فى مشهد مهيب، شيع رفاق الصحافة والسياسة والأصدقاء، عصر اليوم الاثنين، جثمان الكاتبة الصحفية والشاعرة، حنان كمال، من مسجد السيدة نفيسة كما أوصت قبل أن يغيبها الموت بعد معاناة مع مرض سرطان الثدي الذي هاجمها عام 2014. وشارك في تشييع الجنازة اليوم؛ حمدين صباحي المرشح الرئاسي الأسبق، وكمال أبو عيطة، وزير القوى العاملة الأسبق، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، وهشام يونس، عضو مجلس نقابة الصحفيين، وسمير عمر، مدير مكتب "سكاي نيوز" بالقاهرة ، والسياسي خالد داوود، ومحمد عبد الرحمن، رئيس تحرير موقع "إعلام دوت أورج". دموع الأهل وأصدقاء العمر والأقارب وهمسات أصواتهم المبحوحة، كانت خير دليل على السيرة الطيبة للراحلة، وتأكيد على أن الأثر يبقى رغم فناء الجسد. رجال ونساء وشباب من البسطاء ممن تواجدوا أمام المسجد لا يعرفون عن الراحلة شيء، سألوا جميعهم عن الجنازة التي يبكيها الجميع بحرقة، عن الذين يتسارعون ويتبارون من أجل حمل جسدها الموضوع داخل صندوق خشبي، ملامح جوههم ونظرات عيونهم تتساءل: "من الذى استطاع في حياته الفوز بكل هذا الحب؟". رفيقات حنان وقفن خلف باب السيارة الذي يحمل جثمانها، لينظرن إلى جسدها النظرة الأخيرة، والدموع تغمر أعينهن، ولسانهن يتمتم بالدعاء لها بالمغفرة والرحمة، وهمسات غير مسموعة: "هتوحشينا". مشهد الموت المهيب، عبرت عنه حنان كمال في ديوانها الشعري، كتاب المشاهدة قائلة: "في حياتي القادمة.. سيمنحني الله بيتاً جميلاً.. لأنه أدرك أنني أحب البيوت.. سيمنحني نهارات كاملة من السكينة.. لأنني استهلكت نصيبي من القلق.. وسيكون هناك كثيرًا من الورود والشمس المشرقة.. وروائح العطور.. سيدللني الرب". وتروي كمال في "كتاب المشاهدة"، تجربتها مع مرض السرطان اللعين، الذي وصفته بقولها: "احتضن عدوًا داخل جسدي". هزمته لسنوات لكنه تمكن منها في النهاية. وفي في ديوانها الصادر العام الماضي ترسم محاكاة لجنازته، وتقول: "جائني الموت مجددا هذه الليلة - رأيت جنازة - وكان النعش حاملاً شخصا ما وهو يرحل عن العالم.. بكت فتاة صغيرة وقالت: "أريد أن ينتهي كل هذا.. حدقت في المرآة كنت أنا الفتاة".