قال الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء إن التشريعات التى ستقدمها الحكومة للبرلمان خلال هذه الدورة كثيرة ومهمة وتحتاج إلى دراسات وجهود كبيرة من أعضاء المجلسين، وأشار نظيف فى كلمته أمس أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى إلى ما حققته الحكومة فى البرنامج الانتخابى للرئيس مبارك والذى كلفت الحكومة بتنفيذه فى 2005 وحتى 2011. وأضاف أنه بعد مرور 4 سنوات من ال6 سنوات الخاصة بالبرنامج الانتخابى فإنه قد تم تحقيق الكثير من أهداف البرنامج لاسيما فى مجال الإصلاح السياسى من خلال تعديل الدستور والتشريعات. وأكد نظيف أن الحكومة عملت على تحقيق الأهداف الرقمية لهذا البرنامج من خلال ثلاثة محاور أولها أن يكون هناك نمو اقتصادى يحقق فرص عمل ويرفع مستوى دخل الأسرة المصرية. وأضاف أن النمو الذى حققه الاقتصاد المصرى خلال ثلاث سنوات وصل إلى 7٪ سنويا. وقال نظيف إن المحور الثانى هو ترجمة الإصلاح الاقتصادى فى الجوانب الاجتماعية بحيث تستفيد كل الفئات منه. معترفا بوجود فئات أكثر استفادة من الإصلاح لأنها الأكثر قدرة واستعدادا. إلا أن قاعة المجلس قد ضجت باعتراضات وصياحات النواب عندما قال رئيس الوزراء إن دخل المزارع قد ارتفع بسبب الإصلاح الاقتصادى، فرد نظيف بقوله «عارف إن دى هتعجبكوا أوى» ورغم محاولة رئيس الوزراء إلا أن النواب لم يهدأوا مما اضطر نظيف أن يعترف بأن الفلاح يعانى الآن قائلا: كنا أول من قال إن هذا العام أثر على دخل الفلاح المصرى، لكنى أتحدث عن نمو اقتصادى فى أعوام سابقة. وأضاف أن الموضوع الرئيسى المتعلق بقطاع الصحة وسيناقشه البرلمان خلال هذه الدورة هو قانون التأمين الصحى الجديد وأنه نظام شامل، مشيرا إلى أن فحوى النظام الجديد هو أنه يحدد «مين هيدفع إيه» بشرط ألا يحرم المواطن من الخدمة الصحية واستطرد «مفيش خدمة ببلاش فكل خدمة لها تكلفة». وأضاف أن هناك أيضا قانون التأمينات والمعاشات الذى يقدم نظاما جديدا متكاملا يحافظ على مكاسب أصحاب المعاشات ويتجه للمستقبل. من جانبه أعلن صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى عن اكتمال إعادة تأهيل وترميم مبنى مجلس الشورى بأكمله وأنه أصبح معدا للافتتاح من قبل رئيس الجمهورية الخميس المقبل الموافق 19 نوفمبر، وذلك قبيل الجلسة المشتركة لمجلسى الشعب والشورى. وقال الشريف فى كلمته بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة: إن المبنى تمت إعادة بنائه بأعلى قدر من عوامل الأمان والإنذار والإطفاء وبأوسع شبكة للاتصالات باستخدام الشبكة الدولية ووسائل المتابعة عبر الشاشات بالإضافة لإنشاء علامات جديدة لم تكن موجودة من قبل وهى بهو الأعضاء الذى أطلق عليه «بهو مبارك». وكان الشريف قد قام بإجراء جولة تفقدية داخل مبنى المجلس اصطحب فيها كلا من عائشة عبدالهادى وزيرة القوى العاملة وسامح فهمى وزير البترول وعددا كبيرا من نواب المجلس وعبّر النواب عن انبهارهم بأعمال التجديد فى قاعة البهو التى سيطلق عليها اسم الرئيس مبارك. وظهرت سعادة النواب المفرطة ووجهوا عبارات الثناء للشريف قائلين له «أنت الرجل الذى لا يقهره أحد» وقال أحدهم للشريف «أنت سياسى ومهندس وأستاذ وكل حاجة»، ولم يكتف النائب محمد الحفناوى فاندفع وسط النواب مرددا عبارة «أنت خليتنا حبينا الحريق ياريس». وفى المقابل شن عدد من نواب المعارضة فى المجلس هجوما عنيفا ضد الحكومة بدأه د.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الذى طالب الحكومة بإدارة رشيدة للمرافق، مؤكدا أن قانون التأمين الصحى الجديد يحمل مبدأ الدفع أو الموت وأكد أيضا أنه لا يمكن الحديث عن تحقيق توازن فى المجتمع بدون فرض ضرائب تصاعدية. أما النائب ناجى الشهابى فأشار إلى أن هناك حالة من الزواج بين السلطة والمال انعكست على الأسعار التى ارتفعت بشكل كبير مطالبا الرئيس مبارك بتنقية الحياة السياسية وإعطاء الفرصة للأحزاب. ومن جانبه ، بدأ الدكتور زكريا عزمى نشاطه البرلمانى بخمسة أسئلة ساخنة تقدم بها لوزيرى الإعلام والصحة ورئيس الوزراء، وتساءل عزمى فى سؤاله المقدم للدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة: هل أجازت وزارة الصحة ما يسمى بغشاء البكارة العينى لتداوله فى المستشفيات، وما الإجراءات التى اتخذتها للتصدى لهذا الأمر؟. واعتبر عزمى أن وجود مثل هذا الغشاء فى الأسواق المصرية من شأنه القضاء على القيم والأخلاق وخص عزمى أنس الفقى وزير الإعلام بعدة أسئلة منها قيام التليفزيون بإذاعة عدد لا حصر له «على حد وصفه» من المسلسلات خلال شهر رمضان. وتساءل عزمى كم تبلغ تكلفة هذه المسلسلات وكم بلغت حصيلتها وهل يجوز للتليفزيون أن يحيد عن هدفه الرئيسى وهو رفع الوعى الثقافى لدى المواطن؟. وتوجه عزمى أيضا بسؤال آخر لأنس الفقى عن الميزانيات الضخمة التى أنفقت على البرامج التى استضافت كبار النجوم وقال عزمى «ظن المذيعون أنهم داخل حلبة مصارعة لمطاردة الضيوف للبوح بأسرار وموضوعات شخصية لا تهم المواطن وتساءل: هل فقدنا الحياد إلى هذا الحد. وهل لم يعد لدى المواطنين أى مشكلات سوى متابعة أسرار الفناني؟. كما تساءل عزمى فى سؤال ثالث لرئيس الوزراء عن زحمة الإعلانات فى شهر رمضان وتساءل هل تحولت الحكومة إلى تاجر أو مستثمر تريد الترويج لبضاعتها؟ وانتقد عزمى إعلانات وزارة النقل والكهرباء. كما تقدم بسؤال لوزير التجارة والصناعة عن ارتفاع أسعار السكر. بعض النواب علق على أسئلة عزمى بقوله «لقد أصبح رئيس ديوان رئيس الجمهورية زعيما للمعارضة».