مرت أمس 8 مايو ذكرى رحيل فارس السينما المصرية، الفنان أحمد مظهر، الذي فارق دنيانا عام 2002، بعد تاريخ فني كبير بدأه في نهاية الأربعينيات على خشبة المسرح، في مسرحية وطن، وأنهاه في التسعينيات من خلال آخر مسلسلاته على الشاشة الصغيرة، بمسلسل "عطاء بلا حدود". بدأ حياته ضابطاً في سلاح الفرسان المصري، ثم ترك الجيش وعمل في التمثيل، ليقدم خلال مشواره العديد من الأعمال الناجحة، ومنها ما صنف ضمن أفضل 100 فيلم مصري، مثل الناصر صلاح الدين، ولم يكن مظهر ممثلاً فقط بل عمل كمخرج لفلمين من تأليفه وهما "نفوس حائرة"عام 1968 و"حبيبة غيري"عام 1976. ربطت بين الفارس أحمد مظهر والروائي العالمي نجيب محفوظ صداقة طويلة، وتستعرض الشروق في الذكرى ال17 لرحيله علاقة العملاقين والتي كانت ضمن شلة الحرافيش.. والحرافيش هم مجموعة الأصداقاء الذين كانو يلتفون حول الأديب نجيب محفوظ، وكانت تتضمن عدد من الكتاب والأدباء والفنانين منهم أحمد مظهر ومصطفى محمود وصلاح جاهين وتوفيق صالح وعادل كامل وغيرهم، وصاحب إطلاق هذا اللقب هو مظهر نفسه، هي الصداقة التي بدأت من الأربعينيات، والحرافيش لفظ تركي يعني الصعاليك. وقال محفوظ عن شلة الحرافيش:" في رحلتنا للحسين كنا نجلس إما في زقاق المدق أو الفيشاوي، وعندما عرفت قهوة الفيشاوي أحببتها جدًا، أما "علي بابا، فهي قهوتي الخاصة التي أذهب إليها في الصباح الباكر، لأنها القهوة الوحيدة التي تفتح 24 ساعة "القهوة مهمة جدًا في حياتنا الأولى، لأننا كنا كثيرين، كنا فريقين يلعبان". بدأت العلاقة بين نجيب محفوظ وأحمد مظهر منذ عام 1943، قبل أن يخوض مظهر المجال الفني، واستمرت حتى وفاة الفنان أحمد مظهر، حيث كانت تجتمع الشلة في أحد المقاهي المفضلة لهم. يقول الفنان أحمد مظهر في أحد لقاءاته التلفزيونية بالثمانينيات، برنامج "ياتلفزيون يا": "نجيب محفوظ هو الصديق الأول والإلى لدى، ولا يعلى عليه حد في قلبي مهما يكون مين". وتحدث نجيب محفوظ عن مظهر في برنامج "زوم" قائلاً: "عرفته قبل ما يشتغل في السينما كان لسه ظابط في الجيش، وكان يحب تصوير نفسه ومكنش يعتقد إن ده مؤشر على نجم داخله". عمل نجيب محفوظ كسينارييست لبعض الأفلام التي كان أحمد مظهر بطلاً لها أو شارك فيها، منها أول تعاون بينهما في فيلم "الطريق المسدود" عام 1957، وفيلم "الناصر صلاح الدين" عام 1963، و"جميلة" الذي يروي قصة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد عام 1958.