قالت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، إن تشجيع الابتكار وتطبيق التكنولوجيات الرقمية في النظم الزراعية والغذائية، بالإضافة إلى الحدّ من الفاقد والمهدر من الأغذية، عناصر حيوية لتعزيز عملية مكافحة الجوع والفقر. حاء ذلك خلال افتتاح الحدث الخاص رفيع المستوى بشأن تعزيز الحوكمة العالمية من أجل الأمن الغذائي والتغذية، الذي نظّمته لجنة الأمن الغذائي العالمي والمنعقد خلال الفترة الممتدة من 13 أكتوبر حتى اليوم، وتخلّل الجلسة الأولى من هذا الحدث الافتراضي الرفيع المستوى الذي امتد على ثلاثة أيام بيانات ألقاها كل من شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة وجلبرت هونجوبو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ووديفيد بيسالي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي وثانوات تينسين، رئيس لجنة الأمن الغذائي العالمي. وبحث رؤساء الوكالات التي توجد مقارها في روما في كيفية النهوض بالأمن الغذائي والتغذية والتزامهم إزاء التعاون مع اللجنة. وشجّع المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة في ملاحظاته الافتتاحية، اللجنة على اتباع نُهج شاملة وجامعة في عملها من منظار أوسع نطاقًا مع التشديد على تشجيع الابتكار ومعالجة مسألة الفاقد والمهدر من الأغذية باعتبارها مجالات بالغة الأهمية. وقال: "أنا أؤمن إيمانًا شديدًا بقوة الابتكار والتكنولوجيات الرقمية باعتبارها أداة مركزية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدفين 2 و1 منها". وأشار إلى أنّ المنظمة قد خطت خطوات كبرى لدعم أعضائها وإعطاء دفع للابتكار، مسلطًا الضوء على استحداث مكتب للابتكار وإطلاق مبادرات هامة قائمة على البيانات الضخمة وتعيين أول رئيس للعلماء في تاريخ المنظمة. وشجّع المدير العام اللجنة على التشديد على الابتكار بشكل عام باعتباره في صميم الجهود التي يبذلها سائر الأعضاء من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية. وبالإشارة إلى المهدر من الأغذية باعتباره "مسألة إرساء روح المسؤولية في المجتمع بأسره"، دعا المدير العام أيضًا اللجنة إلى إشراك جميع الأعضاء فيها في هذه المسألة الهامة بغرض التوعية وخلق زخم عام من أجل القضاء على المهدر من الأغذية. أما بالنسبة إلى الفاقد من الأغذية، فقد أشار إلى أنّ الحد منه يتطلّب إجراء تحسينات على امتداد سلسلة القيمة إضافة إلى استحداث أصناف يمكن حفظها لمدة أطول، مشدّدًا على الحاجة إلى الاستثمار في عمليات المعالجة ما بعد الحصاد وفي البنية التحتية الزراعية، من الطرقات وصولا إلى مرافق ومنشآت التخزين بالتبريد. وختم المدير العام للمنظمة مداخلته بالتشديد على الحاجة إلى مزيد من "التآزر والتكامل في أنشطة اللجنة والمنظمة" وتعهّد بأن تواصل وكالة الأممالمتحدة هذه تقديم الدعم للجنة من أجل تحويل سياساتها ومنتجاتها إلى إجراءات ملموسة في الميدان. وقال من جهته رئيس لجنة الأمن الغذائي العالمي "إننا عند مفترق طرق حاسم بالنسبة إلى البشرية جمعاء" حيث أنّ جائحة كوفيد-19 والنزاعات تمارس ضغوطات إضافية على نظمنا الغذائية وشدّد على ضرورة إجراء تغيير جذري في أنماطنا الغذائية ونظمنا الغذائية إذا ما أراد المجتمع الدولي تحقيق أهداف إنمائية مستدامة بالفعل وأهداف خطة عام 2030. وذكّر من جهته رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية الحضور بمدى اعتماد العالم على صغار المزارعين الذين ينتجون نصف السعرات الحرارية الإجمالية التي نتناولها وشدّد على الحاجة إلى إرادة سياسية راسخة وإلى زيادة الاستثمارات من أجل تحويل المناطق الريفية وإعادة هيكلة نظمنا الغذائية. فنحن بحاجة إلى نظم غذائية مستدامة ومتكيّفة مع المناخ وتوفر أغذية مغذية وتتسم بشموليتها وقدرتها على الصمود، ولعلّ الأهمّ أنها لا تقلل من قيمة صغار المنتجين، على حدّ قوله. وبالإشارة إلى النزاعات والظواهر المناخية المتطرفة وجائحة كوفيد-19 في الوقت الراهن باعتبارها الدوافع الرئيسية الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي، شدّد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي على ضرورة معالجة جائحة الجوع إلى جانب الجائحة الصحية، وإلّا قد يفوق عدد الوفيات بفعل تدهور الأوضاع الاقتصادية والاختلالات في سلاسل الإمدادات الغذائية بأشواط عدد ما شهدناه حتى الآن بالنسبة إلى معدل الوفيات بفعل الجوع. ويجمع هذا الحدث الافتراضي الذي يمتد على ثلاثة أيام الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين ووكالات الأممالمتحدة والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات لا تتوخى الربح ومراكز دولية للبحوث في مجال الأمن الغذائي ومؤسسات مالية دولية وإقليمية. ويسعى هذا الحدث الخاص الرفيع المستوى للجنة إلى إبقاء الأمن الغذائي والتغذية في صدارة وفي صميم جدول الأعمال العالمي للتنمية المستدامة.