سلك محمد عامر طريقه المعتاد كل صباح ذاهبًا إلى عمله، لكن لم يكن يومه كالبارحة، فالجدعنة والرجولة والاحترام التي طالما وصف بها هذا الشاب الذي يبلغ من العمر 23 عامًا بين أهالي قريته، كانت سببًا في قتله غدرًا. الجريمة البشعة شهدتها قرية عرب العيايدة التابعة لمركز الخانكة بمحافظة القليوبية، أودت بحياة شاب في مقتبل عمره خلال محاولته تخليص قريبه من أيدي شابين دخلا معه في مشادة كلامية محاولين التهجم عليه في شارع جانبي بساعة مبكرة من الصباح. لم يغتر محمد عامر بعنفوان شبابه وجسمه الرياضي وآثر السلم واصطحب قريبه بعيدًا لتفادي الشجار مع المتهمين، إلا أن "محمد. ح" أصر على الغدر به مستعينًا بسلاح أبيض أخفاه في منزله القريب وطعنه طعنة نافذة في رأسه، فيما لاحقه شريكه "هاشم. ط" بضربات متتالية على رأسه. يروي أحد شهود العيان من الأهالي: "حاول محمد تخليص قريبه حتى لا تحدث مشاجرة مع القاتلين وذهب به بعيدًا، لكن القاتل جري مسرعًا إلى بيته القريب من الواقعة وسحب مطواة وجري ورائهما ليباغت محمد بطعنة في رأسه، كما قام شريك القاتل بضربه بماسورة حديد على رأسه وفرا هاربين". ويضيف: "نُقل محمد إلى المستشفى بعدما غاب وعيه ووضع على أجهزة الرعاية المركزة في غيبوبة تامة، ولم تسعفه محاولات الأطباء بعدما طالت الضربات والطعنة المخ وقطعت من أنسجته وتسببت في نزيف داخلي". ألمت الفاجعة بالقرية من صغيرها إلى كبيرها وخيم الحزن والصمت لمدة 3 أيام بات فيها التضرع والدعاء هو الأمل الوحيد، لكن قضاء الله نافذ، وجاء خبر الوفاة كالصاعقة على أسرته ثم الأهالي الذين تداولوا الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن حزنهم وأملهم في القصاص من القاتل. وشيع جثمان الشاب محمد عامر رشاد أبوخريبة في جنازة مهيبة حضرها الآلاف من الرجال والشباب والأطفال والنساء، ليصحيون للفقيد بدعوات الرحمة والمغفرة، وقتما يواري جسده الثري ويشيع إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة. ووفقًا للعادات القبلية في بعض ربوع مصر فلم تقبل العائلة العزاء إلا بعد القصاص من القاتل. ترك محمد خلفه طفل صغير وأم وزوجة وشقيقين أحدهما توأمه، فقد شاء القدر أن يتزوج محمد في سن صغير قبل شقيقه الأكبر، لينجب طفلًا لم يتجاوز عمره العامين ليظل "حسه" في الدنيا عملًا بمقولة "اللي خلف ماماتش"، وكي يكبر هذا الطفل في بيئة طيبة يجب القصاص من قتلة والده، وهو ما ينشده الجميع بعدالة القانون. وألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهمين "محمد. ح" و"هاشم. ط"، وباشرت نيابة الخانكة التحقيق في الواقعة بالاستماع إلى الشهود، وتشريح جثمان المجني عليه لكتابة تقرير طبي بأسباب الوفاة، كما بدأت الاستماع إلى أقوال المتهمين لحين وصول تقرير الطب الشرعي.