رجال بمعنى الكلمة، ضحوا بحياتهم من أجل إنقاذ أشخاص لا يعرفون عنهم شيئًا، ولكنها الشهامة التى دفعتهم إلى التضحية بأرواحهم دون تردد أو خوف، ليستحقوا عن جدارة لقب فقده الكثيرون. «الصباح» فى هذا التقرير ترصد أبرز قصص هؤلاء الرجال الذين عرفوا بين الناس بشهيد الشهامة. لم يتردد لحظة فى الدفاع عن ابنة منطقته حتى ولو كلفه ذلك العمل حياته، سيد «مكوجى»، غلبان أثناء قيامه بعمله سمع صراخًا واستغاثة من إحدى السيدات تستنجد بأى شخص يخلصها من بين يدى بلطجى المنطقة، خرج سيد مسرعًا من «المحل» ليجد «بلطجى» المنطقة يحاول اغتصاب إحدى السيدات وممسكًا بيده سكينًا، أسرع «سيد» باتجاه البلطجى وحاول تخليص السيدة من بين يديه لينجح فى الدفاع عن شرفها، ولكنه دفع حياته ثمنًا لشهامته، بعد أن قام «البلطجى» بالالتفات له وطعنه بالسكين فى صدره عقابًا له على شهامته، ليسقط «سيد» غارقًا فى دمائه ويلفظ أنفاسه الأخيرة، ليلقب بين جيرانه بشهيد الشهامة. كان بلاغ ورد لقسم شرطة البساتين من الأهالى يفيد بقيام نقاش بقتل شاب وإصابة آخر فى مشاجرة بينهما، وتمكن الأهالى من الإمساك به. على الفور انتقل الرائد أحمد مصلح، معاون مباحث القسم على رأس قوة أمنية وتبين من التحريات، أن مشاجرة نشبت بين الأهالى والمتهم «ع.ح» 45 سنة، نقاش، إثر قيامه بمعاكسة فتاة، وتطورت المشاجرة إلى قيام الأخير بطعن شاب يدعى «س.ط.ط» 28 سنة، مكوجى، طعنة نافذة أودت بحياته وإصابة شقيقه تم نقله للمستشفى. تم اقتياد المتهم إلى ديوان القسم، وتحرر المحضر اللازم وجار إخطار النيابة لمباشرة التحقيقات، وأصدرت قرارها بحبس المتهم. حياته فداء صديقه محمود شاب فى العشرينيات من عمره، يعمل مصور فوتوغرافى، معروف بطيبته وحسن خلقه بين الجميع، أثناء عودته من العمل بأحد الأفراح وعلى مدخل الحارة، وجد صديق عمره محاط باثنين من البلطجية يهددانه بسلاح أبيض (مطواة) فى محاولة منهما لسرقته، عندما رأى ذلك الشاب «محمود» صرخ واستغاث به، فهرع محمود لإنقاذ صديقه من بين يدى البلطجية، ودخل معهما فى مشاجرة عنيفة كان الهدف منها الدفاع عن صديق عمره من بطشهما، ولكن فى لحظة غدر قام أحدهما بضرب «محمود» وإسقاطه على الأرض وطعنه «بالمطواة» فى صدره فسالت دماء محمود على الأرض التى شهد سكانها بأنه كان أطيب أهلها وأفضلهم خلقًا. كان قسم شرطة البساتين، تلقى إخطارًا، من مستشفى أحمد ماهر بوصول «محمود عادل» 21 سنة، عامل، (توفى عقب إصابته بجرح طعنى نافذ بالصدر من الجهة الأمامية). بالانتقال والفحص تبين حدوث مشادة كلامية منذ أسبوعين بين المجنى عليه و«فوزى.م» 20 سنة، عامل رخام، وقيام الأخير بنهره بالتعدى عليه بسلاح أبيض «مطواة» محدثًا إصابته المشار إليها والتى أودت بحياته وتأيدت الواقعة بشهادة «علام عيد» 20 سنة، طالب. بإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن تردده تمكن ضباط مباحث القسم من ضبطه وبحوزته السلاح الأبيض المستخدم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه. تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق وأصدرت قرارها بحبس المتهمين.
سرقة فتاة خرج «مينا» كعادته إلى محل رزقه بسوق البازرات بأسوان، وأثناء قيامه بعمله، شاهد أحد الشباب يحاول الاقتراب من فتاة تتحدث بالهاتف وتقف أمام البازار، شك مينا فى تحركات الشاب الغريبة وتوقع أنه سوف يقوم بسرقة الهاتف المحمول من الفتاة، وبالفعل بمجرد إسراعه لتنبيه الفتاة، كان الشاب قد قام بسرقة الهاتف، ليسرع «مينا» خلفه ويحاول إيقافه، وبالفعل نجح «مينا» فى الإمساك باللص الذى باغته وطعنه بالمطواة فى رقبته فسقط «مينا» على الأرض غارقًا فى دمائه، وأثناء نقله إلى المستشفى لفظ «مينا» أنفاسه الأخيرة بعد أن ضحى بحياته من أجل مساعدة فتاة لا يعرفها. تلقى مأمور مركز شرطة قسم أسوان أول، إخطارًا بوفاة «مينا سمير»، 20 سنة، يعمل بمحل أجهزة كهربائية بالسوق السياحى القديم بمدينة أسوان، أثناء محاولة إسعافه داخل مستشفى أسوان الجامعى، عقب تلقيه طعنة بسلاح أبيض «مطواة» على يد لص سرق جهاز محمول من فتاة وفر هاربًا. وأثناء محاولة المجنى عليه استيقاف اللص وإيقافه غافله اللص وطعنه بالمطواة وتمكن أصحاب البازارات السياحية والأهالى من ضبط اللص وتسليمه لقسم أول أسوان لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التى تباشر التحقيق وأمرت بانتداب الطبيب الشرعى لتشريح الجثة.
من أجل الغلابة أحمد خالد، شاب فى الثلاثينيات من عمره، دفعته الشهامة إلى الموت، لم يكن يعلم أنه لن يعود مرة أخرى إلى زوجته وأولاده، وأن حياته سوف تنتهى على يدى أحد البلطجية فى ذلك اليوم. أثناء عودته من العمل، وجد تجمعًا من الناس، فدفعه الفضول إلى الاقتراب لمشاهدة ما يحدث، وجد «خالد» اثنين من البلطجية يعترضان طريق أحد سائقى التوك توك والذى لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، ويلوحان له بأسلحتهما البيضاء، كان الرعب والخوف يسيطران على عيون الطفل الصغير، نظر «خالد» إلى الطفل الصغير فوجد نفسه يندفع نحوه ويحاول التحدث مع الشابين اللذين يعترضان طريقه، وبمجرد وقوف «خالد» بجوار سائق التوك توك، انهار الطفل من البكاء وأمسك بملابس «خالد»، وطلب منه إنقاذه من البلطجية الذين يريدون الاستيلاء على «اليومية» التى عانى فى الحصول عليها خلال اليوم. تعاطف «خالد» مع الطفل الصغير الذى ظهرت عليه علامات الضعف والحيرة، فحاول «خالد» إقناع البلطجية بترك الطفل والذهاب، إلا أن أحد البلطجية تطاول على «خالد»، وصمم على الاستيلاء على المال، فحاول «خالد» إبعاده بالقوة ولكن أحدهما طعن «خالد» بالمطواة ليسقط على الأرض غارقًا فى دمائه بعد أن دفع حياته ثمنًا فى الدفاع عن طفل مسكين يعمل من أجل الإنفاق على عائلته. كان قسم شرطة البساتين، تلقى إشارة من مستشفى البركة، مفادها وصول أحمد خالد، 30 سنة، عامل رخام، وتوفى فور وصوله المستشفى، على الفور انتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ، وبالفحص تبين نشوب مشادة كلامية بين شاب، وعدد من الأشخاص بذات المنطقة قاموا بمضايقته، وتصادف مرور الضحية وقت المشاجرة، ووقف لحل الخلاف، وتطور الأمر لمشاجرة بالأسلحة البيضاء، أقدم على إثرها شخص بطعنه طعنة نافذة وتوفى متأثرًا بإصابته البالغة، وبإجراء التحريات تمكن رجال المباحث من ضبط أصدقاء المتهم، وبعدما علم ما حدث بشأنهم حاول الهرب خارج المنطقة بعيدًا عن سكنه إلا أنه تم ضبطه.