أظهر بحث جديد، عددا من الفوائد الصحية المحتملة الناتجة عن امتلاك الحيوانات الأليفة، منها أن مالكي الحيوانات البالغين يتمتعون بصحة أفضل بنسبة تصل إلى 50% من نظرائهم، إلى جانب عدد من الفوائد الصحية المحددة المرتبطة بتربيتها. الدراسة التي نُشرت بتكليف من شركة الاستثمار الدولية "ليتر ون"، تعبر عن سلسلة من وجهات نظرهم العالمية، والمستمدة من 139 مجموعة بيانات من 48 بحثًا، تغطي عدة بلدان وفقا لما نقله موقع صحيفة الإندبندنت البريطانية. كما تم فحص مجموعة من الحالات الصحية، من بينها النشاط البدني والقلب والأوعية الدموية والصحة العقلية. يُظهر البحث أن أصحاب الحيوانات الأليفة هم عادة أكثر نشاطًا بدنيًا بنسبة 60% من أولئك الذين لا يمتلكون حيوانات أليفة، مع تحسن صحتهم التاجية والعقلية. يقول الدكتور كاري ويستجارث كبير المحاضرين في موضوع التفاعل بين الإنسان والحيوان بجامعة ليفربول: "بالنظر إلى أن النشاط البدني له أثر إيجابي تجاه مخاطر العديد من الأمراض المزمنة والسرطانات والعقلية ، فمن المحتمل أن تكون كلابنا، التي نمشهيا على الأقل، تحسن صحتنا بشكل ملحوظ". تنطبق النظرية أيضًا على كل من الأطفال وكبار السن، فقد أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين لديهم حيوانات أليفة يتمتعون بصحة جيدة بنسبة 11% تقريبًا من أولئك الذين لا يمتلكون تلك الحيوانات، وذكر أصحاب الحيوانات الأليفة المسنين أنهم أكثر نشاطًا بدنيًا بنسبة 68% من نظرائهم. أما عن الصحة العاطفية، فإن المكاسب الملموسة الناتجة عن تربية الحيوانات الأليفة هي القدرة على مكافحة الشعور بالوحدة من خلال الرفقة التي توفرها الحيوانات الأليفة، وزيادة المهارات والسلوكيات الاجتماعية التي يتم الاستشهاد بها كعوامل مكونة لهذه الزيادات الملحوظة. يقول الدكتور ويستجارث: "يستحق أصدقاؤنا ذوو الفراء أن يتم الاعتراف بهم بسبب الفوائد الصحية التي يجلبونها لنا". في حين أن الدراسة هي الأحدث لإظهار وجود علاقة بين الصحة وامتلاك حيوان أليف، فإن مفهوم الحيوانات الأليفة التي تفيد صحتنا العامة ليس ظاهرة جديدة، فقد أثبتت دراسة أجريت في الثمانينيات عن هذا الأمر والتي أثبتت أن أصحاب الحيوانات الأليفة كانوا أقل عرضة للوفاة بعد عام واحد من تعرضهم لأزمة قلبية مقارنة بالمرضى الذين لا يمتلكون حيوانات أليفة. حتى اليوم ، يرى 87% من مالكي الكلاب البريطانيين أن كلابهم رفيقة لهم، بينما يوافق 80% على أن كلبهم يبقيهم نشيطين بدنيًا. كشفت الأبحاث الحديثة أيضًا عن ثروة من البيانات المحددة التي قد تجعلنا نعيد التفكير في علاقتنا بالحيوانات الأليفة بما يتجاوز الدوافع الصحية البحتة. يمكن أن يؤدي الارتباط المباشر بين الصحة وملكية الحيوانات الأليفة إلى انخفاض كبير في الإنفاق الصحي على مستوى العالم. يقدر الدكتور تونيا إي ثورنتون وتيري إل كلور من جامعة جورج ميسون الأمريكية إنه في عام 2020، حقق نظام الرعاية الصحية والمستهلكون في الولاياتالمتحدة أكثر من 12 مليار دولار سنويًا من المدخرات المتعلقة بملكية الحيوانات الأليفة، ومع تأثيرات كورونا ظهر تزايد في الفوائد التي يمكن أن تجلبها ملكية الحيوانات الأليفة للصحة الجسدية والعقلية. ويمكن تقليل أضرار التباعد الاجتماعي وأمراض الصحة العقلية الناتجة عنها والتي كانت من الإجراءات المتبعة للحد من انتشار كورونا عن طريق تربية حيوان أليف، خاصة بين السكان المعرضين للخطر الذين اضطروا لتحمل الانفصال عن العائلة والأصدقاء لعدة أشهر ، بشكل كبير من خلال اصطحاب حيوان أليف.