أكد مجلس الدولة الصيني "مجلس الوزراء" أن منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم شمال غربي الصين ظلت دائما جزءا لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وأنه لا وجود أبدا لدولة عرفت باسم "تركستان الشرقية". جاء ذلك في كتاب أبيض "وثيقة رسمية" أصدرها مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني "مجلس الوزراء" اليوم الأحد، تحت عنوان "مسائل تاريخية متعلقة بشينجيانغ". وذكر الكتاب الأبيض أن الصين دولة موحدة متعددة القوميات، وأن القوميات المختلفة في شينجيانغ لطالما كانت جزءا من الأمة الصينية، ومن خلال تاريخها الطويل، ارتبطت تنمية وتطوير شينجيانغ بشكل وثيق بتنمية الصين، وأنه رغم ذلك، حاولت قوى معادية داخل الصين وخارجها في الآونة الأخيرة، بينهم انفصاليون ومتطرفون دينيون وإرهابيون ، تقسيم الصين وتفريقها عن طريق تشويه التاريخ والحقائق. وأضاف الكتاب الأبيض أن قومية الويغور ظهرت خلال عملية طويلة من الهجرة والاندماج، وأنها جزء من الأمة الصينية، وأنه في شينجيانغ، تتعايش الثقافات والأديان المختلفة، وتوطدت الثقافات العرقية وتطورت في إطار الحضارة الصينية، وأن الإسلام ليس "نظام الاعتقاد الأصلي لقومية الويغور كما أنه ليس المعتقد الوحيد لهم"، وأنه تجذر في الثقافة الصينية وتطور بشكل سليم في الصين. واعتبر الكتاب الأبيض أن تصاعد التطرف الديني في جميع أنحاء العالم تسبب في تنامي التطرف الديني في شينجيانغ، وأسفر عن عدد متزايد من حوادث الإرهاب والعنف، وأن "حرب شينجيانغ ضد الإرهاب والتطرف هي معركة من أجل العدالة والحضارة ضد قوى الشر والهمجية. ومن ثم، فهي تستحق الدعم والاحترام والتفاهم". وأوضح الكتاب الأبيض الصادر عن مجلس الوزراء الصيني أنه منذ أسرة هان (206 ق.م-220 م) وحتى أواسط وأواخر أسرة تشينغ (1644-1911)، كان يطلق رسميا على المناطق الشاسعة في كل من شمال وجنوب جبال تيانشان في شينجيانغ اسم المناطق الغربية، وتم رسميا اعتبار شينجيانغ ضمن الأراضي الصينية إبان أسرة هان. وأضاف الكتاب أن الأسر اللاحقة في السهول الوسطى، والتي كان بعضها قويا وبعضها ضعيفا ، حافظت على اتصال وثيق أو ضعيف مع المناطق الغربية، وأن السلطات المركزية مارست إدارة قوية أو ضعيفة على شينجيانغ، ولكن كل هذه الأسر اعتبرت المناطق الغربية جزءا من الأراضي الصينية ومارست حق الولاية على شينجيانغ. وخلال عملية التشكيل الطويلة لتحويل الصين إلى دولة موحدة متعددة العرقيات، عملت العديد من المجموعات العرقية معا لتطوير أراضيها الشاسعة وبناء الأمة الصينية المتنوعة، وأن توحيد الصين متعددة الأعراق، كان نتيجة جهود مشتركة من قبل الأمة الصينية بأسرها، بما في ذلك المجموعات العرقية في شينجيانغ. وشدد الكتاب الأبيض على أن التاريخ الصيني لم يشر أبدا إلى منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم شمال غربي الصين ب "تركستان الشرقية"، وأنه لا وجود أبدا لدولة عرفت باسم "تركستان الشرقية"، موضحا أن الأتراك كانوا بدوا رحلا ترجع أصولهم إلى جبال "آلتاي" في أواسط القرن السادس الميلادي، وفي أواخر القرن الثامن الميلادي، انفرط عقدهم. وتابع الكتاب الأبيض "اختلط البدو الأتراك مع قبائل محلية خلال ترحالهم إلى وسط وغربي آسيا، لكن الشعوب المشكلة حديثا كانت مختلفة جوهريا عن الأتراك القدامى، ومنذ ذلك الوقت، اختفت آثار الأتراك من مناطق شمالي الصين". و"منذ القرن الثامن عشر وحتى النصف الأول من القرن التاسع عشر، ومع قيام الغرب بالتمييز بين مختلف اللغات التركية (فروع لغات آلتاي)، صاغ بعض العلماء والكتاب الأجانب مصطلح "تركستان" للإشارة إلى المنطقة الواقعة جنوبي جبال تيانشان وشمالي أفغانستان، التي تغطي المنطقة الممتدة من جنوبي شينجيانغ إلى وسط آسيا، وأطلقوا على المنطقتين على جانبي البامير ب "تركستان الغربية" و"تركستان الشرقية". وأشار الكتاب الأبيض إلى أنه في مطلع القرن العشرين، ومع ظهور"القومية التركية" و"القومية الإسلامية" في شينجيانغ، قام انفصاليون من داخل وخارج الصين بتسييس المبدأ الجغرافي متلاعبين بمعانيه، وعملوا على تحريض جميع المجموعات العرقية التي تتحدث اللغات التركية وتدين بالإسلام للانضمام إليهم في خلق دولة ثيوقراطية ل "تركستان الشرقية". وأكد الكتاب " أن الدعوة لإقامة هذه الدولة المزعومة أصبحت أداة سياسية وبرنامجا للانفصاليين والقوى المعادية للصين التي تحاول تقسيم الصين". وحول تشكيل قومية الويغور، ذكر الكتاب الأبيض أن مجموعة الويغور العرقية في منطقة شيجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين تشكلت عبر عملية طويلة من الهجرة والاندماج، وأن العديد من الأسماء المختلفة استخدمت في السجلات التاريخية للإشارة إلى هذه المجموعة من الناس، وأن الأسلاف الأساسيين للويغور كانوا شعب الأُويجور الذي عاش في هضبة منغوليا خلال أسرتي سوي (581-618) وتانغ (618-907). وتشير السجلات التاريخية أنه لمقاومة الاضطهاد والعبودية من قبل الأتراك، اتحد شعب الأُويجور مع بعض قبائل تيلي لتشكيل اتحاد الأُويجور القبلي. وفي عام 788، قام حاكم الأُويجور حينئذ بالكتابة إلى إمبراطور تانغ، مطالبا بتغير اسمهم إلى "الأويغور". وإبان أسرتي يوان (1206-1368) ومينغ (1368-1644)، واصلت المجموعات العرقية المختلفة في شينجيانغ اندماجها. وفي عام 1934، أصدرت حكومة شينجيانغ مرسوما ينص على أن "الويغور" سيكون الاسم الرسمي للمجموعة العرقية. وشدد الكتاب الأبيض على أن الويغور ليسوا أحفاد الأتراك، وأنه منذ العصور الحديثة، وبدوافع خفية، وصف بعض أنصار القومية التركية جميع الناطقين باللغة التركية بأنهم "الأتراك"، غير أن اللغة والعرق مفهومان مختلفان بشكل أساسي. وذكر الكتاب أنه "في الصين، تضم المجموعات العرقية الناطقة باللغات التركية، الويغور والقازاق والقرغيز والأوزبيك والتتار واليوغور والسالار، ولكل منهم تاريخه الخاص وثقافته الفريدة"، و"لا يمكن الإشارة إلى هؤلاء الناس بأنهم أتراك". ولفت الكتاب الأبيض إلى أن منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم شمال غربي الصين تعد منطقة متعددة الأعراق، وعلى اتصال وثيق بالسهول الوسطى منذ العصور القديمة، وأن أعدادا كبيرة من المجموعات العرقية المختلفة، التي دخلت شينجيانغ في فترات مختلفة، جلبت التكنولوجيا والثقافة والأفكار والعادات الشعبية والعديد من الجوانب الأخرى من حياتها إلى المنطقة، ما عزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال التبادل والتكامل. وتابع الكتاب الأبيض أن المجموعات العرقية نمت وتطورت واندمجت مع بعضها البعض على الرغم من فترات العزلة والصراع، وتقاسمت السراء والضراء في علاقة وثيقة، وأن جميع المجموعات العرقية قدمت مساهمات مهمة في استكشاف وتطوير وحماية شينجيانغ، وأن المجموعات العرقية في الصين، بما فيها تلك الموجودة في شينجيانغ تعيش جنبا إلى جنب مع بعضها البعض، وأنها مترابطة اقتصاديا وتثمن ثقافات بعضها البعض، مشكلة كيانا موحدا من المستحيل فصله. وحول الأديان في شينجيانغ، قال الكتاب الأبيض الصادر عن مجلس الوزراء الصيني إن تاريخ منطقة شينجيانغ يظهر تعايشا طويلا لأديان متعددة فيها، مع غلبة واحد أو اثنين منها، وأن الهيكل الديني للمنطقة لطالما تميز بالتمازج والتعايش، وأن "الأديان المتعددة في شينجيانغ تشمل الإسلام والبوذية والطاوية والبروتستانتية والكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية"، كما أن لدى شينجيانغ 24800 مكان للنشاطات الدينية بما فيها المساجد والكنائس والمعابد البوذية والطاوية، يقوم عليها 29300 موظف ديني. وأضاف الكتاب الأبيض أن "شينجيانغ تتمسك دائما بالمساواة بين جميع الأديان، وتظهر عدم تفضيل أو تمييز أي منها على الآخر، وعدم السماح لأي دين بالتفوق على الأديان الأخرى. ويتمتع المؤمنون وغير المؤمنين بحقوق والتزامات متساوية، وأن كل من ينتهكون القانون، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والعرقية ومعتقداتهم الدينية، سيتعرضون للمساءلة والعقاب وفقا لقواعد القانون". واعتبر الكتاب الأبيض أن "الإسلام ليس نظام الاعتقاد الأصلي ولا المعتقد الوحيد لقومية الويغور"، وأن دخول الإسلام إلى منطقة شينجيانغ كان متعلقا بظهور الإمبراطورية العربية والتوسع الشرقي للإسلام. وأشار الكتاب الأبيض إلى أن البوذية كانت في وقت من الأوقات الدين السائد الذي يعتنقه النبلاء وعامة الناس في المنطقة، وأن عددا كبيرا من الناس في شينجيانغ حاليا لا يتبعون أي دين، كما أن العديد من الويغوريين يتبعون ديانات أخرى غير الإسلام. واعتبر الكتاب الأبيض أن بعض الدول والمنظمات والأفراد الذين يطبقون معايير مزدوجة على الإرهاب وحقوق الإنسان، وجهوا انتقادات غير مبررة لجهود شينجيانغ، وأن هذا النوع من الانتقاد يخون الضمير والعدالة الأساسيين للإنسانية، وسينبذه جميع المدافعين عن العدالة والتقدم الحقيقيين.