أعلنت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، عن برنامجها للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لهذا العام في مقرها بفرنسا، اليوم الأربعاء؛ حيث ستستضيف 3 موائد مستديرة مخصصة لموضوع هذا العام "اللغة العربية والذكاء الاصطناعي"، يليها حفل موسيقي تحييه الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة، مع مجموعة من 6 موسيقيين. وتدار موائد النقاش من قبل خبراء ولغويين وأكاديميين وفنانين ومثقفين حول موضوعات تأثير الذكاء الاصطناعي في صون اللغة العربية وتعزيزها، في ظل تخوفات حول ثأثير التكنولوجيا الحديثة على اللغة العربية وحوسبتها، ورهان المستقبل المعرفي، وإطلاق التقرير الإقليمي بعنوان "اللغة العربية بوصفها بوابة لاكتساب المعارف ونقلها". وقالت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، في رسالة حول موضوع الاحتفالية هذا العام: "كما ينطوي الذكاء الاصطناعي على عدد من المخاطر المرتبطة بتعدد اللغات، فهو يحمل أيضا في طياته العديد من الفرص والوعود. فمن شأنه أن ييسّر الحوار بين الشعوب والثقافات من خلال تطوير وسائل الترجمة الآنية، وتييسّر تعلّم لغات عدة؛ الأمر الذي قد يشجّع على ازدهار اللغة العربية من خلال تجويد التعليم وتكييفه". ويُنظم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لهذا العام بالتعاون مع الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، وبالشراكة مع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية. • تاريخ اختيار اليوم العالمي للغة العربية قرر المجلس التنفيذي لليونسكو تخصيص (18 ديسمبر) يوما عالميا للغة العربية في أكتوبر 2012 عند انعقاد دورته ال190، واحتفلت اليونسكو في تلك السنة للمرة الأولى بهذا اليوم. وفي 23 أكتوبر 2013 قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كأحد العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة. وأسفرت الجهود التي بذلت منذ خمسينيات القرن الماضي عن صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 878 في 4 ديسمبر 1954 يجيز الترجمة التحريرية فقط إلى اللغة العربية، ويقيد عدد صفحات ذلك ب4 آلاف صفحة في السنة، وشرط أن تدفع الدولة التي تطلبها تكاليف الترجمة، على أن تكون هذه الوثائق ذات طبيعة سياسية أو قانونية تهم المنطقة العربية. وفي عام 1960، اتخذت اليونسكو قرارا يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تُنظَّم في البلدان الناطقة بالعربية، وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية، واعتُمد في عام 1966 قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو، وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى في إطار الجلسات العامة. وفي عام 1968، تم اعتماد العربية تدريجيا لغة عمل في المنظمة، مع البدء في ترجمة وثائق العمل والمحاضر الحرفية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى العربية. واستمر الضغط الدبلوماسي العربي، والذي برز فيه المغرب بالتعاون مع بعض الدول العربية الأخرى، إلى أن تمكنوا من جعل العربية تُستعمل كلغة شفوية خلال انعقاد دورات الجمعية العامة في سبتمبر 1973، وبعد إصدار جامعة الدول العربية في دورتها ال60 قرار يقضي بجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة وباقي هيئاتها، ترتب عنه صدور قرار الجمعية العامة رقم 3190 خلال الدورة 28 في ديسمبر 1973، يوصي بجعل اللغة العربية "رسمية" للجمعية العامة وهيئاتها. أما مسألة استخدام اللغة العربية كلغة عمل في دورات المجلس التنفيذي، فأُدرجت في جدول الأعمال في عام 1974 بناءً على طلب من حكومات (الجزائر، والعراق، والجماهيرية العربية الليبية، والكويت، والمملكة العربية السعودية، واليمن، وتونس، وجمهورية مصر العربية، ولبنان).