الكوليسترول.. حقائق غذائية يجب ألا تغيب

الكوليسترول.. الاسم الذى يرتبط بمستقبل الشرايين التاجية وشرايين المخ منذ ألقى الضوء على أهميته بل وخطورته فى بداية الستينيات. يصنع الجسم تلقائيا ثمانين بالمائة مما يحتاجه الجسم من الكوليسترول فى الكبد. يدخل الكوليسترول فى تركيب العديد من المواد المهمة التى تدير عملية الهدم والبناء فى الجسم فهو لا غنى عنه. فهل تظل للبقية الباقية «العشرون بالمائة» كل تلك الأهمية التى نسعى للخلاص منها؟
هل مقاطعة كل مصادر الكوليسترول فى غذاء الإنسان هى النصيحة الطبية الواجبة التى يقدمها الطبيب لكل الناس خشية أن يصابوا بأمراض القلب؟ أم أن هناك وسائل أخرى أكثر حكمة يدعمها العلم يمكن أن تؤدى نفس الغرض؟
الكوليسترول: إحدى المواد الطبيعة المهمة لجسم الإنسان والمؤثرة على مستقبل ملفه الصحى. رغم انتمائه لمجموعة الدهون فإنه يختلف تماما فى تركيبتها عنها، فيشمل مادة شمعية يفرزها الكبد فى الإنسان والحيوان تدور فى الدم وتستقر فى الخلايا والأنسجة لتمارس مهاما حيوية مهمة. يدخل الكوليسترول فى تركيب هرمونات عديدة منها هرمونات الذكورة «التيستوستيرون» والأنوثة «الأستروجين» لذلك الكورتيزون وفيتامين «د» وعصارات المرارة التى تساعد على امتصاص الدهون والفيتامينات الذائبة فيها مثل فيتامين أ، د، ه، ك، ويدخل أيضا فى تركيب جدران كل الخلايا وهو دور لا يقل أهمية عن وجوده فى الهرمونات.
أنواع الكوليسترول
الكوليسترول إما ذلك الذى يصنعه الكبد بصورة تلقائية ويمثل نسبة تصل إلى ثمانين بالمائة من مجمل كميته فى الجسم، هذا القدر من الكوليسترول بالطبع لا علاقة له بذلك القدر الذى يتناوله الإنسان فى غذائه، والذى يشكل نسبة العشرين بالمائة الباقية.
الكوليسترول الغذائى وهو ما نحصل عليه من اللحوم بأنواعها والسمك والدواجن ومنتجات الألبان كاملة الدسم من الكريمة والقشدة والزبد والجبن بأنواعها والمخ والكبد والكلاوى وصفار البيض.
هناك الكوليسترول من أصل حيوانى أو ينتج تلقائيا فى جسم الإنسان إما من الكبد فيدور فى الدم بعد امتصاصه من الأمعاء أو ما تضمن عصارة المرارة والذى يمتص أيضا من الأمعاء.
تعرف أيضا العائلة النباتية الكوليسترول والدهون بصورة نادرة كما يحدث فى الأفوكادو لكن الواقع أنه يغيب تماما عن الخضراوات والفاكهة وكل الزيوت النباتية.
وفقا لحجم ذرة الكوليسترول يقسم إلى:
كوليسترول ردىء «LDL»: خفيف الوزن دقيق الذرات يرسب على جدران الشرايين المهمة مثل الشرايين التاجية وشرايين المخ، ما يسبب ضيقها واختناقها، إذ يجذب إليه عناصر أخرى مثل ذرات الكالسيوم وبقايا خلايا الدم الميتة تسد مجرى الدم السارى لتسبب الذبحة الصدرية، وما قد يتبعها من جلطة القلب أو السكتة الدماغية.
كوليسترول جيد «HDL»: ثقيل الذرات كبير الحكم نسبيا لا يترسب على الجدران بل يدور مع تيار الدم السارى وينتهى من حيث بدأ فى الكبد ليتكسر، فهو على العكس يحمى الإنسان من أخطار الجلسة.
كوليسترول كلى «Total Cholsoterol»: هو مجموع كمية الكوليسترول فى الدم بنوعيه.
الدهون الثلاثية «Triglyceride»: الشحوم الدهنية التى تسهم مع الكوليسترول الردىء فى تكوين الجلسة وهى فى الوقت ذاته أهم مصادر الطاقة التى يحتاجها الإنسان لأداء كل التفاعلات الحيوية.
حقائق غذائية يجب ألا تغيب
عوامل كثيرة تتداخل مسببة ارتفاع نسبة الكوليسترول الردىء مثل نمط الحياة الذى ينتهجه الإنسان بينها أيضا اللا إرادى، فهناك البعض منا مبرمجون وراثيا على أن تستجيب أجسامهم بسرعة غير عادية وطريقة مختلفة لما يتناولون من طعام فإذا بدأنا فنجد الحكمة أن نبدأ بما نملك تغييره.
عند امتصاص الكوليسترول من الأمعاء تتساوى كل كميته الموجودة على اختلاف مصادرها سواء كانت من إنتاج الكبد أو عصارة المرارة أو التى حملها الغذاء، ما يتحكم فى الامتصاص هنا هو وجود الدهون المشبعة أو المتحولة التى تساعد على الامتصاص فإن غابت انحسرت قدرة الأمعاء على امتصاص الكوليسترول، لذا يمتص أقله بينما تأخذ البقية الباقية طريقها مع عملية الإخراج.
إذن فتغيير نهج الحياة له أثر إيجابى على الحد من مخاطر ارتفاع نسبة الكوليسترول الردىء ودعم النوع الحميد منه فى ضوء التغييرات التى يمكن أن نحدثها فى نمط الغذاء الذى نتناوله.
1 تفادى الدهون المشبعة والمتحولة قدر الإمكان وربما مقاطعتها.
2 محاولة تثبت مجمل السعرات الحرارية التى يستهلكها الإنسان يوميا والثبات على وزن صحى وانتهاج أسلوب حياة ملىء بالحركة خال من التدخين لا يخلو من رياضة خفيفة ملائمة.
3 مراقبة نوعية ما نأكل ومحاولة ألا تزيد كمية الكوليسترول فى الطعم عن 300 جرام يوميا. قراءة المكتوب على أصناف الجبن ومختلف منتجات الألبان «منها الزبادى والآيس كريم» على سبيل المثال لمعرفة القدر التقريبى من الكوليسترول الذى سنتناوله.
4 إضافة البقول والخضراوات ومنها البامية والباذنجان إلى قائمة الطعام اليومى، فهى مصدر جيد للألبان التى تمتص الكوليسترول قبل امتصاصه من الأمعاء يمكن أيضا تناول منتجات نبات السيليوم «psgllium» الملينة.
5 الحرص على تناول الأسماك المحتوية على الدهون المفيدة ومنها أنواع الأوميجا «3، 6، 9» وأهما السلمون والسردين.
6 تناول المكملات الغذائية بمركبات نباتية لها تركيب مماثل لتركيب الكوليسترول لذا تأخذ مكانه فى مواقع الامتصاص داخل الأمعاء وتمتص بدلا عنه «مركبات السيترول والسيتانول».
ولكن هل تكفى مراجعة تلك الحقائق الغذائية لعلاج ارتفاع نسبة الكوليسترول بأنواعه وما يتبع ذلك من تداعيات؟
هناك من يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون كميراث ثقيل تفرض موروثاتهم الجينية. أولئك بالطبع يجب أن يخضعوا لحمية غذائية إلى جانب تناول الأدوية التى تترصد الكوليسترول، إما بأن تحول دون امتصاصه فى الأمعاء أو توقف إنتاجه فى الكبد يظل احتمال آخر يجب أن يتدارسه الطبيب الحكيم ومريضه إذا كان ارتفاع نسبة الكوليسترول مازال فى تلك الحدود الهينة التى يجدى معها التداوى بالغذاء. بمعنى آخر دعم الاختبارات الغذائية التى تسهم فى خفض نسبة الكوليسترول الردىء وتسهم فى ارتفاع نسبة الجيد منه.
التداوى بالغذاء: اختيارات غذائية تدعم نسبة الكوليسترول الجيد وتهبط بنسبة الردىء فى صفحة صحة وتغذية السبت القادم إن شاء الله.
كيف تقرأ نتائج تحاليل الدم للكوليسترول والدهون الثلاثية.
النتيجة
طبيعى
على حد طبيعى
عالى
عالى للغاية
نسبة الدهون الثلاثية
أقل من 150 مجم/ ديس لتر
150199 مجم/ ديس لتر
200499 مجم/ ديس لتر
500 مجم/ ديس لتر
النتيجة
طبيعى
أعلى حد طبيعى
نسبة عالية
نسبة الكوليسترول الكلى
أقل من 200 مجم/ ديس لتر
200239 مجم/ ديس لتر
240 مجم/ ديس لتر
تظل نسبة الكوليسترول الردىء تشكل خطرا حقيقا على سلامة الشرايين التاجية إذا ما تعدت نسبتها 190 مجم/ ديسى لتر إذ إنها يجب أن تظل نسبتها بين 100 129 مجم/ ديس لتر، وإلا احتجت التدخل إذا تعدتها إلى ما بعد 160 مجم/ ديسى لتر.
بادرة طيبة أن تتعدى حدود الكوليسترول الحميد نسبة 60 مجم/ ديس لتر إذ إن نسبة 40 مجم/ ديسى لتر وإن اعتبرت طبيعية إلا أن كل مجهود يبذل لزياتها دعم مستقبل صحة الشرايين.