تواجه مدن وعواصم شهيرة خطر الزوال والاندثار في مياه البحر جراء ما يوصف بأنه "أنشطة البشر الفوضوية"، وارتفاع وتيرة التغير المناخي الذي يوشك أن يغير طبيعة سطح الأرض في السنوات القادمة وسط مصير مجهول يهدد أهالي تلك المدن ذات الكثافة السكانية العالية. وتسابق الحكومات لمنع أو تأجيل الكارثة عبر ترحيل سكان المدن المهددة بعيدا عن مناطق الخطر أو عبر ترشيد أنشطة السكان الفوضوية حيال البيئة لإنقاذ ما تبقي فى مدن اقتربت نهايتها، وفقا لما نشره موقع "ميرور" البريطاني، وعلى رأسها مدن جاكرتا، العاصمة الإندونيسية وولاية هيوستن الامريكية، والعاصمة النيجيرية لاجوس. العاصمة الإندونيسية جاكارتا طرح الرئيس الإندونيسى جوكو ودادو خطة لترحيل معظم سكان العاصمة البالغ عددهم 10 ملايين إلى ولاية كلمانتين على بعد مئات الأميال شرقا حفاظا على حياتهم. وتقدر الدراسات أن منسوب المياه يرتفع عن سطح الأرض فى جاكرتا بمعدل 17 سم سنويا ما يعد الأعلى حول العالم. وأوضحت الدراسات أن تلك الكارثة التي سببها استخراج المياه الجوفية بشكل غير مدروس ستؤدى لغمر المدينة بالكامل عام 2050. وأثيرت عدة مخاوف من نقل مجتمع جاكارتا من المواطنين نحو العاصمة الجديدة في جزيرة بورنيو غير المأهولة والتي تعد موطنا لحيوانات برية مهددة بالإنقراض أبرزها "الأورانجوتان". كما قد يعانى المقر الجديد للعاصمة نفس المشكلة من ارتفاع مستوي سطح البحر عن مستوي المدينة ما يعنى تكرر الأمر نفسه مع السكان. هيوستن تواجه مدينة "هيوستن" الأمريكية المكتظة بالسكان الانخفاض عن سط البحر بمعدل 5 سم سنويا بينما انخفضت مقاطعة هاريس القريبة من قلب الولاية بمعدل 4 أمتار منذ عشرينيات القرن الماضى. وكما هو الحال فى جاكارتا فالإستخراج غير المنظم للمياه الجوفية فى هيوستن سبب ضغط السطح وهبوطه عن مستواه. وحاولت الحكومة تنظيم عملية سحب المياه الجوفية بينما يصعب على الحكومة التحكم بالمضخات والآبار المملوكة للقطاع الخاص. العاصمة النيجيرية لاجوس تواجه العاصمة النيجيرية ذات ال20 مليون نسمة خطر الاندثار بسواحلها المنخفضة عن سطح البحر الذى سيرتفع مستوى المياه فيه جراء الاحتباس الحرارى. وأوضحت دراسة لجامعة "بليموث"، أن ارتفاع مستوي المياه بمقدار متر إلى 4 أمتار سيضر بأنشطة وحياة سكان المدينة، بينما أكدت دراسة أخرى ارتفاع مياه البحار حول العالم بمقدار 3 أمتار نهاية القرن الحالي ما يعني احتمال تهجير قرابة المليون من سكان العاصمة النيجيرية. العاصمة الصينية "بكين" تواجه العاصمة الصينية مصير الغرق جراء نفس المشكلة التي تواجه أغلب مثيلاتها وهي استهلاك المياه الجوفية بشكل فوضوى حيث تعد "بكين" خامس دولة حول العالم استهلاكا للمياه حيث تستهلك سنويا 5 مليار لتر من المياه الجوفية. وتسببت أنشطة سحب المياه لهبوط بعض المناطق في العاصمة بمعدل 10 سم سنويا. وأوضحت إحدي الدراسات أن العديد من المبانى والأماكن العامة وخطوط السكك الحديدية معرضة للأضرار بسبب هبوط الأرض. العاصمة التايلندية "بانكوك" أعلنت الحكوممة التايلاندية أن "بانكوك" ستصبح تحت مستوي سطح البحر بحلول عام 2030 حيث ترتفع المدينة حالية متر ونصف فقط عن سطح البحر الذى يرتفع كذلك بدوره بمعدل 2 سم سنويا. وتساهم كثرة المبانى الشاهقة فى تفاقم الأزمة بوضعها ضغطا إضافيا على الأرض حيث يوجد 800 مبني ب20 طابقا أو أعلي فى العاصمة بينما يوجد 4000 مبني بارتفاع يتخطى 8 طوابق. يذكر أن إعصارا ضرب المدينة منذ سنوات خلف 800 قتلى و13 متضررا وخسائر مادية بلغت 8 مليار دولار. وفى محاولة لتخفيف منسوب المياه المرتفع على سواحل المدينة تم إنشاء حديقة "شيلالونكورن" بمساحة 11 هكتارا والتى تستطيع حبس مليون جالونا من المياه. ولاية "نيو أورلينز" الأمريكية ينخفض معظم مدينة لويزيانا تحت سطح البحر حيث تراجع سطح الأرض من الثلث مقابل البحر ثلاثينيات القرن الماضى حتى تخطى النصف حين ضرب إعصار "كاترينا" الولاية وفقا للصحيفة المحلية بالولاية. ويتراجع سطح الأرض المعرضة للفيضانات بشكل دائم بمعدل سانتى متر سنويا بينما تأكد دراسة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا؛ حتمية اندثار المدينة نهاية القرن الحالي. العاصمة الفلبينية "مانيلا" تواجه "مانيلا" أزمة حقيقية بارتفاع منسوب المياه فى خليج "مانيلا" بشكل دراماتيكي منذ ستينيات القرن الماضى بينما تسببت عاصفة مطرية منذ سنوات على مدار شهر في مقتل المئات وتهجير الآلاف. وتهبط أرضية العاصمة بمعدل 10 سم سنويا بسبب استخراج المياه الجوفية بشكل كثيف لزراعة الأرز إلى جانب توفير خدمات ترفيهية لبعض المواطنين. كما يؤدي ارتفاع الموج على سواحل "مانيلا" من إفساد طبيعة التربة وتدهورها. العاصمة البنجلاديشية "داكا" يواجه 18 مليون من سكان العاصمة خطر النزوح عام 2050 حيث تغمر المياه 17% من المدينة. ويقف تحرك الصفائح التكتونية وإرتفاع منسوب المياه فى خليج لالبنجال ب10 أضعاف المعدلات العالمية إلى جانب سحب المياه الجوفية بشكل غير منظم خلف غرق متوقع للمدينة. يذكر أن الملايين قد نزحوا مسبقا بسبب العواصف الموسمية نحو أماكن أخرى بضواحى العاصمة "داكا".