مع حضور أعضاء جبهة البوليساريو للمشاركة في فاعليات مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا بنسخته السابعة "التيكاد 7"، الذي انعقد بمدينة يوكوهامااليابانية، في الفترة في 28 حتى 30 أغسطس الجاري، ثارت حالة من الجدل حول الجبهة التي أصرت على الحضور رغم عدم توجيه دعوة لها للمشاركة في المؤتمر، وفقا لصحيفة هيسبريس المغربية. وزعمت الصحيفة أن أعضاء البوليساريو قدموا إلى اليابان يحملون جوازات سفر جزائرية، عقب أن استبعدتهم الحكومة اليابانية من جميع الأنشطة الرسمية التي نظتمها، ومنعتهم من الدخول لحضور المؤتمر، على حد قولها. وفي وقت سابق، نقلت بوابة العين الإخبارية الإماراتية، مطالبة وزير الخارجية الياباني تارو كورو، بإزالة علم جبهة البوليساريو خلال افتتاح الاجتماعات التحضيرية لقمة "التيكاد 7"، في أكتوبر 2018، قبل أن يهاجم أعضاء الجبهة، الذين تفاجأ بحضورهم، أمام الحضور ويطالبهم بمغادرة القاعة. ولكن ما هي جبهة البليساريو ولماذا ترفض المغرب مشاركتهم في مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية في أفريقيا. -ما هي جبهة البليساريو؟ البوليساريو هي اختصار الحروف الأولى من العبارة الإسبانية التي تعني "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب"، وهي حركة تأسست في 20 مايو 1973، بهدف إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية. وتسعى الجبهة للسيطرة على الصحراء الغربية وتحريرها من ما يصفونه ب"الاستعمار" المغربي، معتمدة في ذلك على عدم اعتراف الأممالمتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، لتأسيس دولة مستقلة تقع جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا، على أرض الصحراء التي تبلغ مساحتها حوالي 266 ألف كم مربع، وفقا لما ذكرته شبكة "البي بي سي". ففي عام 1975 أعلنت الدولة التي لاقت دعما من ليبيا والجزائر، تأسيس "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، وشكلت حكومة في منطقة تندوف جنوبالجزائر. -المغرب والبوليساريو.. 4 عقود من النزاع بدأ النزاع العسكرى بين المغرب والبوليساريو إبان الاستعمار الإسبانى للأراضى المغربية، فى 20 مايو من عام 1973، بهجوم البليساريو على الحامية الاسبانية بالمغرب، واستمر الصراع العسكري بين الطرفين لأعوام طويلة، قبل أن يتم اجراء معاهدة لوقف إطلاق النار، في عام 1991. ولكن في عام 1980، اتجه المغرب لبناء حائط وسورا واقيا حول المدن الرئيسية بالصحراء السمارة والعيون وبوجدور، لعزل المناطق الصحراوية الغنية بالفوسفات، لتجعل بذلك أهم الأراضي الصحراوية في مأمن من هجمات البوليساريو. ويعتبر المغرب الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي ضمها عام 1975، جزءا من أراضيه، وتقترح الرباط حلا يقضي بحكم ذاتي موسع في الصحراء تحت سيادتها في حين تدعو البوليساريو إلى إيجاد الطرق لتطبيق قرارات الأممالمتحدة في حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. -من يدعم الجبهة ماديا وعسكريا؟ رغم عدم إعلانها رسميا عن تأيدها لجبهة البليساريو، إلا أن الجزائر دائما ما تساند الجبهة من منطلق "حق الشعوب في تقرير مصيرها"، إذ فتحت البلاد مخيمات للاجئي البليساريو، منذ عام 1975، في ولاية تندوف جنوب البلاد، موضحة إنها تنسق مع الأممالمتحدة بشأن إيواء هؤلاء اللاجئين، وفقا لتقرير شبكة "السي إن إن". ودائما ما تلاقي الجبهة الدعم المادى والعسكرى من ليبيا منذ عام 1973، ثم الجزائر منذ عام 1975، لتنتشر معسكرات تدريب الصحراويين فى الدولتين خلال فترة السبعينيات، قبل أن يتزايد الاعتراف بها دوليا. -من يتولى رئاسة الجبهة؟ منذ تأسيسها في عام 1973، تولى رئاسة الجبهة مصطفى سيد الوالي الرقيبي لمدة ثلاث أعوام، حتى مقتله في 9 يونيو 1976، خلال هجوم على العاصمة الموريتانية نواكشوط، ليخلفه محمد عبد العزيز أمينا عاما للجبهة ورئيساً لمجلس قيادة الثورة في أغسطس 1976، حتى وفاته في مايو عام 2016، ليتولى إبراهيم غالي منصب الأمين العام لجبهة البوليساريو ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.