تحل اليوم - 6 سبتمبر، ذكرى ميلاد ووفاة النجم المسرحي الكبير فؤاد المهندس، وهو من مواليد عام 1925 في حي العباسية بالقاهرة، واسمه بالكامل فؤاد زكي المهندس وهو أحد العلماء اللغويين المهمين وأخته الإذاعية صفية المهندس. ترك فؤاد المهندس للفن أكثر من 160 عملا بين السينما والتليفزيون والإذاعة والمسرح بالتأكيد الذي يُلقب المهندس على خشبته ب"الأستاذ"، وقدم الكثير من الأعمال فنجده طول 26 سنة يطل على شاشة التليفزيون بفوازير "عمو فؤاد" وظل صوته لسنوات في البيوت المصرية عبر إذاعة البرنامج العام من خلال برنامجه "كلمتين وبس". عاصر المهندس الكثير من نجوم الكوميديا، منهم من سبقه بسنوات، وبعضهم من ظهر بعده بفترة قصيرة، ولكنه ظل محتفظاً بمكانته كفنان كوميدي على المسرح، وعقد الكاتب محمود السعدني في كتابه المضحكون مقارنة بين بعض نجوم الكوميديا. ونستعرض في ذكرى ميلاد المهندس ال94، سبب تميز المهندس وسط الآخرين من وجهة نظر الناقد محمود السعدني.. - الذكي والبيلياتشو عقد السعدني مقارنة بين فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي في صفحات الكتاب الأولى فوصف المهندس بالذكي ومدبولي بالبلياتشو، وأن المهندس سار على طريق الريحاني ونجح، أما مدبولي فهو يشبه علي الكسار في كثير من الجوانب. ففي صفحة عنوانها الذكي بكتاب المضحكون تحدث عن المهندس قائلاً: "ليس هناك من بين المضحكين الحاليين من هو أذكى من المهندس، وذكاءه هو ما جعله يهبط على طبق المهلبية الشهير بشويكار.. وذكاء فؤاد المهندس هو من جعله يعدل مساره قليلاً لينحرف عن مدار الريحاني ويصبح له مدار مستقل". وأضاف السعدني: "المهندس هو أكثر الناس لمعاناً في المسرح المصري وأكثرهم جماهيرية وهو الوحيد الذي يستطيع أن يحل مكان الريحاني كزعيم للكوميديا ومحور لها في مصر والوطن العربي، وأنه استخدم الريحاني كصاروخ دفع حتى انطلق إلى الفضاء الخارجي ثم تخلى عن الصاروخ واتخذ لنفسه مداراً حول الكرة الفنية". وأما عن مدبولي قال: "سيكرر مدبولي نفسه مراراً وتكراراً وسيلقى النجاح باستمرار ولكنه نجاح التاجر وليس نجاح الفنان، وفي سوق المضحكين لن تجد من هو أمهر من مدبولي التاجر وذلك سر تأخر مدبولي ووقوفه دايماً في الخلف". ووصف السعدني مدبولي بأنه شابلن مصري ولكنه بدون قضية أو هدف وبلا رأي وهو لا ينطلق من هدف ولا يتجه إلى هدف وليس له فكر إلا أن يُضحك الناس ويضحك عليهم. واستكمل: "أن مدبولي فضل أن يلبي رغبات الناس وأصبح بيلياتشو يريد أن يضحك الناس بلا قيمة ما يقدمها لذلك نجده يبحث عن نص سهل، وهي مأساة الكسار تتكرر من جديد، رغم أنه أعظم مضحك في زمانه ولكنه عندما مات كان قد انطفأ وذبلت شمعته قبل الأوان لأن في رأسه ضحك ولم في رأسه شيء آخر". وعلى غرار الكسار، فإن مدبولي يختار كتاب لن تعيش نصوصهم فيبتعد عن نعمان عاشور وأسماء كبيرة كتبت للمسرح ويتجه لآخرون، مثلما فعل الكسار فلم تعش نصوصه وعاش الريحاني المنافس الأول له حتى مات وعاش أكثر بعد الممات بينما مات الكسار وهو على قيد الحياة. بينما استطاع المهندس أن يقدم مسرحياً كوميدياً هادفاً وراقياً، وذكاءه جعله يقدم روائع المسرح العالمي مثل "سيدي الجميلة" و"الملك وأنا" و"ايرما الغانية". - أمين الهنيدي "الأوحد" بدأ أمين الهنيدي في دخول عالم أضواء الكوميديا، بعد أن أصبح فؤاد المهندس نجماً فيها، ولكنه لم يستطع أن يؤثر على شيء من نجومية الأستاذ. وقال عنه السعدني في الكتاب إن الهنيدي لم يشارك في نصر واحد محترم ورغم ذلك موهبته القوية استطاعت إخفاء عوار النصوص، ولكن مشكلته توهمه أن الموهبة تستطيع أن تستره إلى نهاية العمر ولم يدرك أن لكل شيء طاقة وأن لكل طاقة حدود. ووصفه ب"الأوحد" فهو دائماً يكون الأوحد ولا أحد معه ولا أحد من حوله، يحب أن يقف بمفرده على خشبة المسرح متنعماً بالأضواء كلها وكشافات النور مسلطة عليه والعيون متعلقة به، ويعتمد في اختياراته على الرواية التي تجعله هو الأول والأهم، والمسرحية عنده هو وحده ولا أحد سواه، لذلك مسرحياته ستكون مجرد دور وحوله شوية "تحابيش"، وذلك وفق حديث الناقد محمود السعدني.