«هل تستيطع مصر أن تحمى أقباطها؟».. بهذا التساؤل عنون مراسل صحيفة «الجارديان» البريطانية فى القاهرة خالد دياب مقالا مطولا تطرق فيه إلى ما يقول إنها «محاولات جديدة يجب أن تدعمها الحكومة المصرية بدلا من أن تقوم بتقويضها لمعالجة الفجوة القائمة بين المسلمين والمسيحيين». وتحدث دياب أمس الأول عن أن «ائتلافا من 36 جماعة حقوقية تضغط على الحكومة لدفعها إلى تطبيق قانون موحد لبناء دور العبادة» لمنح الأقباط حرية بناء كنائس جديدة أو ترميم الموجودة منها. وبعيدا عن دياناتهم، لا يمكن التمييز بين الأقباط والمسلمين بمصر من النواحى العرقية والاجتماعية والثقافية، فمعظم المسلمين كانوا أقباطا وقبلها كانوا مشركين أيام قدماء المصريين، بحسب دياب. ويذهب إلى أن «هذا التجانس هو الذى تسبب فى تردى أوضاع الأقباط، وتحويل التدهور التدريجى للعلاقات بينهم وبين المسلمين على مدى العقود الثلاثة الماضية إلى أمر مقلق ومؤلم للغاية بالنسبة للملايين من المسلمين والمسيحيين الذين مازالت تربطهم ببعضهم البعض علاقات ودية». ويشدد على أن «الموضوعات ذات الطبيعة الدينية ظلت لسنوات دربا من دروب المحرمات، ومضت الحياة دون الاعتراف بوجود مشكلة، وكان للحكومة دور فى هذا الوضع لإرضاء التيار الإسلامى المحافظ المتنامى». غير أنه فى السنوات الأخيرة، يضيف المراسل، قام التقدميون والليبراليون ب«بخرق التابوهات المحيطة بمسألة الوحدة الوطنية، بعدما سئموا من وطأة المصادمات التى تحدث بين المسلمين والأقباط من آن لآخر وتغذيها شائعات عن التنصر أو الأسلمة والتزاوج بين أفراد من الطائفتين». وهنا، يشير دياب إلى فيلم «حسن ومرقص»، بطولة عادل إمام وعمر الشريف، واصفا إياه ب«أنجح المعالجات السينمائية الحديثة للتوترات القائمة بين الأقباط والمسلمين»، ومضيفا أنه «على الرغم من ذهاب الفيلم إلى مناطق بعيدة جدا خلال محاولته استخلاص أوجه الشبه بين الأكثرية والأقلية، فإنه كان صادقا ومضحكا للغاية بشكل عام، فضلا عن تقديمه رؤية ساخرة عن المسلمين والمسيحيين والحكومة». كما تطرق المراسل إلى رواية «شيكاغو» للكاتب المصرى الشهير علاء الأسوانى، التى تطرق خلالها أيضا إلى العلاقات بين الأاقباط والمسيحيين. وبينما يحذر مراسل «الجارديان» فى ختام المقال من أن «يكون مشهد النهاية فى فيلم حسن ومرقص (حينما تكاتفت العائلتان بالأيدى فيما تدور حولهم من أحداث شغب بين مسلمين وأقباط) مجرد لمحة لما قد تؤول إليه الأمور مستقبلا إذا ما غاب النضج والصدق عن معالجة التوترات الدينية، يطلق، فى الوقت نفسه، دعوة إلى إزالة الخانة الخاصة بالديانة من بطاقات الهوية الشخصية كخطوة لتأكيد أن الإيمان بعقيدة ما هو مسألة خاصة».