كشفت مصادر من داخل الكتلة البرلمانية لنواب جماعة الإخوان المسلمين عن أن الجماعة قد تتراجع عن فكرة التقدم بحزب سياسى للجنة شئون الأحزاب بصفة نهائية وذلك من أجل إتمام التهدئة مع النظام. وأوضح المصدر الإخوانى الذى فضل عدم نشر اسمه أن هناك شبه إجماع بين قيادات الجماعة للتراجع عن إعلان برنامج الحزب. ونفى المصدر أن يكون هذا الأمر يأتى فى إطار صفقة مع النظام، وقال: «لا توجد صفقة ولكن هناك تهدئة»، موضحا أن الدخول فى صفقة مع النظام يتطلب مزيدا من التنازلات فى الوقت الذى لا تريد فيه الجماعة أن تتنازل عن أى من مبادئها. فى سياق آخر، قال الدكتور محمد حبيب النائب الأول لمرشد الإخوان: إن مجتمع الإخوان ليس مجتمعا من الملائكة، أو الأنبياء والرسل، ولا يزعم أحد من أفراده أنه صاحب قداسة، أو أنه معصوم من الخطأ،مشيرا إلى أنهم هم بشر يصيبون ويخطئون، ويجرى عليهم ما يجرى على بقية البشر. وطالب حبيب الصف الإخوانى فى رسالة نشرت له على موقع الجماعة الإلكترونى بعنوان: «رسالتى للإخوان..الموعد الثالث مع العظمة»، بعدم إضفاء القداسة على قيادتهم، قائلا: «لا تحاولوا إضفاء هالات القداسة على قياداتكم، لكن تعاملوا معهم على أنهم بشر، كالبشر، هم ينتظرون نصائحكم ومراجعاتكم، فالدين النصيحة، ولكن بالأدب والخلق الذى عُرف عنكم». وأضاف حبيب أنه لا يشغله أن يظهر نبيلا أمام أبناء الجماعة بقدر ما يهمه أن يكون على حق، مشيرا إلى أن محاولة تشويه الصورة الذهنية لإنسان أو لجماعة بإثارة الأباطيل والمفتريات والتهم الملفقة يعد اغتيالا معنويا، موضحا أن نبل الهدف يجب أن يواكبه شرف الوسيلة. جدير بالذكر أن رسالة حبيب تأتى فى أعقاب الاتهامات التى وجهت للجماعة من داخل الصف الإخوانى قبل أن تكون من خارجهم والتى كان أبرزها اتهامات القيادى الإخوانى حامد الدفراوى بأن الانتخابات الداخلية للجماعة تمت بلائحة مزورة.