مليون شخص يوقعون عريضة لإعادة إنتاج الجزء الثامن.. والنقاد: الموسم الأخير شهد كثيرا من الأخطاء وإهدار الفرص إيميليا كلارك: شخصية «أم التنانين» أخذت قلبى وشكلت شخصيتى كامرأة وممثلة وإنسانة صوفى تيرنر: «سانسا» علمتنى دروسا فى الحياة والدراما.. ومنحتنى الشجاعة والقوة ودع أبطال المسلسل الفانتازى الشهير «صراع العروش Game of thrones»، آخر حلقاته، أمس الإثنين، وقامت كل من إيميليا كلارك، الملقبة ب«أم التنانين» وصوفى تيرنر، التى تجسد شخصية سانسا ستارك، وعدد من أبطاله، بنشر صور من كواليس المسلسل عبر حساباتهم الرسمية بموقع «إنستجرام»، وأضافوا إليها عبارات مودعة له، بحسب موقع «فارايتى». وكتبت «كلارك» قائلة: «لم أعثر على الكلمات المناسبة التى تعبر عن ما أشعر به الآن، ولكن حتى هذه الكلمات الصغيرة لن توصل شعورى مقارنة بما يعنيه لى المسلسل». وأعربت عن سعادتها بشخصية أم التنانين التى جسدتها، وتمنت لو أن والدها الذى توفى متأثرا بمرض السرطان كان معها الآن مضيفة: «أم التنانين أخذت كل قلبى، لقد تعرضت لنيران التنين، وبكيت كثيرا على من تركونا مبكرا، تلك الشخصية شكلتنى كامرأة وكممثلة وإنسانة، أتمنى لو كان والدى الحبيب هنا الآن، ليرى ما وصلت إليه». كما وجهت كلارك رسالة خاصة إلى محبيها حيث قالت «بالنسبة إليكم، أيها المعجبون الأعزاء، أشكركم كثيرا على نظرتكم الثابتة إلى ما قمنا به وما جسدته فى شخصية كانت موجودة بالفعل فى قلوب الكثيرين من قبل، وبدونكم لما كنا وصلنا إلى ما نحن عليه الآن.. والآن انتهت ساعتنا». ولم تختلف كلمات صوفى تيرنر كثيرا عن ما قالته كلارك، حيث شكرت شخصية «سانسا» التى جسدتها؛ لأنها منحتها القوة وعلمتها الكثير لتستكمل مسيرة حياتها. وكتبت «تيرنر»: «سانسا، شكرا لك لقد علمتينى الكثير من الشجاعة والقوة، وأن أكون صبورة ولطيفة». وشكرت ترينر كل من ساهموا فى نجاح شخصيتها ومحبيها فى كل أنحاء العالم وعلقت: «شكرا لكم على أفضل الدروس التى تعلمتها منكم فى الحياة والدراما، بدونكم لما كنت وصلت إلى هذه المكانة الآن، شكرا لمنحى الفرصة طوال هذه السنوات، ولجمهورى الحبيب أشكركم على دعمكم لى حتى النهاية، سأفتقدكم أكثر من أى شىء. تلقى الجزء الثامن ردود فعل متباينة من الجمهور والنقاد منذ بدايته إبريل الماضى، ففى الوقت الذى وقع فيه أكثر من مليون شخص عريضة لإعادة إنتاج الجزء الثامن ووضع نهاية أخرى للمسيرة الطويلة الناجحة التى شهدها المسلسل، والاستعانة بكتاب سيناريو آخرين، يرى بعض النقاد أن هذا الموسم شهد الكثير من الأخطاء وإهدار الفرص وظهر على تفاصيله التسرع فى العمل بحسب موقع بى بى سى. ولكن فى الوقت نفسه أشارت بى بى سى إلى ضرورة التسليم بأن هذه هى النهاية، فعندما تلعب وتخوض صراع العروش فإنك تربح أو تموت، وهو ما حدث لجميع الأبطال الذين خاضوا الصراع للوصول لكرسى الحكم ولكن أحدا منهم لم يصل، وهذه النهاية محتومة. فيما أشار نقاد آخرون لمجلة فوربس الأمريكية إلى أن عيوب النهاية جاءت من الاندفاع من فريق العمل، وكان من الممكن تحقيق نهاية أفضل، فمثلا شخصية ديناريس تارجريان التى تم الاعداد لها وتطويرها على مدار 8 مواسم خلال 10 سنوات كانت تستحق نهاية أفضل من الموت عقب تحقيق حلمها مباشرة، والتعجل فى كتابة نهايتها أضر بمستقبلها كإحدى أفضل الشخصيات التلفزيونية على مر التاريخ. لكن كل ما سبق لا يتعارض مع كون «صراع العروش» لا يزال واحدا من أفضل العروض الدرامية التى قدمت على الإطلاق رغم عيوب الموسم الأخير وحصوله على تقييمات أقل من المواسم السابقة. ردود الفعل المتباينة حول النهاية أثارت فضول كثير من النقاد والجمهور لمعرفة ما هى النهاية التى سيضعها كاتب الرواية الأمريكى جورج مارتن، فى نسخته القادمة من كتاب «أغنية الجليد والنار» المقتبس منها أحداث العمل، وتأجل طرحه أكثر من مرة، على اعتبار أن ما حدث لم يكن ما يأمله الجمهور، وشهدت النهاية انقلابا كبيرا فى الأحداث بحسب صحيفة مترو. تقرير مترو أشار إلى ضرورة التسلم بأن هذه هى النهاية، وأن صناع المسلسل اتخذوا قرارا بأن يكون الوداع أسهل كثيرا مما كان ينبغى أن يكون ومما توقعناه جميعا، ووجه نقاد رسالة عبر الإندبندنت إلى الجمهور الذى كرس نفسه لمشاهدة العمل على مدار 72 حلقة الذين خابت توقعاتهم فى النهاية، مؤكدين أنه رغم كل شىء توصلت هذه القصة إلى نهاية لم يكن نتخيلها من قبل، ولكن هذه هى الحقيقة وهذا ما حدث. ودفاعا عن الجهد الذى بذله صناع المسلسل خلال السنوات الماضية، يرى نقاد آخرون أن الجمهور تعلق بالعمل وبأحداثه المثيرة، وأى نهاية لم تكن ترقى لمستوى إرضائه، ولكن فى النهاية كل الأشياء الجيدة يجب أن تنتهى. وكشفت مجلة فانيتى فير كواليس وضع هذه النهاية، والجلسات التى عقدها كتاب الجزء الأخير مع المؤلف جورج مارتن لمعرفة رؤيته للنهاية، ورغم أن وجهات النظر بينهما كانت متقاربة إلا أنه كان يفضل كتابتها بطريقة أخرى، فمصير ديناريس كان محتوما بالقتل ولكن بسيناريو آخر وأحداث مختلفة. شهدت الحلقة السادسة والأخيرة، احتفاء ديناريس تارجريان، بفوزها فى الحرب الأخيرة ومقتل سيرسى لانيستر «لينا هيدى»، وتوليها عرش الممالك السبع التى كانت تحارب من أجله على مدار 8 مواسم، ولكنها ألقت كلمة على جنودها من الدوثراكى والأنسالى تضمن محتواها أن الحرب لم تنتهِ، وأنها ستكمل مسيرتها لمقتل كل السادة لصالح العبيد. كما تم القبض على تيريون لانيستر «بيتر دانكليج» بتهمة خيانة الملكة بعد تحرير شقيقه جايمى لانيستر «نيكولاى كوستر» من قبضتها فى الحلقة الخامسة، ورغم موته إلا أن «أم التنانين» لم تشفع للقزم، وطالبت بسجنه بعد أن أعلن رفضه الاستمرار فى منصب مساعد الملكة التى قتلت أبرياء كينجز لاندينج. حث الجميع جون سنو «كيت هارينجتون» على ضرورة إنهاء الوضع الراهن، ودفعته آريا «مايسى ويليامز» شقيقته وتيريون الذى زاره فى محبسه بضرورة تغلب العقل على العاطفة، وحينما ذهب لمواجهة الملكة أمام كرسى العرش الحديدى لم يتمكن من إقناعها بإنهاء الحروب، وأن حريق شعب العاصمة كان خطأ كبيرا، فاضطر إلى خداعها وطعنها بخنجر أودى بحياتها فورا. حزن كبير أصاب آخر التنانين الذى ساعد والدته فى حريق كينجز لاندينج، وبدلا من أن يقتل جون سنو صوب نيرانه تجاه العرش الحديدى الذى أصبح من الماضى الآن، وضاعت كل ملامحه لينتهى معه عصر طويل من القتل والدماء، وحمل والدته وطار بعيدا ولم يعلم أحد عن مكانه حتى النهاية. بعد مرور بعض الوقت، اجتمع كل النبلاء الذين مازالوا على قيد الحياة فيما تبقى من العاصمة، واتفقا جميعا على ضرورة اختيار ملك جديد يبدأ معه عصر يمحو به ما مضى، واتفق الجميع على اختيار براندون ستارك «الملك بران الكسير» ليكون ملكا متوجا لكونه الوحيد العالم بكل قصص الماضى ويمكنه الاستفادة منها، ولكن بعد موافقته على منح الشمال الحرية الكاملة تحت قيادة الملكة سانسا ستارك، ثم اختيار تيريون لانيستر ليكون مساعده. جون سنو الذى اتخذه جيش ديناريس أسيرا بعد قتله لها، اتفق الجميع على نفيه لما وراء السور لينضم للغربان فى النايت ووتش مرة أخرى وكأنه قدر محتوم عليه، ترضية لجنود الملكة المقتولة، وإحقاقا للعدل، ليعود إلى هناك ويجتمع شمله بذئبه المخلص الذى كان فى انتظاره، ويقود شعب ما وراء السور إلى حياتهم المعتادة قبل ظهور جيش الموتى. أما آريا ستارك فاختارت ألا تعود إلى الشمال، وأبحرت مع سفينة تحمل شعار بيت آل ستارك، إلى غرب ويستروس حيث تتوقف الخرائط وتنتهى البشرية أو هكذا يظن الجميع ممن لم يتجهوا إلى هذه الجهة من العالم من قبل لتكون مكتشفته الأولى. يذكر أن مسلسل «صراع العروش» بدأ العمل عليه منذ عام 2009، ودارت أحداثه حول مجموعة من العائلات التى تتنافس للسيطرة على الممالك السبع لويستروس، والجلوس على العرش الحديدى، يستحل الجميع كل شىء من أجل الوصول للعرش والحفاظ عليه سواء بالقتل وسفك الدماء أو بحياكة المؤامرات والخطف والسرقة. فعدد الأبطال الذين قتلوا خلال الأجزاء الثمانية لم يحدث فى تاريخ الدراما، فكلما تتعلق بشخصية وتعتقد أنها الأقوى تجد نفسك تفقدها بمنتهى البساطة ليظهر غيرها، ولذلك كانت النهاية مؤلمة على كثير من محبيه لتعلقهم بأم التنانين وتطلعهم لكى تحكم العالم بجوار حبيبها جون سنو.