المنامة تستدعى القائم بالأعمال العراقى.. وبغداد تطالب البحرين ب«اعتذار رسمى» لاحت فى الأفق أمس، بوادر أزمة دبلوماسية بين بغدادوالمنامة، على خلفية إصدار زعيم التيار الصدرى فى العراق، مقتدى الصدر بيانا طالب فيه بوقف الحرب فى عدة دول منها البحرين، وهو ما استهجنته المملكة، على لسان وزير خارجيتها، ليقود فى النهاية باستدعاء وزارتى خارجية البلدين سفير الأخرى لديها، وسلمته مذكرة احتجاج واستنكار، وطالبتا الطرف الآخر بالاعتذار عن تلك التصريحات، التى قد تتسبب فى فتور العلاقات الدبلوماسية بينهما. وبحسب وكالة الأنباء البحرينية، أمس، فقد استدعت الخارجية البحرينية القائم بأعمال سفارة العراق لديها «لاستنكار» بيان الصدر، ونقلت الوكالة عن بيان صادر عن الخارجية قوله إن الوزارة أبلغت القائم بالأعمال العراقى استنكار مملكة البحرين واحتجاجها الشديدين للبيان الصادر عن مقتدى الصدر، والذى تم الزج فيه باسم مملكة البحرين ويمثل إساءة مرفوضة للمملكة وقيادتها ويعد تدخلا سافرا فى شئونها، وخرقا واضحا للمواثيق ومبادئ القانون الدولى، ويشكل إساءة إلى طبيعة العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية العراق». كما حملت الحكومة العراقية «مسئولية أى تدهور أو تراجع للعلاقات بين البلدين». وطالبت البحرين الحكومة العراقية ب«ضرورة التصدى لهذه الأصوات»، مشيرة إلى أنها «ستتخذ جميع إجراءات السيادة اللازمة للحفاظ على سيادتها واستقلالها وأمنها واستقرارها». فى المقابل، أبدت الخارجية العراقية فى بيان رسمى رفضها تعليقات لوزير الخارجية البحرينى انتقد فيها الصدر. وأضافت فى البيان أن «كلمات وزير الخارجية البحرينى وهو يمثل الدبلوماسية البحرينية تسىء للسيد مقتدى الصدر بكلمات نابية، وغير مقبولة إطلاقا فى الأعراف الدبلوماسية، بل تسىء أيضا للعراق، وسيادته، واستقلاله خصوصا عندما يتكلم الوزير البحرينى عن خضوع العراق لسيطرة الجارة إيران». وطالبت الخارجية العراقية فى بيانها مملكة البحرين «باعتذار رسمى عن إساءة وزير خارجيتها للعراق الذى... لا يقبل بأى حال من دولة يعتبرها شقيقة ويستضيف سفارتها فى بغداد أن يكون موقفها الرسمى موقفا استفزازيا ينتقص من سيادة العراق واستقلاله». وكان الصدر قد نشر بيانا على موقعه على شبكة الإنترنت دعا فيه إلى «إيقاف الحرب فى اليمن والبحرين وسوريا وتنحى حكامها فورا والعمل على تدخل الأممالمتحدة من أجل الإسراع فى استتباب الأمن فيها والتحضير لانتخابات نزيهة بعيدة عن تدخلات الدول أجمع وحمايتها من الإرهاب الداعشى وغيره». كما طالب بإغلاق السفارة الأمريكية فى بغداد وهدد باستهدافها فى حال أصبح العراق عالقا فى الصراع الأمريكى الإيرانى. من جهته، رد عليه وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، فى تغريدة على البيان قائلا: «مقتدى يبدى قلقه من تزايد التدخلات فى الشأن العراقى.. وبدل أن يضع إصبعه على جرح العراق بتوجيه كلامه للنظام الإيرانى الذى يسيطر على بلده، اختار طريق السلامة ووجه كلامه للبحرين. أعان الله العراق على أمثاله من الحمقى المتسلطين». وتجمع العشرات من أتباع الصدر مساء أمس الأول، أمام مبنى قنصلية مملكة البحرين فى مدينة النجف للتنديد بموقف وزير خارجية البحرين تجاه الزعيم الشيعى مقتدى الصدر.