أدى قرار وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، بحظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، التي كانت مقررة، السبت، في باريس إلى انتقادات واسعة من قبل اليسار الفرنسي، معتبرا أن قرار حظر الاحتجاجات انتهاكا صارخا للديمقراطية، في بلد الحريات. وكان دارمانان قد صرح خلال زيارة إلى ليل الجمعة، بأن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مؤثر للغاية"، مضيفا: "لدينا جميعًا آراء حول الصور، لكن هذا الصراع يجب ألا يتم تصديره إلى بلادنا"، واتخذ قائد شرطة باريس قرارا بحظر المظاهرات بدعوى وجود "احتمال فعلي" لحدوث "اضطرابات خطيرة في النظام العام"، وهو ما أثار جدلا سياسيا في فرنسا. وذكرت محطة "إل.سي.إي" الفرنسية، أنه منذ حظر المظاهرة المؤيدة للفلسطينيين في باريس، بناء على طلب دارمانان، انقسم السياسيون الفرنسيون بشأن هذا القرار، الذي أكدته المحكمة الإدارية العليا الفرنسية. وأضافت المحطة الفرنسية، أن السياسيون الفرنسيون لاسيما من اليسار يعتبرون مزاعم وزير الداخلية بأن الاحتجاجات تشكل "مخاطر على الإخلال بالنظام العام"، غير مبررة، كما يعتبرونها "استفزازا" و "اعتداء على الديمقراطية". من جانبه، قال الأمين العام للحزب الاشتراكي، أوليفييه فور، في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" إنه يعتقد أن "الأمر متروك للحكومة لتضمن مع المنظمين أن الأمور تسير بسلاسة"، موضحا: "لا يمكن لسابقة تعود إلى سبع سنوات أن تبرر انتهاك حرية التظاهر"، في إشارة إلى واقعة أعمال عنف ضد اليهود عام 2014. بدوره، قال رئيس حزب فرنسا الأبية (يسار متطرف) جون لوك ميلانشون، إن "فرنسا ، الدولة الوحيدة في العالم التي تحظر فيها جميع مظاهرات التأييد للفلسطينيين والاحتجاج ضد الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة!، من الواضح أن هذا لغرض وحيد هو إثارة الحوادث والقدرة على وصم هذه القضية". وأضاف ميلانشون، على محطة "فرانس2" أن "دارمانان يزيد من مخاطر العنف"، موضحا أن ما يحدث في الأراضى المحتلة "صراع جيوسياسي، المشكلة هي شعب مُستعمر احتلت عاصمته بالمخالفة لكل قرارات الأممالمتحدة". من جانبهم، كان منظمو التظاهرة يأملون في الحصول على إلغاء حظرها، لكن المحكمة الإدارية رفضت طلب جمعية "الفلسطينيين" في إيل دو فرانس. وقال محاميو الجمعية سيفن جيز جويز ودومينيك كوشين ووديع الحمّموشي، في بيان: "فرنسا هي الدولة الديموقراطية الوحيدة التي تحظر هذه التظاهرات، مناشدين مجلس الدولة إلغاء هذا الحظر". ورغم الحظر المفروض على التظاهرة المؤيدة للشعب الفلسطيني أعلن منظمو المسيرات استمرارهم في دعوتهم للتظاهر، رغم الحظر الذي أكدته المحاكم الفرنسية، رافضين "إسكات تضامنهم مع الفلسطينيين"، حسبما أعلنوا في بيان. وتؤكد جمعية الفلسطينيين في إيل دو فرانس: "لأننا نرفض إسكات تضامننا مع الفلسطينيين، ولأننا لن نمنع من التظاهر، سنكون حاضرين (في المترو) باريس غدًا الساعة 3 مساءً".