لم يكن حصول الاديب العالمي نجيب محفوظ علي جائزة نوبل مجرد نقله للادب المصري للعالمية ولكنه نقل الفن والسينما المصرية أيضا للعالمية ولم يقتصر روايته علي تقديمها في الأعمال السينمائية المصرية ولكنها تخطت الحدود وذهبت إلي المكسيك وأذربيجان حيث تم اعادة تقديم فيلم اللص والكلاب وبداية ونهاية ورواية زقاق المدق هناك.. واذا كانت اعماله الادبية تخطت الحدود وذهبت للسينما في دول العالم إلا أن السينما المصرية عاشت علي رواياته وأعماله الادبية حيث استطاع الاديب العالمي صاحب نوبل أن يقدم للدراما والسينما المصرية خدمات جليلة بأعماله الروائية التي تحولت إلي افلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية عاشت خالدة في ذاكرة المشاهدين وكان أشهرها الثلاثية التي تم تقديمها في أفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية وهي السكرية وقصر الشوق وبين القصرين ثم أفلام ميرامار واللص والكلاب وخان الخليلي والسمان والخريف والكرنك والشيطان يعظ والحرافيش والتوت والنبوت والجوع والحب فوق هضبة الهرم وغيرها من الاعمال التي عاشت خالدة في ذاكرة السينما وصنعت تاريخها. وكانت شخصية "السيد أحمد عبدالجواد" في الثلاثية من أشهر الشخصيات التي أثرت في الشارع المصري لتصبح رمزاً للرجل المتسلط الذي لا يسمح لأحد أن يخالف رأية وشارك في الثلاثية كل من يحيي شاهين وعبدالمنعم إبراهيم وآمال زايد وإخراج حسين الامام. وكان فيلم "الحرافيش" عن الرواية التي تحمل نفس الاسم التي كتبها عام 1977 وتنقسم في داخلها لعشر قصص مختلفة وتحولت هذه الملحمة لأكثر من عمل سينمائي ودرامي ومنها "المطارد" و "شهد الملكة" و "التوت والنبوت" و"الشيطان يعظ" و "الجوع". ودخل فيلم "السمان والخريف" ضمن قائمة افضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وشارك في الفيلم محمود مرسي ونادية لطفي وعبدالله غيث وعادل أدهم وليلي شعيب واخراج حسام الدين مصطفي وكذلك فيلم "بداية ونهاية" الذي دخل ايضا ضمن قائمة افضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية وشارك في بطولة العمل فريد شوقي وعمر الشريف وسناء جميل وأمينة رزق واخراج صلاح أبو سيف. أما فيلم "الحب فوق هضبة الهرم" فكان تجسيداً وتعبيراً صريحاً عن مشاكل الشباب التي تواجههم في طريق تحقيق أحلامهم وشارك في العمل أحمد زكي وآثار الحكيم ونجاح الموجي واخراج عاطف الطيب. ونحن نحتفل بذكري حصول الاديب الكبير نجيب محفوظ علي جائزة نوبل العالمية والتي حصل عليها في 13 اكتوبر 1988 نستعرض أهم مساهماته في عالم السينما والدراما التليفزيونية وكيف استفاد الفن المصري من اديب نوبل. برغم أنه بدأ في الكتابة الروائية منتصف الثلاثينيات الا أن أعماله لم تعرف طريقها إلي عالم السينما الا عام 1960 مع فيلم بداية ونهاية بطولة فريد شوقي وعمر الشريف واخراج صلاح أبو سيف وكان لنجاح هذا الفيلم أثره علي مسيرة أعماله الروائية في عالم السينما فتوالت الاعمال حيث قدم المخرج كمال الشيخ فيلم اللص والكلاب عام 1962 بطولة شادية وشكري سرحان بعدها قدمت الفنانة شادية والتي تعتبر اكثر ممثلة في أفلام نجيب محفوظ فيلم زقاق المدق مع صلاح قابيل وحسن يوسف ويوسف شعبان واخراج حسن الامام عام 1963 ثم بين القصرين عام 1964 بطولة يحيي شاهين وآمال زايد وعبدالمنعم ابراهيم اخراج حسن الامام أيضا وفي نفس العام قدمت شادية فيلم الطريق مع رشدي أباظة وسعاد حسني وإخراج حسام الدين مصطفي وفي عام 1966 قدم المخرج صلاح أبوسيف فيلمين من روايات نجيب محفوظ هما القاهرة 30 بطولة حمدي أحمد وسعاد حسني وأحمد مظهر وخان الخليلي بطولة عماد حمدي وسميرة أحمد وحسن يوسف كما قدم المخرج حسن الإمام عام 1967 فيلم قصر الشوق بطولة يحيي شاهين وآمال زايد ونور الشريف الذي يعتبر أكثر ممثل قدم أعمالاً من روايات نجيب محفوظ وصلت لعشرة أفلام وفي نفس العام قدم حسام الدين مصطفي فيلم السمان والخريف بطولة محمود مرسي ونادية لطفي. وتوالت الأعمال السينمائية منها السراب وميرامار وثرثرة فوق النيل والسكرية والشحاذ والحب تحت المطر والكرنك وعصر الحب والشيطان يعظ ووكالة البلح والحب فوق هضبة الهرم وقلب الليل وهما للمخرج عاطف الطيب. لم تقتصر أعمال نجيب محفوظ علي الأفلام السينمائية ولكن نجاح هذه الأفلام شجع الدراما التليفزيونية علي تقديمها في مسلسلات درامية حيث تم تقديم رواية اللص والكلاب مرتين الأولي عام 1975 بطولة رجاء حسين وعزت العلايلي وإخراج إبراهيم الصحن والثانية عام 1998 بطولة عبلة كامل ورياض الخولي وإخراج أحمد خضر كما تم تقديم بين القصرين وقصر الشوق في جزءين عام 1987 و1988 للمخرج يوسف مرزوق بطولة محمود مرسي وصلاح السعدني وهدي سلطان وشويكار كما تم تقديم مسلسل الباقي من الزمن ساعة بطولة عزت العلايلي وفريد شوقي إخراج هاني لاشين ومسلسل حضرة المحترم عام 1999 بطولة أشرف عبدالباقي وسوسن بدر إخراج سيد طنطاوي وعام 2000 تم تقديم رواية الأقدار بطولة عزت العلايلي وسمية الألفي إخراج خالد بهجت وعام 2001 تم تقديم رواية حديث الصباح والمساء برغم صعوبتها إلي مسلسل تليفزيوني بطولة ليلي علوي وأحمد خليل وأحمد ماهر إخراج أحمد صقر وعام 2016 كانت آخر الأعمال التي تم تقديمها في عمل فني بعنوان أفراح القبة بطولة مني زكي وجمال سليمان إخراج محمد ياسين ولم تنته الأعمال الأدبية التي تنهل منها السينما والدراما التليفزيونية لتقديمها في أعمال فنية ومازالت خزينة صاحب نوبل زاخرة بالعديد من الأعمال التي يمكن تقديمها في الفترة القادمة والتي تواكب العصر. ومن جانبه أكد الناقد السينمائي طارق الشناوي في ذكري حصول نجيب محفوظ علي جائزة نوبل أن أعمال نجيب محفوظ قادرة علي الحياة ونستطيع تناولها بأكثر من وجهة نظر وبرؤي متنوعة لكل المجتمعات عربية منها وغربية أيضاً. أضاف أن أعماله تتميز بالعمق الإنساني المقدم من خلال مفردات تخاطب وتمس كل المجتمعات "الشرف - الغني - الفقر - المجد" ومن الحياة المتجسدة في رواياته بين الحارات المصرية العتيقة. أثرت أعماله في كل الأجيال وعلي مر العصور كما أن الحضارات الأجنبية مثل المكسيك اقتبست منها أعمالها وفنونها "بداية ونهاية" و"زقاق المدق". فبعد حصوله علي جائزة نوبل تطلع العالم كله علي أعماله وأصبح نجيب محفوظ ينبض عالمياً من خلال رواياته وأعماله الأدبية والفنية. ومن أعمال نجيب محفوظ في السينما المصرية والتي أعيدت إنتاجها أكثر من مرة كان فيلم "اللص والكلاب" و"الطريق" وأنني أري أن كل عمل يصلح إعادة إنتاجه لكل عصر ولكل جيل لثرائها وقدرتها علي الحياة. وأنني أري أن الأربعين فيلماً المأخوذة عن روايات نجيب محفوظ أري أنه من الممكن أن تقدم مرة أخري من خلال عدسة المخرج بما يتماشي مع ظروف الحياة الحالية وظروف المجتمع.