تصاعدت أزمة «استقالة» أو انسحاب محمد مهدى عاكف مرشد جماعة الإخوان المسلمين على إثر رفض أعضاء مكتب الإرشاد بالإجماع تصعيد الدكتور عصام العريان عضوا بالمكتب. وخرجت الأمور داخل البيت الإخوانى عن الضبط المعتاد، رغم محاولات تيار التنظيم السيطرة عليها، من خلال بعض القرارات، التى حظرت على أعضاء الجماعة وكوادرها الحديث مع وسائل الإعلام، وذلك «لمشاركتها فى مؤامرة تهدف إلى شق الصف الإخوانى وتفكيك الجماعة بتوجيه من بعض الجهات الأمنية»، على حد وصف بعض قيادات مكتب الإرشاد. وكسر القيادى الإخوانى حامد الدفراوى الذى شارك فى التأسيس الثانى للجماعة بالإسكندرية فى سبعينيات القرن الماضى حاجز الصمت الذى حاول مكتب الإرشاد فرضه، قائلا: إن انتخابات مجلس شورى الجماعة لعام 2005 أجريت بلائحة مزورة، الأمر الذى أدى إلى إغلاق الباب أمام الرقابة والمحاسبة. وانتقد الدفراوى تيار التنظيم أو «مجموعة 65» التى يقودها أمين الجماعة محمود عزت، مؤكدا أنها لا تملك رؤى أو طموح للمستقبل، وهدفها الأكبر هو تمدد الجماعة وليس مصلحة المجتمع المصرى، مضيفا أن معيارها الوحيد هو السمع والطاعة. لكن الدفراوى اعتبر عبدالمنعم أبوالفتوح قيادة حيوية لم تشهدها جماعة الإخوان منذ المرشد الراحل عمر التلمسانى. وطلب القيادى الإخوانى من مهدى عاكف مرشد الجماعة أن يأمر بفتح تحقيق فى اللائحة، «هل هى حقيقية أم وهمية؟ وفى الطعن بقانونيتها حال وجودها»، وطالبه أيضا بإعادة انتخابات مكاتب المحافظات ومجالس الشورى لأنها تمت حسب لائحة وهمية، ودعاه إلى تجميد الأعضاء المنتخبين لمكتب الإرشاد على نفس اللائحة. من جهة أخرى، أثارت التصريحات التى أدلى بها الشيخ القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ل«الشروق» الأسبوع الماضى جدلا كبيرا داخل صفوف الجماعة لا سيما فى صفوف تيار المحافظين، حيث اعتبر القرضاوى إبعاد الإصلاحيين من مكتب الإرشاد خيانة للدعوة وللجماعة بل للأمة، ورأى أن مثل هذا الاستبعاد «لن يبقى إلا المتردية والنطيحة وما أكل السبع». وأخذت قيادات الجماعة على القرضاوى لجوئه إلى وسائل الإعلام لتوصيل رسالته، وهو ما دفع الدكتور محمود غزلان عضو مكتب إرشاد الجماعة إلى الرد عليه فى رسالة مفتوحة، كما أرسل مسئول قسم الطلبة بالجماعة أحمد عبدالعاطى برسالة. عنوانها «عفوا شيخنا القرضاوى».