«مجرم حرب، وفاشى، وقاتل».. بهذه الأوصاف صرخ طلاب فى جامعة شيكاغو الأمريكية فى وجه رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود أولمرت خلال إلقائه محاضرة يوم الخميس الماضى. صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية ذكرت أمس أن طالبة تصدت لأولمرت قائلة: «أنت مجرم حرب»، وعندما وصف النظام السياسى فى إسرائيل بأنه «ديمقراطى»، علقت طالبة أخرى بالقول: «أنت فاشى». وعبر الطلاب أيضا عن غضبهم من إدارة الجامعة التى سمحت له بإلقاء محاضرة داخلها، قائلين: «الخزى والعار للجامعة التى دعت هذا القاتل»، فى إشارة إلى أولمرت الذى كان رئيس الوزراء خلال العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة، الذى أوقع أكثر من 1400 شهيد، بحسب تقديرات طبية فلسطينية. احتجاجات وهتافات الطلاب وصراخهم ضد أولمرت استمر طيلة المحاضرة، فيما رفعت إحدى الطالبات قائمة بأسماء شهداء غزة خلال عملية «الرصاص المصبوب» التى شنها جيش الاحتلال ما بين السابع والعشرين من ديسمبر والثامن عشر من يناير الماضيين. وبالرغم من منع إدارة الجامعة إدخال الصحفيين للكاميرات أو أجهزة التقاط الصوت إلى القاعة، فإن بعض الطلاب تمكنوا من تصوير هذه الاحتجاجات، وبثوها على موقع «يوتيوب» الإلكترونى. وقال أولمرت إن مصورى الشريط (الذى تبلغ مدته سبع دقائق)، يتخفون وراء ما يسمى ب«الانتفاضة الإلكترونية»، مضيفا أن المحتجين أعضاء فى منظمات مؤيدة للفلسطينيين تنشط داخل الجامعة. وكانت الاحتجاجات على أولمرت قد بدأت خارج قاعة المحاضرة، حيث تجمع عشرات الطلاب، وكانوا يرتدون الكوفية ويرفعون الأعلام الفلسطينية ويهتفون ضد الاحتلال الإسرائيلى. وقد وقعت مواجهات بين الطلاب المحتجين على أولمرت وبين طلاب يهود قبل أن تفضها الشرطة. الإذاعة العامة الإسرائيلية من جهتها علقت على هذه الاحتجاجات قائلة إن الرأى العام الأمريكى له موقف مغاير لموقف الإدارة الأمريكية، التى «ربما تدعم إسرائيل فى الساحة الدولية» فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة بخصوص تقرير ريتشارد جولدستون الذى يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية فى غزة المحاصرة منذ يونيو 2007. وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد أقر الجمعة الماضى مشروع قرار بتبنى توصيات جولدستون، ما يعنى انتقال التقرير إلى مجلس الأمن. فيما توعدت إسرائيل بشن حملة دبلوماسية ل«نزع الشرعية» عن قرار المجلس.