الفريق أول زين العابدين: تقديم قتلة المتظاهرين إلى القضاء.. ولن نسلم البشير ل«الجنائية الدولية».. وحزبه سينافس فى الانتخابات تواصل اعتصام السودانيين أمام مقر قيادة الجيش فى الخرطوم.. وتجمع المهنيين يتهم المجلس الانتقالى ب«الخداع» أكد رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكرى الانتقالى فى السودان، الفريق أول عمر زين العابدين، أمس، أن الحكومة الجديدة ستكون مدنية، مشددا أن المجلس لم ينفذ انقلابا ولا يطمع فى السلطة، وأنه لن يسمح بالفوضى وسيواجهها بكل حسم. فيما واصل آلاف السودانيين، أمس، اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة للجيش فى العاصمة الخرطوم. وأوضح الفريق أول زين العابدين خلال مؤتمر صحفى فى الخرطوم، أن الحكومة المقبلة «ستكون حكومة مدنية تماما»، مشيرا إلى أن المجلس العسكرى سيحتفظ بوزارتى الدفاع والداخلية ولن يتدخل فى عمل الحكومة. وتابع: «نحن أبناء سوار الذهب.. وسنسلم السلطة لحكومة منتخبة»، فى إشارة إلى المشير عبدالرحمن سوار الذهب الذى تسلم الحكم عقب انتفاضة إبريل 1985 لفترة انتقالية مدتها عام سلّم بعدها السلطة لحكومة مدنية منتخبة (حكومة الصادق المهدى). وذكر زين العابدين أن «النظام كانت له وجهة نظر أمنية بحتة ولم تكن هناك أفق لحلول أخرى.. لذلك قررت اللجنة الأمنية العليا أن يحدث تغيير فى السودان بعد عدم الاستجابة للمطالب» وتابع: «كلفنا كل القيادات، رؤساء وقادة القوات، بالحصول على تفويض لإحداث التغيير.. الحمد لله كل هذه القوات وافقت على التغيير». وشدد على أن مدير جهاز الأمن (صلاح قوش) كان من قادة هذا التغيير، وأن قوات الدعم السريع قوى منضبطة. وأكد زين العابدين أن مهمة المجلس العسكرى الانتقالى الأساسية حفظ الاستقرار، مؤكدا لن نسمح بالفوضى وسنواجهها بكل حسم. وقال رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكرى الانتقالى إن المجلس لم يأت بحلول «لأنها تأتى من المعتصمين.. نحن أبناء القوات المسلحة وجئنا لترتيب التداول بشكل سلمى وحفظ استقرار بلادنا». وتابع: «نحن حماة مطالب ما تريدون، لكن ذلك سيحصل بالتوافق والإجماع بين الكيانات المنظمة للعمل السياسى»، مضيفا: «لن نملى أى شىء على الناس.. نحن مع مطالبهم ونحن جزء منهم». وقال رئيس اللجنة: «مستعدون لتقصير المرحلة الانتقالية (مدتها عامان) وفق الظروف الأمنية والسياسية»، مشددا على أن المجلس سيحاكم «كل فاسد أيا كان». وتابع: «سندير حوارا مع كل الكيانات السياسية لتهيئة مناخ الحوار ونرحب كذلك بالحركات المسلحة»، مشيرا إلى أن الحوار لن يستثنى حزب المؤتمر الوطنى (حزب الرئيس المعزول)، وأن الحزب سينافس فى الانتخابات المزمعة منافسة عادلة مثل بقية الأطراف السياسية. ورفض الفريق أول زين العابدين اتهام المجلس العسكرى الانتقالى بأنه من صنيعة حزب المؤتمر الوطنى، قائلا: «هذا كلام غير صحيح»، مؤكدا أن «البشير تم التحفظ عليه ولن يتم تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية، وتابع: «لن يسلم المجلس أى سودانى لجهات خارجية، مؤكدا أن القضاء سيحاكم كل المتورطين فى قتل المتظاهرين. بدوره، أكد تجمع المهنيين السودانيين (المنظم الرئيسى للاحتجاجات) رفضه لما جاء فى المؤتمر الصحفى للجنة السياسية التابعة للمجلس العسكرى الانتقالى. وأشار التجمع فى بيان إلى أن «الانقلاب الذى قادته مجموعة من القيادات يجعل البلاد عرضة لتكرار الملهاة التى شهدناها طيلة 30 عاما»، فى إشارة لحكم البشير. كما اعتبر التجمع أن ما حصل هو «تبديل أقنعة لنفس النظام»، مؤكدا أن رفضه لما جاء بالمؤتمر الصحفى «يستند على خبرة الشعب السودانى فى التعامل مع كل أساليب الخداع ومسرح الهزل والعبثية». ومساء أمس الأول، بث التلفزيون الرسمى، مشاهد لأداء وزير الدفاع الفريق أول عوض بن عوف، «القسم» رئيسا للمجلس العسكرى الانتقالى، فيما أدى رئيس أركان الجيش الفريق كمال عبدالمعروف الماحى، اليمين الدستورية، نائبا لرئيس المجلس الانتقالى، وذلك بحضور رئيس القضاة عبدالمجيد إدريس. وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (واس)، فجر أمس، أنه تم تأجيل إعلان أسماء أعضاء المجلس العسكرى الانتقالى؛ لإجراء مزيد من التشاور. دون أية تفاصيل عن عدد أعضاء المجلس. وذكرت الوكالة أن اللجنة السياسية العسكرية المكلفة من قبل المجلس العسكرى ستعقد خلال ساعات اجتماعا مع القوى السياسية بالبلاد؛ فضلا عن لقاءات أخرى متعددة مع أعضاء السلك الدبلوماسى وسفراء كل من الدول العربية، ودول الترويكا وأمريكا، والدول الإفريقية، والآسيوية المعتمدين لدى الخرطوم كل على حدة. ولم تذكر الوكالة أسماء الحاضرين من اللجنة السياسية العسكرية، ولا أطراف القوى السياسية المفترض أن تشارك باللقاء. فى غضون ذلك، استمر تدفق المحتجين إلى ساحة الاعتصام، أمس، بعد نداء ل«قوى إعلان الحرية والتغيير» الرافض لبيان قادة المجلس العسكرى الانتقالى. وأطلق السودانيون «شعار» تسقط تانى»، بعد أن كان شعارهم «تسقط بس»، تعبيرا عن رفضهم للقرارات الجديدة، والبيان الذى تلاه المجلس العسكرى الانتقالى. وقال بيان لقوى الحرية، إن «الاعتصام سيستمر ولن ينفض حتى تحقيق أهداف وتطلعاتنا المشروعة بتسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية وفقا لإعلان الحرية والتغيير الذى تواثقت عليه جماهير شعبنا الأبى». وأدى المحتجون صلاة الجمعة فى ساحة الاعتصام، ثم صلاة الغائب على أرواح ضحايا الحراك السلمى. ودعا البيان المواطنين فى قرى ومدن الأقاليم لتسيير المواكب فى وقت مبكر لمقار ووحدات القوات المسلحة المختلفة، والاعتصام وأداء صلاة الجمعة وصلاة الغائب فى ساحات اعتصاماتهم. إلى ذلك، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتى، انحيازه للشارع السودانى فى مطالبه بنقل السلطة لحكومة انتقالية مدنية. وقال حميدتى فى بيان صحفى أصدره فى ساعة مبكرة من صباح أمس، إن قواته ترفض أى حلول لا ترضى الشعب السودانى، وطالب قيادة تجمع المهنيين ورؤساء الأحزاب المختلفة وقادة الشباب، بفتح باب الحوار والتفاوض للوصول لحلول ترضى الشارع السودانى وتجنب البلاد الانزلاق نحو الفوضى، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. وصدر البيان عقب مواصلة آلاف المتظاهرين اعتصامهم أمام مقر قيادة الجيش، على وقع هتاف «سلام، عدالة، حرية»، وذلك على الرغم من بدء حظر التجول الليلى الذى فرضه الجيش عقب عزله البشير، بحسب ما أفاد شهود عيان. وأعلنت «لجنة أطباء السودان المركزية»، المنضوية فى «تجمع المهنيين» أمس الأول، مقتل 13 متظاهرا ب«الذخيرة الحية» على يد من أسمتهم ب«قوات النظام ومليشيات الظل»، بينهم 8 فى مدينة «زالنجى» وسط دارفور (غرب)، و2 فى الخرطوم، و2 فى مدينة «ود مدنى»، و1 فى مدينة عطبرة. وأوضحت أنه بذلك ترتفع حصيلة القتلى منذ بداية الاعتصام فى 6 إبريل الجارى إلى 35، دون صدور تصريحات رسمية تؤكد أو تنفى تلك الأرقام.