أرجأت مجموعة من شبان جماعة الإخوان المسلمين المعارضة نقاشا على الانترنت بشان الإصلاح, وهو ما يكشف عن صدع مع الجيل الأكبر سنا الذي يصر على عدم الدخول في مواجهة مع الدولة. وخطط الشبان لإجراء نقاش على الانترنت يوم الثلاثاء لتجنب التجمع شخصيا حيث دأبت الحكومة على اعتقال أعضاء الجماعة المحظورة وهي الجماعة المعارضة الوحيدة في مصر القادرة على حشد مئات لآلاف من المساندين المنظمين. وتضغط حكومة الرئيس حسني مبارك على الإخوان لإخراجها من التيار السياسي العام وجعلت من المتعذر على الجماعة أن تقدم مرشحا ليخلفه, وفازت الجماعة بعشرين في المائة من مقاعد مجلس الشعب في عام 2005 عندما ترشح أعضاؤها كمستقلين. وقال الأعضاء الشبان في بيان: "قررنا تأجيل عقد المؤتمر منعا لأي مزايدات على الجماعة وإعطاء مهلة لأنفسنا لاستكمال باقي الأوراق." وكانوا قد أعلنوا في أكتوبر أنهم يخططون للمؤتمر على الرغم من أنهم لم يحددوا موعدا محددا. ويدفع الأعضاء الأصغر سنا المحبطون باتجاه المزيد من العمل النشط مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في 2010. وقال أحد منظمي النقاش إنهم يرجئون المؤتمر في مواجهة الضغوط الحالية من الأعضاء الأكبر سنا في الجماعة الذين "يخنقون" التقدم. ويريد الأعضاء الأصغر سنا تغيير الهيكل الداخلي للإخوان قبل انتخابات العام القادم من أجل إعطاء الشبان والنساء على سبيل المثال المزيد من التمثيل. وقال الباحث عمر حمزاوي من كارنيجي للسلام الدولي بواشنطن وهي مؤسسة أبحاث: "إنها حركة راكدة بدون برنامج واضح للانتخابات القادمة خلافا لما كان عليه الحال في 2005. الإخوان ليس لديهم قدر كبير من الديمقراطية الداخلية وبها درجة عالية من المركزية", وقال إن ذلك أدى بالأعضاء الأكثر شبابا إلى أن يكونوا "مستبعدين من عملية اتخاذ القرار". وقلل محمد مرسي وهو عضو بارز بالإخوان من أهمية النقاش على الإنترنت ورفض الحديث عن تصدعات رغم أنه أقر بوجود "أفكار مختلفة" في الجماعة وهو شيء متوقع في مثل ذلك التنظيم الكبير. وأصبح الانقسام حول توجه الإخوان أكثر شدة بعد أن اعلن المرشد مهدي عاكف - 81 عاما- أنه سيتنحى في العام القادم ممهدا بذلك المسرح لمنافسة على القيادة.