قررت محكمة جنايات بنها، إحالة أوراق مدمن المخدرات المتهم بقتل الطفل إبراهيم خالد دربين، المعروف ب«طفل التوكتوك» في قرية عرب العيايدة محافظة القليوبية، إلى مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في الحكم عليه بالإعدام، وحددت المحكمة جلسة 3 مارس المقبل للنطق بالحكم. وقالت المحامية خديجة عبد الله، المدعية بالحق المدني وابنة خال الطفل المجني عليه، إن قرار المحكمة جاء ليحقق العدل والقصاص من متهم أدمن المخدرات ولم يرحم ضعف طفل صغير يساعد أسرته على متطلبات الحياة، مشيرة إلى أن جميع أهل القرية ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام سريعًا بعد مرور القضية بمحكمة النقض التي ستؤيد الحكم لتوافر كل الأدلة ضد المتهم فضلًا عن اعترافه. تعود الواقعة لشهر مايو 2018، حيث أسرة بسيطة اضطرتها ظروف الحياة للدفع بطفلها إلى العمل بعد انتهاء عامه الدراسي وبدء إجازة الصيف، لكن لم تمض أيام قليلة واختفى الطفل في ظروف غامضة أحاطتها الشك في خطفه أو قتله من أجل سرقة التوكتوك، الذي كان يعمل عليه ويملكه والده. إبراهيم خالد دربين، ذلك الطفل الذي لم يتجاوز عمره الثالثة عشرة، كان سعيدًا بعمله الذي سيدر على أسرته دخلًا يعينهم على متطلبات الحياة وتوفير احتياجاته الشخصية، فبضعة أشهر قبل تفرغه للعام الدراسي الجديد الذي يحتاج لملبس ومستلزمات كثيرة قد تعجز الأسرة على توفيرها، وفي ظل سعي أسر بسيطة لتوفير قوت يومها بالعمل والجد والكفاح، هناك شباب أدمن المخدرات ليهدد أمن واستقرار المجتمع، فكان إبراهيم ضحية جديدة على يد أحدهم. لم يكن ذلك الطفل من سائقي التوكتوك، كما يخيل للبعض ويرون من ضجيج ومشاغبة، فكان مطيعًا لوالديه يسعى على رزقه فقط وفي هدوء داخل محيط قريته عرب العيايدة بمحافظة القليوبية ويمر بمنزله كل ساعتين لتراه أسرته وتطمئن عليه. وبعد تغيب الطفل على غير عادته، تجمع الأهل والأصدقاء يبحثون هنا وهناك، حتى أيقنوا اختفاءه، فذهب الأب لتحرير محضر بمركز شرطة الخانكة، وظل أملهم الوحيد في اتصال يتلقونه للمساومة على عودة طفلهم، لكن طال الانتظار دون فائدة. بالتزامن مع الإجراءات الشرطية، لم يهدأ الأهل وذهبوا يسألون في كل مكان، وكان التوكتوك وعصابات السرقة هو طرف الخيط الذي يبحثون عنه، حتى توصلوا إلى فيديو يظهر فيه شابان من ساكني المنطقة متورطين في سرقة توكتوك آخر قبل واقعة اختفاء طفلهم، وتعرف الأهل على أحدهم وواجهوه بخطف طفلهم. واعترف المتهم إمام أشرف إمام في محضر الشرطة والتحقيقات بأن جرعة المخدرات دفعته لتدبير قتل الطفل وسرقة التوكتوك وبيعه ب700 جنيهًا، موضحا أنه استدرج الطفل من أحد المواقف بزعم توصيله لمنزله، وطلب منه الدخول معه لمساعدته في حمل تليفزيون ونقله، ثم فاجأه بضرب رأسه في الحائط حتى أودى بحياته، وانتظر سواد الليل حتى تخلص من جثته في المصرف (الرشاح) بناحية المركز. ورغم صعوبة خبر مقتل الطفل على أفراد أسرته والذي جاء بعد أسبوعين من اختفائه، إلا أنهم بدأوا في مرحلة بحث جديدة، فقلبهم المفتور لن يعود إلى نبضه الطبيعي دون العثور على جثمان طفلهم ودفنه بمقابر العائلة. 3 أيام يبحث الغواصون عن جثمان طفل ضئيل لم يكن ليفطن أبدًا إلى غدر مدمن قاتل، أو حتى مقاومته، حتى عثروا عليه ونقلوه إلى المستشفى لتشريح جثمانه وإجراء الفحص قبل تسلميه لذويه في 27 مايو 2018 الذي وافق الحادى عشر من شهر رمضان، ليشيع الآلاف من أهالي القرية جثمانه ودفنه بمقابر العائلة وتلقي العزاء، ولتباشر النيابة العامة التحقيق مع المتهم وتقرر إحالته إلى محكمة الجنايات.