أنا بخير أيها الموت شعر :حنان كمال يحوم الموت حولي كذئب جائع لم أعد أهتم بالمواجهة فأنا لاهية في عالم بعيد أخطو بقدمي فوق النجوم كأنني طفلة السموات أرقص رقصة لا يعلمها إلا قلبي وأذوب في دوامة النور فانتشي كيف لي أذن أن التفت لذئب جائع ولماذا يعنيني كل هذا التراب وكيف لمن هرب من الفخاخ أن يعود إليها موسيقى قلبي تقول لي أنني أحيا وحين تغازل الشمس سمرتي أعلم أنني أحيا ولما يختبرني البحر بالمحبة فأتقلب في أمواجه العاتية فإنني أحيا فكيف لمن يحيا إذن أن ينتبه للذئاب الجائعة أيها الموت .. يا أيها الذئب الذي يحوم حول جسدي الضعيف لقد أحال الألم قلبي لكريستالة من نور والذئاب لا تأكل النور فأنا بخير إذن حتى لو كنت أتعثر في ثوبي الطويل ولا أتمكن من عبور التلال الصفراء في الصحراوات المحيطة حتى لو كانت جداول الماء بعيدة عن ناظري حتى لو كانت المدينة الهاجعة في خرابها تخاصمني لأنني لم أجرؤ على مواجهة الخراب أنا بخير أيها الذئب الجائع. * * * كانت تلك آخر قصائد حنان كمال التي اختطفها الموت من بين براثن الأمل ، ليخط بمداده نهاية حزينة لرحلة صراع طويل مع وحش السرطان الذي انتهك جسدها على مدار ست سنوات سبقتها وتخللتها رحلة اكثر ألما في كفاح صابر مع مرض الزوج. حنان كمال..الصابرة العنيدة التي تحولت بصبرها وجهادها ضد المرض لأيقونة خالدة. حنان كمال الصحفية والشاعرة التي تنبأت في قصائدها برحيلها القريب ، فشاركت الراحل أحمد خالد توفيق ، معجزة نبوءته بالرحيل، لتتحول مثله الى رمز ومعنى. وكانت حنان معروفة في الأوساط الصحفية والأدبية بمقاومتها مرض السرطان، إلى أن غيبها الموت أمس الجمعة، بعد أن أصدرت ديوانا شعريا تقاوم فيه المرض اللعين بالشعر، وحمل الديوان عنوان «كتاب المشاهدة»، صدر في عام 2018، وحاولت حنان من خلاله التعبير عن آلامها ومشاعرها تجاه تجربة المرض وكيف غيرها وكيف قاومته. ورثاها الكثير من الأصدقاء على الفيسبوك وانهالت المقالات المودعة لها على الصحف والمواقع الخبرية لتعلمنا حنان بألمها درسا جديدا في معنى الحياة.