كشفت دراسة لفريق من علماء الجيولوجيا في معهد باندونغ للتكنولوجيا أن العاصمة الإندونيسية جاكرتا تفقد من حجم اليابسة فيها سنويا بين عشرة سنتيمترات و12 سنتيمترا, وذلك نتيجة لعوامل طبيعية أو لعوامل من صنع الإنسان. وعزت الدراسة -التي نشرت نهاية الشهر الماضي- أهم أسباب هبوط الأرض في جاكرتا وغرق اليابسة إلى الفيضانات السنوية التي تنتج عن كميات الأمطار الغزيرة, وتزايد عمليات استخراج المياه الجوفية نتيجة لحركة نمو المشاريع العمرانية في السنوات الأخيرة, وارتفاع منسوب مياه البحر. وقد سجلت أعلى معدلات الهبوط في الأرض في المناطق الساحلية المتاخمة للبحر التي تشهد عمليات نمو متزايد في المشاريع, رغم أنها -بحسب العلماء- "لا تزال أراضي هشة لا تستوعب الحجم الهائل من المباني الضخمة التي تدفع أجزاء من المدينة للأسفل". وأشارت الدراسة إلى عينات لبعض المباني والمناطق المتضررة وسط جاكرتا, قالت إنها تتعرض للهبوط بشكل متواصل وذكرت منها مبنى مسرح جاكرتا في منطقة سارينا، ومبنى هيئة الإشراف على الانتخابات، وهي مبان كبيرة ومعروفة, إضافة إلى عدد من المباني الأخرى، بحسب الجزيرة نت. من جانبه أكد الدكتور لمبوك هتاسويت -رئيس اتحاد خبراء الجيولوجيا الإندونيسيين ورئيس قسم الجيولوجيا في جامعة التقنية في مدينة باندونغ- صحة نتائج الدراسة, وقال إن نسبة الهبوط تتغير من منطقة لأخرى بسبب طبيعة الأرض ومقدار وجود الصخور فيها. وفي تصريحات مكتوبة للجزيرة نت (عبر البريد الإلكتروني) أضاف هتاسويت للأسباب آنفة الذكر سببا آخر هو الهزات التي تتعرض لها المنطقة بين حين وآخر، معتبرا أنه ذو أثر كبير على هذه الظاهرة, حيث تحدث انهيارت وتشققات في طبقات الأرض تؤدي إلى هبوط بعض المناطق. كما أكد إجراءه دراسات تتعلق بعمليات استخراج المياه الجوفية وأثرها على هذه الظاهرة. ودعا هتاسويت إلى تقنين عمليات البناء المتواصلة, إضافة "إلى التقليل من عمليات سلب المياه الجوفية", لكنه أشار إلى أن هذا الغرق أو الهبوط لليابسة في جاكرتا سيصل إلى حد معين وبعدها يتوقف.