لساعات طويلة. بدورها، احتفت المواقع القبطية بما زعمت أنه ظهور "غير عادي" للعذراء في "أكثر من مكان بما يؤكد" ووصفته ب "المعجزة"، زاعمة أن هناك العديد من الأقباط تم شفاؤهم بنور العذراء، في الوقت نفسه لم تخف مصادر كنسية ارتفاع حصيلة التبرعات بالكنائس التي قالت إن العذراء ظهرت فيها لتصل إلي قرابة 10 آلاف جنيه في يوم واحد تم التبرع بها لصالح 20 كنيسة يعتقد الأقباط أن العذراء ظهرت فيها ومن المقرر أن تختتم اللجنة التي انتدبها البابا برئاسة الأنبا يوأنس سكرتيره الشخصي من انتهاء أعمالها لتوثيق ظهورات العذراء في الوراق، وإثبات الأمر من عدمه خلال أيام بعد اعتماد المجمع المقدس لما تتوصل إليه.