بدأ العد التنازلى للمباراة المصيرية بين منتخبى مصر والجزائر المقرر إقامتها يوم 41 نوفمبر على أرض استاد القاهرة وسط أجواء مليئة بالمشاحنات والغضب بين جماهير البلدين سواء مصر التى لم تحظ بشرف الوصول إلى المونديال منذ عشرين عاما، أو الجزائر التى غابت عن خريطة الكرة الأفريقية والعالمية طوال 42 عاما. ويصب التاريخ طوال تلك الحقبة الزمنية الكبيرة فى صالح المنتخب المصرى الذى حقق خلاله العديد من الألقاب القارية التى وضعته على رأس المنتخبات العربية بل والأفريقية أحيانا على الرغم من وجود قوى لا تفارق التواجد فى المونديال مثل الكاميرون ونيجيريا وأخيرا كوت ديفوار. وينتظر 41 نوفمبر أن يكون يوم ميلاد جديد لجيل من المشجعين والمتابعين ومناصرى الكرة المصرية فى جميع أنحاء المعمورة ونفس الحال بالنسبة لمنتخب الجزائر الذى يمنى النفس أن يكمل المشوار الذى بدأه فى التصفيات وساعدته ظروف باقى المنتخبات فى تصدر المجموعة. خبراء اللعبة فى مصر أجمعوا على أن الفراعنة قادرون على عبور موقعة الجزائر على الرغم من الضغوط والأجواء التى تحيط باللقاء، حيث أشاروا إلى ضرورة قيام شحاتة بقراءة نقاط القوة والضعف فى المنتخب الجزائرى جيدا واستغلال الأخطاء الدفاعية الفادحة التى يقع فيها لاعبو الخضر، وأكدوا أنه لابديل عن إحراز هدف مبكر. حلمى طولان المدير الفنى السابق لنادى المصرية للاتصالات وحرس الحدود أكد لروزاليوسف أن المنتخب المصرى فريق متكامل حقق إنجازات كبيرة ومن حقه وحق الجهاز الفنى الوصول إلى كأس العالم وتحقيق حلم المصريين، خاصة بعد عودة محمد زيدان إلى صفوف المنتخب، كما أن عودة عبدالظاهر السقا تعوض غياب وائل جمعة.. وقلل طولان من أهمية المعلومات التى حصل عليها رابح سعدان، وقال: إن منتخب الجزائر كتاب مفتوح لحسن شحاتة وبالمثل أيضا المنتخب المصرى. وعن منتخب الجزائر قال طولان: إن أهم نقاط القوة لديهم هى المهاجمون والأطراف لأنهم يتميزون بالسرعة، ومن يتابع مباريات المنتخب الجزائرى يعرف أنه يعتمد فى المقام الأول على الأطراف القوية والكرات العرضية التى يستغلها لاعبوه بصورة فعالة تسهل من مهمتهم فى ذلك، وبالطبع ضعف الرقابة والتمركز من مدافعى الخصم. وحث طولان الدفاع المصرى على التركيز خلال المعسكر على كيفية التصرف فى الكرات العرضية لأننا إذا تمكنا من السيطرة وغلق المساحات على أطراف المنتخب الجزائرى فبذلك ستفقد الجزائر الكثير من قوتها وخطورتها، كما أن خط الدفاع الجزائرى من أضعف خطوطه، وأن المنتخب الشقيق كفريق لو وضع تحت ضغط لاعبى مصر والجماهير ستحدث أخطاء كثيرة. وطالب لاعبى المنتخب الوطنى بالهدوء وعدم استعجال إحراز هدف مع وضع لاعبى الجزائر تحت الضغط المستمر. جمال عبدالحميد عضو لجنة الكرة بنادى الزمالك ونجم المنتخب المصرى فى مونديال 0991 قال: إن قوة المنتخب المصرى فى الثلث الهجومى متمثلة فى عمرو زكى وأبوتريكة ومحمد زيدان بالإضافة إلى أحمد حسن وبركات، وفى اليسار معوض، واليمين أحمد فتحى. أيضا من أهم نقاط قوة المنتخب المصرى أنه سيلعب على أرضه ووسط جمهوره، والكل يعرف مدى حماس الجمهور المصرى، فى المقابل سيكون لاعبو الجزائر، مطالبين بالصمود أمام هذا التشجيع الضاغط فى الملعب والمدرجات، بالإضافة إلى أن الجماعية هى أهم ما يميز أداء المنتخب المصرى. جمال عبدالحميد يرى أن غياب وائل جمعة نقطة ضعف المنتخب الوطنى الوحيدة، حيث يعتبر المدافع الوحيد ذا القامة الطويلة فى المنتخب بعد إصابة محمود فتح الله. أما نقاط ضعف المنتخب الجزائرى فتتمثل فى الدفاع واللجوء إلى إضاعة الوقت، وإذا استطاع الفراعنة إحراز هدف فى شباك الخضر فى بداية اللقاء فسيعطى دفعة معنوية كبيرة فى إحراز الهدف الثانى الذى يربك حسابات رابح سعدان المدير الفنى للجزائر. مجدى عبدالغنى - عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم - أكد أن مباراة 41 نوفمبر مباراة نارية لكنها لن تخرج عن الإطار الكروى والمنافسة الشريفة.. مشيرا إلى أن النتيجة النهائية التى ستئول إليها المباراة سواء بتأهل مصر أو بتأهل الجزائر ستعنى وصول منتخب عربى إلى جنوب أفريقيا.، وهو ما يمثل سعادة لباقى الشعوب العربية. عبدالغنى أشار إلى أن المنتخب الجزائرى عرف تطورا ملحوظا فى الآونة الأخيرة بعد الغياب الذى كان له فى السنوات الأخيرة، لكن عاد الاستقرار إلى الجزائر الشقيقة وعادت الكرة الجزائرية إلى مستواها المعهود على غرار ما كان عليه الأمر خلال الثمانينيات، والمنافسة القوية الموجودة بين المنتخبين المصرى والجزائرى حتى المباراة الأخيرة وتواجد الجزائر فى صدارة المجموعة إلى الآن يؤكد أن المنتخب الجزائرى محترم وقوى، لكن بمقابل ذلك فإن المنتخب المصرى الذى تمكن من السيطرة على الصعيد الإفريقى بعد تتويجنا بآخر كأسين إفريقيتين عاد بقوة فى المباريات الأخيرة، وهو ما سيجعل التنافس أكبر على تأشيرة التأهل إلى المونديال. واعتبر عبدالغنى أن تسجيل ثلاثة أهداف مهمة ليست سهلة بالنسبة للفراعنة، لكن لا مستحيل فى الرياضة.. والمفتاح الأساسى للمنتخب القومى المصرى فى هذه المباراة هو عدم التفكير فى تسجيل هذا العدد من الأهداف وإنما أن يكون فى تسجيل الهدف الأول الذى سيمنح الثقة لتسجيل أهداف أخرى. أما طارق يحيى المدير الفنى لفريق الإنتاج الحربى فقال لروزاليوسف: إن منتخب الجزائر يعتمد على المهارة الفردية لبعض اللاعبين وعلى رأسهم كريم زيانى واختراقات الأطراف نذير بلحاج وسليمان راحو وربيع مفتاح من خلال فتح مساحات اللعب أمامهم وإرسال الكرات العرضية. ومن اهم عيوب منتخب الجزائر اعتماده هجوميا على الطرفين فتتخلف وراءهما مساحات كبيرة جدا بالإضافة أيضا إلى مساحات واسعة خلف خط الدفاع الجزائرى الذى يلعب على خط واحد يمكن استغلالها جيدا.. ويعيب المنتخب الجزائرى أيضا سهولة الاختراق من العمق، حيث يمكننا اللعب بأبوتريكة ومحمد زيدان واللعب من العمق واستغلال مهارة لاعبى المنتخب المصرى الذين يعتمدون على التمريرات القصيرة والمهارية. يحيى أضاف أن الجزائر ستبدأ بداية حذرة نظرا لأن التعادل يكفيها للصعود أو حتى الهزيمة بفارق هدف واحد، وربما لن نجد أى اختراقات من جانب الأطراف، ولكن إذا تمكن المنتخب المصرى من إحراز هدف أو هدفين فسيبدأ المنتخب الجزائرى فى التخلى عن حذره الدفاعى وستبدأ المساحات الخالية فى الظهور خلف أطراف وقلب دفاع المنتخب الجزائرى، وهذه النقطة يجب أن يستغلها الكابتن حسن شحاتة جيدا، فربما تكون مفتاح الفوز لدينا، فيجب اللعب خلف ظهرى الجانبين مما سيساعد أيضا على تحجيم انطلاقاتهم للأمام مع حذر دفاعى من لاعبى المنتخب المصرى وعدم ترك مساحات للتحرك عند الكرات العرضية واللعب رجلا لرجل حتى لا نعطيهم فرصة للعب الرأسيات. الكابتن محمود بكر المعلق الرياضى أكد أن مباراة مصر والجزائر هى مباراة الأعصاب، وأن من يستطيع اللعب بهدوء واتزان دفاعى وهجومى هو من سيفوز باللقاء، محذرا لاعبى مصر من الانسياق وراء حالة الشد العصبى ومحاولة إحراز هدف مبكر. وطالب بكر حسن شحاتة ببث الثقة فى نفوس اللاعبين، واستعادة روح كأس الأمم الإفريقية التى أقيمت فى غانا 8002, مشيرا إلى أن منتخبات شمال أفريقيا لم تعد تمثل عقدة للمنتخب المصرى، كما كان فى السابق عندما كانت تعتمد على الكرة السريعة، أما الآن فمعظم لاعبى المنتخبات الثلاثة الجزائر والمغرب وتونس محترفون فى أوروبا، ويعتمدون على اللعب المفتوح، وهذا فى صالح المنتخب المصرى. وبالمثل تحدث طه بصرى المدير الفنى للمصرية للاتصالات عن أهمية اللقاء وقال: إنه غاية فى الصعوبة.. مؤكدا ان المباراة لن تكون سهلة على المصريين فى ظل امتلاك منتخب الخضر مجموعة من اللاعبين المميزين ولن يكونوا لقمة سائغة فى فم الفراعنة. وأشار بصرى إلى أن من أهم عيوب منتخب الخضر ضعف المهاجمين بشكل يجعلهم يفشلون فى ترجمة بعض الفرص المحققة إلى أهداف، حيث إن اعتماد الجزائر فى المقام الأول على الكرات العرضية والتى تعتمد على ضربات الرأس سواء من المهاجمين أو القادمين من الخلف وتلك المهارة يتميزون بها بشكل جيد. وطالب بصرى المنتخب المصرى بالتركيز على اللعب من العمق مستغلا مهارة كل من أبوتريكة وزيدان ومن ورائهما أحمد حسن وحسنى عبدربه ومحمد شوقى أو محمد حمص، فهؤلاء اللاعبون يمتازون بالكونترول العالى والمهارة والتسديد والتمرير القصير المتقن، وهى من أهم مميزات الفراعنة، وكل تلك المقومات تمكننا من اختراق الدفاع الجزائرى الذى تعيبه المساحات وسهولة الاختراق رغم وجود بوقرة لاعب رينجرز الاسكتلندى، وخصوصا أن محمد زيدان يمكنه استغلال مهارته وسرعته فى اللعب خلف أطراف المنتخب الجزائرى وإمداد المهاجمين بالعديد من الكرات، كما كان يفعل فى كأس الأمم الأفريقية 8002 فى غانا.. أيضا من ضمن الخيارات الهجومية أن نخلق مساحات بالكرة لحسنى عبدربه وأحمد حسن وهما من أصحاب التسديدات الصاروخية والتى يجب أن نستغلها.وفى النهاية اتفق الجميع على أن المباراة ستنتهى.. ولكن تبقى الصداقة والمحبة بين الشعبين الشقيقين.. هى مباراة فى كرة القدم ولايجب أن يحاول البعض تحويلها إلى معركة حربية .. وأيا كان الفائز ففى النهاية منتخب عربى سيمثل الجميع فى هذا العرس الكروى الكبير.؟