"في حياتي القادمة .. سيمنحني الله بيتاً جميلاً .. لأنه أدرك أنني أحب البيوت.. سيمنحني نهارات كاملة من السكينة.. لأنني استهلكت نصيبي من القلق.. وسيكون هناك كثيرًا من الورود والشمس المشرقة.. وروائح العطور.. سيدللني الرب"، كانت تلك كلمات الصحفية والشاعرة حنان كمال في ديوانها الشعري "كتاب المشاهدة" والتي غيبها الموت اليوم الجمعة، بعد معاناة مع مرض سرطان الثدي الذي هاجمها عام 2014. حكت الراحلة في "كتاب المشاهدة"، تجربتها مع مرض السرطان اللعين، ووصفته بقولها: "احتضن عدوًا داخل جسدي". هزمته لسنوات لكنه تمكن منها في النهاية. في ديوانها الصادر العام الماضي حكت حنان عن محاكاة لجنازتها فقالت: "جائني الموت مجددا هذه الليلة - رأيت جنازة - وكان النعش حاملاً شخصا ما وهو يرحل عن العالم.. بكت فتاة صغيرة وقالت: أريد أن ينتهي كل هذا .. حدقت في المرآة كنت أنا الفتاة". وتضيف في قصيدة ضمن ديوانها الشعري: "كل العذابات مرت من هنا - وتركت في قلبي ندوبا لا تندمل - لذا حين حوم الموت حولي- ربما كان طيبا بما يكفي ليدرك- أنه يقوم بمهمة نبيلة وهي ان يخلص المرأة التعيسة من عبء الحياة". الدعوة الأخيرة لحنان كمال لم تكن لنفسها، بل كانت للإعلامي شريف مدكور، الذي أعلن إصابته بسرطان القولون في 25 من أبريل الماضي، فكتبت على صفحتها الرسمية: "يا رب اشفيه يا رب". وفور إعلان خبر رحيلها أنهالت التعليقات رثاءً لها، وذكر أصدقائها محاسنها ومواقف عديدة جمعتهم سويا، فيما كتبت الإعلامية منى سلمان مقالا عنها منذ شهور بعنوان "فين عيونك يا حنان" تقول فيه إنها كانت "أكتر واحدة فينا معجونة بالصحافة … كنت أقول لصديق مشترك وأنا أرى كتاباتها في الإصدار الأول لجريدة الدستور التي كانت تماما على مقاس حنان و تشبهها … مجنونة و متمردة". كما فاضت صفحات زملاء وأصدقاء حنان على مواقع التواصل الاجتماعي، بكلمات الرثاء والنعي، وجسدت كيف كانت الراحلة قوية ومثابرة في رحلتها مع المرض، فقال أحدهم: "حاربت في سلام.. وعاشت في إيمان بقضاء الله.. واسلمت روحها إلى خالقها لتودع عالمنا مسافرة إلى عالم أفضل بلا أوجاع أو آلام". وأضاف أخر: "لك الأجر على إيمانك وصبرك.. لك الأجر على مقاومتك حتى النفس الأخير".. ماتت حنان كمال وبقى أثرها" وتنعى أسرة جريدة الشروق الزميلة وتدعو لها بالرحمة وأن يلهم أسرتها وأحباءها الصبر والسلوان.