فى واقعة نالت دهشة العالم أجمع نظرا للروح العدائية التى ظهرت على الجماهير الجزائرية ومهاجمتهم للجماهير واللاعبين المصريين أو حتى من يحاول تشجيع المنتخب الوطنى فى المباراة الفاصلة التى جمعت بين منتخبى مصر والجزائر لتحديد من هو البطل العربى فى مونديال جنوب أفريقيا. «الشروق» التقت شاهد عيان من قلب الحدث يروى أحداث الحرب التى كانت أشبه بحرب أهلية أو حرب شوارع لما فيها من استخدام أساليب عدة فى الهجوم الجزائرى على المصريين. من جانبه، قال أحمد طارق نور، صاحب مكتب تسويق فى السودان والذى نجح فى انقاذ 110 أشخاص مصريين من بطش البلطجة الجزائرية عقب اللقاء، حيث أشار أحمد إلى أن الوضع لم يكن طبيعيا بالمرة، خاصة أن الجماهير الجزائرية ظهرت منظمة لأبعد درجة ممكنة وكانت أشبه بفرق الكوماندوز التى كانت تختبئ ثم تظهر فجأة لتبادر الم صريين برشقهم بالحجارة ومن يقع تحت طائلتهم يكون الموت بالسلاح الأبيض مصيره. ويروى أحمد اللحظات العصيبة للمصريين من قبل اللقاء وحتى عودتهم إلى مصر فى ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس وقال إن الجميع فوجئ بوجود أعداد غفيرة للجماهير الجزائرية فى ملعب المباراة وهو الشىء غير المتوقع لاسيما أن مصر اختارت السودان لتستضيف المباراة الفاصلة على اعتبار أن استاد المريخ هو الفرع الثانى لاستاد القاهرة، على حد تعبير حسن شحاتة المدير الفنى لمنتخب مصر، وكان وجود الجماهير الجزائرية فى ملعب المباراة بغزارة أولى المفاجآت، حيث أكد أحمد أن تلك الجماهير كانت فى الملعب منذ 9 صباحا، كما أوضح أنه قبل المباراة بيوم واحد قامت الجماهير الجزائرية بتوزيع نصف مليون علم جزائرى على المحال السودانية والسيارات، بالإضافة إلى دفع مقابل مادى لأصحاب التكاتك من أجل رفع علم الجزائر فى السودان وزيادة التوتر على المصريين. وعقب اللقاء قال أحمد نور إن الإذاعة السودانية نوهت عن أن الفريق الفائز سيبقى فى ملعب المباراة إلى أن يخرج نظيره المهزوم وذلك لضمان عدم الاشتباك إلا أن المصريين فوجئوا بخروج الجزائريين إلى الشارع بعد فترة وجيزه من خروج المصريين وقاموا بإعداد كمائن خفية للمصريين من أجل اصطيادهم كالفرائس، بالإضافة إلى الهجوم الضارى بالأسلحة البيضاء التى اختفت من السوق السودانية قبل المباراة، حيث استعد الجزائريون لهذه المعركة التى كانت تمثل الكثير لحثالة الشعب الجزائرى وفق ما قاله المشجع الجزائرى فى رسالته التى وجهها إلى العالم قبل المباراة، وحاولت الجماهير المصرية الهروب من تلك الحرب وسارعوا إلى الذهاب إلى المطار من أجل العودة إلى الوطن، ولكن نظرا للتنظيم غير العادى للجزائريين فوجئ الجميع بانتظارهم فى مناطق وجود الطائرات المصرية وما زاد الوضع سوءا وجود أبواب مطار الخرطوم فى شارع واحد مما سهل من مهمة الجزائريين فى انتظار المصريين فى المطار وقال إنهم كانوا يعسكرون للجالية المصرية على أمل بطشهم قبل رحيلهم من السودان. وقال أحمد إنه ذهب إلى مكتبه فى السودان ليحتمى به مع أبناء وطنه ولحسن حظهم كان هذا المكتب بجوار السفارة الصينية فى السودان وكان الشارع مؤمن بطريقة تسمح ببعض الاطمئنان للجالية المصرية. وعقب الاختباء قام الجميع بخلع قميص المنتخب المصرى خوفا من بطش الجزائريين الذين تحولوا إلى كلاب مسعورة تحوم حول فريستها من أجل التهامها ولكن الكلاب المسعورة لها مبرراتها فى هذا الهجوم بينما هجوم الجزائريين على المصريين لم يكن مبررا بالمرة، خاصة أنهم هم الفائزون والصاعدون إلى كأس العالم. وأوضح أن الأمن السودانى لم يكن يتوقع وصول الوضع إلى هذا الحد، وهو ما وضح خلال ردعهم لهذه الحرب، حيث أكد أحمد نور أن الجزائريين ظهروا وكأنهم مدربون على أعلى مستوى فى القتال من أجل هذه المباراة فقط وهو ما أدهش الجميع. وخلال الانتظار فى مكتب طارق نور الذى احتوى 110 أشخاص مصريين بينهم المطرب محمد فؤاد وهيثم شاكر، بالإضافة إلى بعض الأسر والكثير من الأطفال وتعرض البعض لإصابات من جراء الاعتداءات الوحشية مثل محمد فؤاد الذى أصيب فى يده وسيدة أصيبت فى وجهها كما أصيب رجل فى قدمه وآخر فى رأسه وهو ما أصاب الجميع بالذعر لما ينتظرهم من مصير مجهول فى السودان. وأخيرا جاءت النجدة كالعادة من القاهرة حيث قام عمرو السعيد رئيس اتحاد الجمباز وصاحب إحدى شركات السياحة التى أقلت بعض المصريين إلى السودان بالاتصال بإحدى القيادات فى أمن الدولة المصرى يطلب فيه المساعدة شارحا له الوضع فى الخرطوم وقام رجال أمن الدولة المصرى بدورهم بالاتصال بالنجدة السودانية لحماية المصريين المحتجزين التى قامت بحراسة تلك المجموعة إلى أن وصلوا إلى المطار فى الرابعة والنصف فجرا ومن ثم العودة إلى الأراضى المصرية. وقال أحمد إن ما فعله الجزائريون غير طبيعى بالمرة فى ظل التنظيم العالى لهم وهو أكثر الأمور لفتا للأنظار، خاصة أنهم كانوا يهاجمون المصريين بحنكة وينتظروهم فى أماكن مختبأة وكأنهم تدربوا على تلك الحرب كما أوضح أن الكم الهائل من الجماهير الجزائرية غير الواعية تم استخراج التأشيرات الخاصة بسفرهم إلى السودان بسرعة تامة على غير العادة لا سيما أن الوضع الطبيعى أن تخرج التأشيرة على الأقل فى أسبوع وليس خلال يومين، لذلك توقع أحمد أن يكون الأمر مدبر من قبل الحكومة الجزائرية التى وافقت على سفر الطبقة المتدنية من الشعب لمؤازرة المنتخب الجزائرى خلال اللقاء وإذا انتهت المباراة سواء بالفوز أو الهزيمة ينفذون ما اتفقوا عليه أو ما تدربوا عليه. ولم تجد الجالية المصرية تفسيرا لما فعله الجمهور الجزائرى سوى أنهم انساقوا وراء الشائعات التى أثيرت عقب اللقاء الأول فى القاهرة بوفاة بعض الجماهير الجزائرية إثر اشتباكات مع المصريين وهو الخبر غير الصحيح تماما والذى نفاه السفير الجزائرى فى القاهرة وعدد من الصحف المصرية والجزائرية. وأخيرا السؤال الذى فرض نفسه على ألسنة المصريين خلال الحرب الأخيرة هو لماذا يحمل الجزائريون كل هذا الكره للمصريين؟.