تشديدات أمنية فى المتنزهات العامة والميادين وعقوبات مشددة ورادعة تنتظر المتحرشين هل تمر احتفالات عيد الفطر دون تحرش جماعى بالفتيات؟! تتزايد حالات التحرش الجماعى بالفتيات خلال احتفال المواطنين بالأعياد فى الأماكن العامة والحدائق والمتنزهات وأمام المسارح والسينمات، الأمر الذى تحول إلى ظاهرة تنتشر بشكل سريع بين الشباب، مما دفع المواطنين من أولياء أمور الفتيات إلى الإحساس بحالة من الخوف على بناتهم من تحرش الشباب بهن أثناء خروجهن للاحتفال بالأعياد. بالرغم من التشديدات الأمنية التى تشهدها الأماكن العامة التى يتوافد إليها المواطنون للاحتفال وتتزايد أعداد محاضر المعاكسات والتحرش والمشاجرات بسبب ذلك، فإن العديد من الشباب لا تردعهم هذه المحاضر بسبب حفظها إداريا فى النيابات المختصة، خاصة أنها تنتهى بالتصالح أو لتعاطف رجال الأمن مع الشباب حرصاً على مستقبلهم.. ونظراً لتوافد عشرات الآلاف من المواطنين على المتنزهات العامة يفقد رجال الشرطة السيطرة على الشباب.. حتى إن ظاهرة التحرش الجنسى بالفتيات شملت المحجبات والمنقبات حتى صغار السن منهن، الأمر الذى أثار ردود الأفعال الصاخبة حول تنامى الظاهرة بشكل مخيف، خاصة فى ظل حالة الخلل الأخلاقى الذى أصاب الشباب مع وجود الانفلات الأمنى فى الشوارع المصرية. فقد حررت أقسام الشرطة أكثر من 100 محضر تحرش خلال أول أيام العيد العام الماضي، الأمر الذى يؤكد رغبة الفتيات والآباء والأمهات فى مواجهة الظاهرة وكسر حاجز الخوف من الفضيحة وبالتالى فإن هذا العام يعتبر هو المحك الحقيقى للحكم على الأمور بطريقة صحيحة، خاصة بعد الاحتياطات الأمنية المشددة التى أعلنتها مديريات الأمن لتحذير الشباب من أعمال التحرش، ولكن الكارثة الحقيقية هى أن كل طرف من طرفى الأزمة من الشباب والفتيات يرون أن الطرف الآخر هو المتسبب وعليه أن يصلح من نفسه، فالشباب يرون أن الفتيات هن السبب وعلى الفتاة أن تخرج من بيتها محترمة حتى لا يتعرض لها أحد بلفظ أو بحركة سيئة والفتيات يقلن إن من حقهن الحياة بشكل طبيعى دون أن يحاسبهن أحد على طريقة اللبس أو السلوك، وأن كلام الشباب عن اللبس وخلافه مجرد مبررات واهية لأن الفتيات المحجبات والمنتقبات يتعرضن للتحرش أيضاً. وبعيداً عن الاثنين يقف عنصر ثالث وله أثر كبير فى تفشى الظاهرة، وهو الأمن الذى أصدرت قياداته تصريحات لطمأنة الناس قائلين إن ما حدث فى العامين الماضيين لن يتكرر فقد أكد مصدر أمنى ل «الدستور» أنه تم عقد عدة اجتماعات موسعة على مستوى مديريات أمن القاهرة الكبرى تم خلالها التأكيد على ضرورة تكثيف الوجود الأمنى فى المناطق التى شهدت حالات تحرش فى العامين الماضيين بصفة خاصة وفى جميع الأماكن بصفة عامة، وأوضح المصدر أنه تم وضع خطة محكمة للسيطرة على جميع حدائق ومتنزهات، وسينمات القاهرة والجيزة وأكتوبر وحلوان، خاصة مناطق حديقة الحيوان وشارع جامعة الدول وكورنيش النيل وحديقة الأورمان وميدان التحرير ووسط البلد، وتوعدت قيادات مديريات الأمن بمعاقبة أفراد الشرطة فى حالة التهاون فى التعامل مع بلاغات المعاكسات والتحرش، وذلك بإحالة الضابط أو الأمين للتحقيق الفورى ومعاقبته على تقاعسه فى أداء عمله، وأشار المصدر إلى أن الشخص الذى يحرر له محضر تحرش ستتم إحالته للنيابة فوراً. من ناحية أخرى أكدت هناء أبوشهبة - أستاذ علم النفس وعميد كلية الدراسات الإنسانية بنات جامعة الأزهر - أن التحرش أصبح ظاهرة موسمية تزداد فى بعض المناسبات، خاصة الأعياد، وأرجعت السبب فى ذلك إلى الزحام الشديد الذى يتسبب فى حالة من التوتر لدى المراهقين ينتج عنه هياج جنسي، مما يؤدى لارتكاب هذه الأفعال المسيئة والشاذة، وأضافت أن معظم مرتكبى جرائم التحرش من سكان المناطق العشوائية وليس لديهم أى توعية خاصة فى ظل غياب دور الأسرة وخطاب المساجد أو المثقفين فى مراكز الشباب. وأوضحت أبوشهبة أن مشاهد العرى التى ملأت الشوارع وملابس الفتيات العارية بشكل صارخ، وبالإضافة إلى وسائل الإعلام تعد عاملاً أساسياً فى تفاقم الأزمة. ووجهت حديثها لجميع الشبان والفتيات وحتى صناع الأفلام والإعلانات قائلة «ارحموا الشباب» من العري. مشيرة إلى ضرورة الاعتماد على حملات التوعية والتثقيف عن طريق الندوات الثقافية والدينية التى لابد أن تتضمن برنامجاً تربوياً لاحتواء هذا السلوك الشاذ على مجتمعنا.