يعتبر الفقر من الأشياء التي تؤثر سلبًا على حياة الفتيات في النيجر، ولكن تأثيره لا يتوقف عن الجوع وعدم القدرة على ارتداء ملابس جيدة فقط، بل يصل إلى إجبارهن على الزواج في سن مبكر، مما يعرض نسبة كبيرة منهن لخطر الموت، ومع استمرار أزمة كورونا، أصبح الوضع أصعب من ذي قبل. وقال أبو بكري تال، ممثل اليونيسيف في النيجر، إن جائحة كوفيد-19، توثر بشكل عميق على صحة الفتيات العقلية والجسدية، إضافة إلى تأثيرها على تعليمهن وظروفهن الاقتصادية، وكل ذلك سيكون سببًا في زواج ما يصل إلى 10 ملايين فتاة في مرحلة الطفولة خلال فترة قصيرة من الآن.
وأضاف أن النيجر لديها أعلى معدل لزواج الأطفال في العالم، وقبل الوباء كانت 3 من كل 4 فتيات يتزوجن قبل بلوغهن سن ال18، وبعد انتشاره من المتوقع زيادة هذه النسبة؛ حيث إنه تسبب في زيادة الفقر وقلة الخدمات المقدمة، سواء الصحية أو الاجتماعية، ولذلك تشعر العديد من الأسر بضغط كبير، وهذا يدفعهم لاتخاذ قرار بتزويج الفتيات في مرحلة الطفولة لتخفيف الضغط المادي والاستفادة؛ حيث أن بعض الرجال يدفعون مقابل كبير للزواج بالأطفال.
وأكد أن ما يتسبب في انتشار زواج الأطفال أيضًا، الخوف من العار، حيث يخاف الآباء من حمل الفتيات خارج نطاق الزواج، وهذا ما جعل النيجر تشهد زواج أكثر من مليون عروس في مرحلة الطفولة سنويًا، بحسب موقع "شبكة الإغاثة" التابعة إلى مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والخاصة بعرض القصص الإنسانية ومعدلات الفقر والأمراض حول العالم. https://youtu.be/_YlRQYxAcvk
وأوضح ممثل اليونيسيف، أن زواج الفتيات في مرحلة الطفولة يتسبب في عيشهن بشكل منعزل اجتماعيًا عن العائلة والأصدقاء، ويحرمهن من الذهاب إلى المدرسة أو حتى العثور على وظيفة، إضافة إلى تحمل ألم وتعب نفسي؛ نتيجة الحمل والولادة ومسؤولية الزواج، وقد يؤدي كل ذلك إلى ولادة أطفال غير متكملة النمو وتعرض الأم للموت وخطر فقدان الرحم والإجهاض المتكرر.
وأشار إلى أن الزواج المبكر يتسبب في زيادة تعرض الفتيات إلى الأزمات النفسية؛ حيث إنهن يجدن أنفسهن مطالبات بطاعة الزوج والإنجاب وتربية أطفال وتدبير شؤون المنزل وتحمل سوء المعاملة.
وبحسب الموقع الرسمي ل"منظمة اليونيسيف"، فإن السن الصغير الذي تتزوج فيه الفتيات لا يسمح لهن باستخدام وسائل منع الحمل؛ لأن أجسادهن لا تتحملها؛ وهذا يعرض بعضهن للإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا وخطر الحمل غير المرغوب فيه والمتكرر، مما يتسبب في ضعف الجسم وأحيانًا يصل الأمر للموت، في ظل سوء التغذية والتعرض للعنف.