شهدت محافظة الإسكندرية، خلال ال24 ساعة الماضية، نشوب 3 حرائق في نطاق دوائر 3 أقسام شرطة "أول المنتزه، وباب شرقي، وسيدي جابر"، 2 منهم بمستشفيي "البدراوي، وأجيال"، والثالث نشب في المكتبة المركزية لجامعة الإسكندرية، وأسفر الأول عن مصرع وإصابة 16 مواطنًا، ووفقًا للمعاينات المبدئية فإن المتهم الأول في الثلاث حوادث، الماس الكهربائي. وفيما يتعلق بحريق مستشفى البدراوي، فقد واصلت نيابة أول المنتزه، تحت إشراف المستشار أشرف المغربي المحامي العام لنيابات المنتزه الكلية، الاستماع لمسئولي "مستشفى البدراوي، والحي، والصحة"، للوقوف على ملابسات الحريق الذي اندلع داخل غرفة العناية المركزة بالطابق الأرضي، وأسفر عن مصرع 7 مرضى، وإصابة 9 من طاقم المستشفى "الإداريين"، وإتلاف الغرفة. وأفاد مدير العناية المركزة في تحقيقات النيابة، بتخصيص غرفة العناية المركزة لاستقبال وعلاج حالات الإصابة بفيروس كورونا، مشيرا إلى أن الحريق نشب في تمام الساعة 5.30 فجرًا، أثناء استغراق المرضى في النوم. وأضاف مسئول الاستقبال بالمستشفى، أن الحريق اندلع من داخل وحدة المُكيف الهوائي، وأنه حاول إخماده فور اندلاعه باستخدام أجهزة الإطفاء اليدوية، لكنه لم يتمكّن، حيث تصاعدت ألسنة اللهب، وامتدت حتى حضرت سيارات الإطفاء وسيطرت عليها. فيما ذكر طبيب بشري بغرفة العناية المركزة، أن الحريق اندلع من وحدة المكيف الهوائي، مستبعدًا وجود شبهة جنائية وراء الحادث، وروى عدد من الممرضين بالمستشفى أنهم حال تواجدهم داخل غرفة العناية، انفجرت وحدة مكيف الهواء، وأعقب ذلك خروج دخان كثيف ثم اندلعت النيران فيه. وأضافوا أنهم خلال محاولتهم فصل التيار الكهربائي عن مكتب الاستقبال، لم يتمكنوا، حيث امتدت ألسنة اللهب، وحالت دون اقترابهم من لوحة المفاتيح، حتى حضرت سيارات الإطفاء وأخمدت النيران. وتستمع النيابة للمدير المسئول عن التراخيص الصادرة للمستشفى بحي أول المنتزه، بعد أن أمرت بالتحفظ على ملف المستشفى بالحي وإحضاره إليها. واستعجلت النيابة تحريات المباحث وتقارير اللجان التي تم تشكيلها بمعرفة النيابة والتقرير الطبي الخاص بالمتوفيين المُصرح بدفنهم بعد نقل جثامينهم لمستشفى صدر المعمورة بمعرفة إدارة الطب الوقائي، مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية. وتشكلت لجنة من إدارات "العلاج الحر، والسلامة والصحة المهنية، والطوارئ والأزمات" بمديرية الشؤون الصحية في الإسكندرية؛ لبيان التراخيص الصادرة للمستشفى وطبيعتها، والنشاط المسموح له بممارسته، وإن كان من بينه علاج حالات الإصابة بفيروس كورونا من عدمه. كما تشكلت لجنة ثلاثية من قسمي "الحريق والوقاية من مخاطره، ومختص بإدارة الأمن الصناعي بمديرية القوى العاملة"؛ لبيان مدى التزام المستشفى بالإجراءات المعمول بها والواجب توافرها، ضمن معايير السلامة والصحة المهنية والبيئية بالمنشآت الطبية، لبيان علاقة ذلك بالحادث، وعما إذا كان وقع خطأ منه أدى لاندلاع الحريق من عدمه. وفما يتعلق بالحريق الذي نشب في مستشفى أجيال الخاص للولادة والأطفال المُبتسرين، الكائن في منطقة رشدي، فلم يُسفر عن وقوع ضحايا أو مصابين، بل تم إنقاذ 4 أطفال كانوا داخل حضانات الأطفال حديثي الولادة، حيث نقلوا لمستشفى آخر؛ لتلقي العلاج بواسطة سيارة حضانة أطفال، وانتقل فريق من أعضاء نيابة باب شرقي، تحت إشراف المستشار محمود الغايش المحامي العام لنيابات شرق الإسكندرية الكلية؛ للموقع لمعاينته. وقررت النيابة، ندب فريق من خبراء الأدلة الجنائية؛ لبيان أسباب الحريق، واستدعاء مسئولي المستشفى؛ لسؤالهم عن ملابسات الحادث، مع تشكيل لجنة ثلاثية من "الدفاع المدني، والعلاج الحر، وحي وسط"، للاطلاع على تراخيص المستشفى، وطلب الملف الخاص به لدى مديرية الشئون الصحية، وتحديد مدى توافر إجراءات السلامة المهنية من عدمه. أما الحريق الثالث، الذي نشب في المكتبة المركزية لجامعة الإسكندرية إثر حدوث ماس كهربائي بالكابل الموصل لها من غرفة الكهرباء، فلم يُسفر عن خسائر بشرية، وطلبت نيابة باب شرقي، سرعة إفادتها بتحريات المباحث حول الواقعة، مع ندب خبراء الأدلة الجنائية؛ لإجراء المعاينة، وسؤال العاملين في المكتبة للوقوف على ملابسات حدوث الحريق. وتمكنت 9 سيارات إطفاء تابعة لإدارة الحماية المدنية في الإسكندرية، تحت إشراف العميد جمال ياسين، من السيطرة على الحرائق ال3، التي تلقى بها مدير أمن الإسكندرية اللواء سامي عبدالرازق غنيم، إخطارات من مأموري أقسام شرطة "أول المنتزه، وباب شرقي، وسيدي جابر"، وتم السيطرة عليهم وتبريد آثارهم، بعد قطع التيار الكهربائي وإخلاء المستشفيات من المرضى. وعزا الفحص الأولي إلى أن الحرائق ال3 وقعت إثر حدوث ماس كهربائي في غرفتي العناية المركزة داخل مستشفيي "البدراوي، وأجيال"، وفي الكابل الموصل لغرفة كهرباء المكتبة المركزية لجامعة الإسكندرية، وعليه تم تحرير محاضر بالوقائع ال3، وتباشر النيابة العامة التحقيق.