نجح حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب الوطنى فى أن يسطر لنفسه تاريخا مشرفا منذ توليه مهمة تدريب المنتخب الوطنى خلفا للإيطالى ماركو تارديللى وتمكن شحاتة من تحقيق إنجاز غير مسبوق لأى مدرب سبق له تولى تدريب المنتخب. حيث تمكن شحاتة من الفوز بثلاث بطولات فى ثلاث سنوات كانت الأولى بطولة الأمم الأفريقية التى استضافتها مصر فى 2006 والثانية فى 2007 حينما قاد المنتخب لحصد الميدالية الذهبية للبطولة العربية والثالثة فى غانا 2008 حينما تمكن للمرة الثانية على التوالى من الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية ليحصد بذلك بطولة فى كل سنة على مدار السنوات الثلاث التى شغل فيها موقعه الحالى ولم يتبق أمام المعلم سوى الظفر ببطاقة التأهل لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ليحقق إنجازا فريدا لم يتحقق لأحد من قبله. ومن الصعب أيضا أن يتحقق لأحد من بعده وواجه شحاتة العديد من الصعوبات فى مشواره مع المنتخب الوطنى وصلت لحد التشكيك فى قدراته الفنية ولكنه أثبت بالدليل القاطع أن نجاحه مع المنتخب لم يكن وليد المصادفة وإنما نتاج لجهد وعمل وكفاح للوصول بمصر إلى مكانتها الطبيعية كإحدى القوى الكروية الكبرى ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع نجاح منتخب مصر من حصد لقب أمم أفريقيا 2006 بعدما أوقعت القرعة منتخب مصر فى مجموعة واحدة مع المغرب وليبيا كوت ديفوار. ولكن حسن شحاتة وحده كان متفائلا وواثقا من قدرة لاعبيه على عبور المطب الصعب ونجح فى قيادة المنتخب للفوز على ليبيا فى المباراة الافتتاحية 3/ صفر سجلها أحمد حسام ميدو من ركلة جزاء ومحمد أبوتريكة وأحمد حسن وتعادل سلبا فى المباراة الثانية أمام المنتخب المغربى وعاد ليعزف أروع الألحان أمام منتخب كوت ديفوار المرشح الأول للفوز بهذه البطولة وتفوقت مصر شحاتة بنتيجة 3 /1 على الأفيال سجل عماد متعب هدفين ومحمد أبوتريكة الهدف الثالث لتتصدر مصر المجموعة الأولى برصيد 7 نقاط لتتأهل إلى دور الثمانية لتلاقى الكونغو ونجح المنتخب فى سحق الكونغو بنتيجة 4/1 سجل لمنتخب مصر أحمد حسن هدفين وأحرز الآخران المخضرم حسام حسن وعماد متعب وزاد الفوز من ثقة حسن شحاتة فى قدرات لاعبيه وإمكانية الفوز بالبطولة وتلاقى مصر السنغال فى الدور نصف النهائى وكانت مباراة عصيبة ولكن شحاتة نجح فى العبور بها إلى بر الأمان وتمكن المنتخب من الفوز بنتيجة 2/ 1 سجل لمنتخب مصر محمد أبوتريكة وعمرو زكى لتتأهل مصر إلى المباراة النهائية أمام منتخب كوت ديفوار العنيد. ولم يتوقع أحد أن تحقق مصر الإنجاز ولكن الفراعنة كانوا على قدر المسئولية رغم إهدار أحمد حسن لركلة جزاء فى الوقت الأصلى للمباراة التى انتهت بالتعادل السلبى بعد 120 دقيقة لعب قبل أن يحسم المنتخب المباراة لصالحه بنتيجة 4/2 بركلات الترجيح التى شهدت تألقا غير مسبوق للحارس عصام الحضرى ورغم الفوز بالبطولة إلا أن حملات التشكيك لم تتوقف فى قدرات شحاتة ونادى كثيرون بضرورة تعيين مدير فنى آخر للمنتخب بدلا منه ولكن أحدا لم يجرؤ على تنفيذ هذه الخطوة فى ظل حالة الحب والدعم الجماهيرى الهائل للمعلم من جانب جماهير الكرة المصرية الذين لم يفقدوا الثقة فى حسن شحاتة وفى 2007 كان حسن على موعد جديد مع التحدى . ولكن هذه المرة مع البطولة العربية التى أقيمت بنظام دورى من دور واحد بعد أن قررت اللجنة المنظمة وضع المنتخبات الخمسة المشاركة وهى منتخبات مصر والإمارات والسعودية وليبيا والسودان فى مجموعة واحدة تتنافس فيما بينها بنظام دورى من دور واحد ليفوز بالميدالية الذهبية للمسابقة الفريق الذى يحصل على المركز الأول بأعلى رصيد من النقاط وكانت الميدالية الذهبية من نصيب منتخب مصر الذى حصد 10 نقاط متفوقا على منتخبات الإمارات والسودان وليبيا والسعودية رغم مشاركة منتخب مصر فى هذه البطولة بتشكيلة مختلفة عن التى خاضت بطولة الأمم الأفريقية 2006. وكان التحدى الثالث الذى يخوضه منتخب مصر تحت قيادة حسن شحاتة مع بطولة الأمم الأفريقية بغانا 2008 ولم يكن وقتها أكثر المتفائلين يتوقع فوز مصر بلقب البطولة وخرجت التصريحات الرسمية من مجلس إدارة اتحاد الكرة تفيد بأن المنتخب سيخوض البطولة بحثا عن المربع الذهبى ولكن شحاتة ولاعبيه كان لهم رأى آخر وعقدوا العزم على الفوز بلقب البطولة رغم وقوع المنتخب الوطنى فى مجموعة صعبة مع الكاميرون وزامبيا والسودان وتمكن شحاتة من قيادة المنتخب لسحق أسود الكاميرون بنتيجة 4/1 سجلها محمد زيدان وحسنى عبدربه بواقع هدفين وكان الفوز 3/صفر على السودان فى المباراة الثانية سجلها حسنى عبدربة ومحمد أبوتريكة هدفين. ورغم وصول رصيد المنتخب إلى 6 نقاط إلا أنه كان يحتاج لنقطة من المباراة الثالثة أمام زامبيا وتحقق ما أراد شحاتة بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابى 1/1 سجل الهدف عمرو زكى لتتأهل مصر لمواجهة أنجولا فى دور الثمانية وتفوز 2/1 سجلهما حسنى عبدربه وعمرو زكى وكانت مواجهة الدور نصف النهائى مخيفة أمام كوت ديفوار التى كانت تمر بأفضل مستوياتها الفنية خلال هذه البطولة ولكن الفراعنة لم يعبأوا بذلك ولقنوا الأفيال درسا فى فنون الكرة بعد أن أنهوا المباراة لصالحهم بنتيجة 4/1 سجلها أحمد فتحى وعمرو زكى هدفين. ومحمد أبوتريكة لتتأهل مصر إلى المباراة النهائية أمام الكاميرون وتأهب حسن شحاتة ورجاله للموقعة الصعبة وتمكن محمد أبوتريكة من حسم نتيجة المباراة بالهدف الذى سجله فى شباك الحارس الكاميرونى العملاق كامينى فى الدقيقة 77 من زمن المباراة ليقود مصر للفوز باللقب الأفريقى للمرة الثانية على التوالى والسادسة فى تاريخ مصر. ورغم ذلك لم يسلم المعلم شحاتة من سهام النقد التى وصلت لأعلى مستواياتها مع بداية مشوار مصر فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وشكك كثيرون فى قدرة مصر على استكمال مشوار التصفيات الأولية المؤهلة للبطولة بعد الخسارة أمام مالاوى صفر/1 فى الجولة الثالثة ولكن «كرامات» المعلم بدأت تظهر على أداء اللاعبين بعد أن بث فيهم الثقة من جديد لتفوز مصر ببقية مبارياتها وأصعبها على الإطلاق أمام الكونغو. حيث احتاجت مصر للفوز هناك بأى نتيجة لتصدر المجموعة واستكمال مشوار التصفيات وتمكن أبوتريكة من إدراك هدف الفوز لتتصدر مصر المجموعة وتحصل على الضوء الأخضر من الاتحاد الأفريقى لاستكمال مشوار التصفيات فى المجموعة الثالثة مع منتخبات زامبيا والجزائر ورواندا وكانت البداية مخيبة لمنتخب مصر حيث تعادل أمام زامبيا 1/1 ليفقد نقطتين ثمينتين وجاءت الخسارة فى المباراة الثانية أمام الجزائر 1/3 لتضعف من آمال حسن شحاتة فى قيادة المنتخب لبلوغ المونديال ولكنه كعادته دائما رفض الاستسلام لليأس رغم صعوبة المهمة وبدأ فى إعادة ترتيب أوراق الفريق ليحقق الفوز على رواندا ذهابا وإيابا 3/صفر و1/صفر ومن بعدها على زامبيا فى لوساكا 1/صفر ليصل إلى النقطة العاشرة خلف المنتخب الجزائرى متصدر المجموعة برصيد 13 نقطة ليحتاج إلى تحقيق الفوز فى مباراة الجولة الختامية للتصفيات بفارق هدفين حتى يتمكن من اللجوء لمباراة فاصلة والفوز بفارق ثلاثة أهداف للتأهل مباشرة للمونديال . ونجح شحاتة فى تحقيق الشرط الأول وفاز على الجزائر 2/صفر ليحتكم الفريقان إلى مباراة فاصلة يحتضها ملعب المريخ السودانى مساء اليوم الأربعاء ولم يتبق أمامه سوى محالفة التوفيق له حتى يقود كتيبة الفراعنة لبلوغ المونديال.. قولوا يارب.