أفادت وسائل إعلام محلية في كولومبيا، بأن حوالي 12 ألفا من السكان الأصليين في البلاد توجهوا صوب العاصمة بوجوتا الأربعاء للضغط على الحكومة لوقف أعمال القتل والمذابح المستمرة في جنوب غرب البلاد. وسار المتظاهرون في البداية مشيا على الأقدام، وحمل العديد منهم العصي وهم مرتدين ملابس باللونين الأحمر والأخضر المميزين لزي حرس السكان الأصليين، وسافر بعضهم في حافلات تزينها ألوان مختلفة من مقاطعة كاوكا في جنوب غرب البلاد إلى مدينة كالي. وفشل اجتماع عقده السكان الأصليون في كالي مع وزيرة الداخلية الكولومبية أليسيا أرانجو، في التوصل للنتيجة المنشودة، فانطلقوا إلى بوجوتا، ومن المتوقع أن يصلوا إليها يوم الاثنين. وقال روبييل ليس، من منظمة "سي آر آي سي" للسكان الأصليين في كاوكا، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن المسيرة التي تحمل اسم "مينجا" -وهي كلمة بلغة السكان الأصليين تشير إلى جهد مشترك من أجل الصالح العام- تمثل احتجاجا على قتل زعماء المجتمع المدني، وعلى المذابح. وقتل حوالي 1000 من زعماء المجتمع ونشطاء في مجالي حقوق الإنسان والبيئة في كولومبيا منذ توقيع الحكومة اتفاق سلام مع حركة حرب العصابات، القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) في عام 2016، وفقا لما ذكرته منظمة إنديباز الرقابية. وقالت المنظمة إن بين من قتلوا أكثر من 240 من السكان الأصليين، وكان معظمهم في كاوكا. كما أفادت إنديباز بوقوع أكثر من 65 مذبحة -المذبحة تعني قتل 3 أشخاص، على الأقل- في كولومبيا حتى الآن خلال العام الجاري، وجاءت كاوكا في المركز الثاني بين المناطق الأكثر تضررًا. وذكرت قناة كاراكول الإذاعية أن هدف المحتجين من السكان الأصليين كان السعي للقاء الرئيس إيفان دوكي ، لكن ممثلي الحكومة اتهموهم بأن لديهم دوافع سياسية وقالوا إن رئيس الدولة لن يقابلهم. وتنسب الحكومة أعمال العنف إلى الجماعات المسلحة التي ظلت نشطة بعد اتفاق السلام لعام 2016 الذي أنهى الصراع المستمر منذ 52 عاما مع حركة "فارك". وقال ممثلو المتظاهرين إنهم يراعون إجراءات السلامة ضد فيروس كورونا، إلا أن المسيرة رغم ذلك أثارت مخاوف في العاصمة. وهناك 1.9 مليون شخص ينتمون إلى 115 جماعة من السكان الأصليين ضمن سكان البلاد البالغ عددهم 50 مليون شخص.