أكد لياو ليشيانج سفير الصين بالقاهرة أهمية دور مصر البارز بصفتها دولة كبيرة في القارة الأفريقية كما تعد ممثلا بارزا للاقتصاد النامي وتتمتع بميزة جغرافية بأنها حلقة الوصل بين ثلاث قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، مشيرا إلى أنها ترأست الاتحاد الإفريقي عام 2019، منوها بأنه يتم الاحتفال هذا العام بمرور 20 سنة على إقامة منتدى التعاون الصيني الإفريقي. وأضاف أن العلاقات المصرية الصينية تتمثل في الريادة والمثالية بالنسبة للتعاون الصيني الأفريقي وقد لعب الرئيس عبد الفتاح السيسي دورا مهما في دعم التعاون الصيني الإفريقي وبمشاركته في "القمة الاستثنائية لتعزيز التضامن الصيني/ الإفريقي في مكافحة وباء كورونا"، لافتا إلى أن الرئيس السيسي أكد في كلمته في هذه القمة أن القارة الأفريقية تعد شريكا مهما للصين وعزم القارة على مواصلة التعامل الفعال مع تداعيات انتشار فيروس كورونا بالتعاون مع شريك دولي هام وجاد بحجم الصين. وأشار إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينج أرسل برقية تهنئة للرئيس السنغالي ماكي سال في 12 أكتوبر بمناسبة مرور 20 سنة على تأسيس (منتدى التعاون الصيني الإفريقي) منوها بأنه تم عقد ثلاث قمم خلال هذه السنوات، موضحا أن التجارة بين الصين وأفريقيا بلغت قيمتها 108 مليارات دولار عام 2019؛ ما جعل الصين أكبر شريك تجاري للقارة لمدة 11 عاما على التوالي. وقال إنه نسبة مساهمة الصين في النمو الاقتصادي لأفريقيا بلغت 20%، في حين تم التوقيع على 10 برامج مشتركة، فضلا عن توقيع 44 دولة إفريقية اتفاقيات تعاون مع الصين في إطار مبادرة (الحزام والطريق) بجانب توفير بكين 120 ألف منحة دراسية حكومية لدول القارة وأرسلت 21 ألفا من الأطقم الطبية إلى 48 دولة أفريقية. وأكد أن الصين تعطي أولوية لتوريد اللقاح ضد كوفيد 19 للدول الأفريقية فور استخدامه في البلاد، مضيفا أن الرئيس الصيني اتخذ خطوات فيما يخص تخفيف وتعليق الديون الأفريقية، وتم التوقيع على 11 اتفاقية لتعليق الديون مع الدول الأفريقية، فضلا عن تعليق فوائد الديون مع 15 دولة أفريقية حتى نهاية عام 2020 . وأضاف أن الصين نفذت مشروعات كبيرة في الدول الأفريقية بما ذلك مشروعات السكك الحديدية والطرق والمطارات والموانئ والمحطات الكهربائية التي جلبت تغيرات إيجابية ملموسة لتطوير الاقتصاد في القارة. وردا على سؤال حول التعاون المصري – الصيني، قال ليشيانج" إن المشروعات الصينية في مصر تنفذ بشكل طبيعي وتعتزم هذه الشركات التوسع في استثمارتها بعد جائحة كوفيد 19، مشيرا إلى أن الاستثمارات الصينية المباشرة بلغت في النصف الأول من هذا العام 71.68 مليون دولار بزيادة تقدر بنحو 34.8% مقارنة بالعام الماضي في حين بلغ إجمالي الاستثمارات الصينية المباشرة 7.500 مليار دولار. وأوضح أنه يتم حاليا تنفيذ حي الأعمال والمال بالعاصمة الإدارية الجديدة بشكل نشط وقوي وتم بناء الهيكل الرئيس للبرج الذي بلغ 48 طابقا بارتفاع يقدر بنحو 250 مترا ومن المتوقع الانتهاء من بناء المباني الثمانية من الهيكل الرئيس بنهاية هذا العام فضلا عن الانتهاء من 70% من مشروع السكك الحديدية بمدينة العاشر من رمضان و30 في المئة من محطة العاصمة الإدارية الجديدة، كما نجحت منطقة (تيدا) بمنطقة عين السخنة في جذب 96 شركة صينية باستثمارية حقيقية بلغت 1.200 مليار دولار، وتجاوزت حجم مبيعاتها 2.300 مليار دولار وخلقت 4 آلاف وظيفة مباشرة و30 وظيفة عمل غير مباشرة. ونوه بالتعاون في مجال التعليم المهني بين البلدين، مشيرا إلى إنشاء معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لجامعة قناة السويس، وتأسيس مركز التكنولوجيا في عين السخنة. وعن معرض الصين للاستيراد والتصدير، قال إن مدينة شنغهاي ستستضيف هذا المعرض خلال الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر المقبل الذي سيشهد عدة تغييرات من بينها مساحة أكبر عن الدورتين السابقتين، فضلا عن إقامة أجنحة جديدة مثل جناح لمكافحة (كوفيد 19) وآخر لحماية البيئة وجناح المواصلات، مؤكدا أن المعرض حظي بترحيب كبير من الشركات الكبرى التي من المتوقع أن يصل عددها إلى 500 شركة ومن المتوقع عرض منتجات وخدمات تكنولوجية جديدة في هذه الدورة. ونوه بمشاركة مصر في الدورتين السابقتين إذ ترأس الوفد المصري في الدورة الأولى رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي وكانت مصر ضيف شرف هذه الدورة مضيفا أن الشركات المصرية وقعت على صفقات بقيمة 85 مليون دولار في الدورة الثانية لهذا المعرض وهذا يمثل ضعف ما تم التوصل إليه في الدورة الأولى. وأكد تطلع الجانب الصيني إلى مشاركة الحكومة المصرية في فعاليات هذا المعرض من جلسات وندوات بالإضافة لعرض الشركات المصرية لمنتجاتها العظيمة، مضيفا أن الصين لن تنسى أبدا أن وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد كانت من أوائل من قاموا بزيارة الصين في بداية الجائحة للتضامن معنا وكذلك إضاءة المعالم الأثرية الثلاثة وكرد للجميل قدمت بكين المساعدات لمصر لمكافحة (كوفيد 19). وأشاد بقوة العلاقات بين البلدين، معبرا عن ذلك بقوله "إن التفاهم والثقة بين مصر والصين لن تتزعزع كرسوخ الأهرامات وسور الصين العظيم، وكذلك العلاقات بين الشعبين لن تنقطع كجريان نهري النيل واليانغتسي".
