«أتفادى الأماكن المزدحمة، ولا أخرج سوى بصحبة أهلى، فلا أريد التعرض لقلة الأدب»، هذا السلوك تتبعه ليلى التى تقطن فى حى الدقى، لتتجنب التعرض للتحرش الجنسى والذى يتفاقم بشكل واضح فى الأعياد. ويبدو أن الخروج للمتنزهات والأماكن العامة فى الأعياد أمر لا تفضله كثير من الفتيات خوفا من التحرش الجنسى، فتقول بسمة التى تعيش فى حى الهرم: «لا أذهب إلى الأماكن المزدحمة، فقط أزور أقاربى بصحبة أهلى، وعندما أخرج مع أصدقائى نذهب إلى أماكن غير مزدحمة وفى غير أوقات الذروة». الحديث عن التحرش أصبح مرتبطا بموسم الأعياد خاصة بعد ظهور أشكال التحرش الجماعى منذ ثلاث سنوات، فى عيد الفطر بوسط البلد. المشى فى مجموعات، وكسر حاجز الصمت، أهم النصائح التى وجهتها عزة سليمان، مديرة مؤسسة قضايا المرأة المصرية، للفتيات والنساء لمواجهة التحرش الجنسى فى الشوارع والذى ينتشر فى الأعياد. وأكدت عزة أهمية عدم شعور الفتاة التى تتعرض لجريمة التحرش الجنسى بالخجل من نفسها، مؤكدة أنها ليست المخطئة، ودعت الفتيات للمشى فى مجموعات، وتقديم بلاغ جماعى فى أقرب قسم شرطة عند التعرض لجريمة التحرش، حتى تعطى الفتيات ثقة لبعضهن البعض. ووجهت عزة عددا من التوصيات التى طالبت رجال الشرطة بمراعاتها أثناء استقبال بلاغات التحرش الجنسى، مؤكدة ضرورة استقبال الفتيات بترحيب واحترام شديد وطمأنتهم نظرا لحساسية الموقف الذى تواجهه الفتاة، والتأكيد على أن مهمة الأمن هى حمايتهن، ودعتهم للتعامل مع البلاغ بجدية. وطالبت الفتيات بالتوجه بشكواها للمنظمات الحقوقية المعنية بالمرأة فى حالة شعورها بعدم اهتمام رجل الشرطة بالبلاغ، حتى تتمكن المنظمات من متابعة البلاغ. نهاد أبوالقمصان، رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة، الذى أطلق حملة شارع آمن للجميع واقترح مشروع قانون لتجريم التحرش الجنسى، قالت إن المركز ينظم جولات لفريق العمل فى شوارع وميادين القاهرة والجيزة مثل ميدان التحرير وعباس العقاد والمهندسين وحديقة الحيوان، لرصد أية سلبيات أو احتكاكات تحدث فى أيام العيد. وأكدت أن المركز لم يرصد فى عيد الأضحى فى العام الماضى أية حالات تحرش على عكس عيد الفطر. معتبرة أن هذا يرجع إلى الاستعدادات التى اتخذتها وزارة الداخلية لتأمين أماكن التجمعات، وقالت: «عندما تكون هناك خطة فاعلة تنجح فى تحقيق الهدف منها». وشددت أبوالقمصان على مسئولية الدولة وجميع مؤسساتها فى تأمين فرحة المواطنين بالعيد. كما دعت وزارة الأوقاف لتعميم خطاب للمصلين فى يوم العيد يحضهم على احترام خصوصيات وحريات الآخرين. وأكدت أبوالقمصان حق الفتيات فى الاستمتاع بالعيد والخروج للمتنزهات وغيرها من أشكال الاستمتاع، معتبرة محاصرتهن فى نطاق جغرافى معين بسبب الخوف من التحرش عنصرية وتمييزا ضد المرأة، مشيرة إلى أنه على الدولة تنظيم تمتع جميع المواطنين بحقهم فى الأماكن العامة. يذكر أن المركز المصرى لحقوق المرأة أصدر دراسة العام الماضى أشارت إلى تعرض نحو 83 % من المصريات للتحرش الجنسى بأشكاله المختلفة، كما اعترف 62 % من الرجال الذين شملتهم الدراسة بارتكابهم للتحرش الجنسى.