الخرطوم - وكالات الأنباء: أكد الفريق عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية المكلفة من المجلس العسكري الانتقالي في السودان أمس الجمعة أن المجلس سيشكل حكومة لتسيير الأعمال في البلاد أثناء الفترة الانتقالية مؤكدا أنها ستكون مدنية تماما. وأضاف رئيس اللجنة السياسية في أول مؤتمر صحفي لها أمس أن حل الأزمة في البلاد سيأتي من المحتجين وليس من الجيش مؤكدا »نحن مع مطالب الناس اليوم. سندير لنا حوارا مع الكيانات السياسية لتهيئة مناخ الحوار». وقال زين العابدين انه لن يملي شيئا علي الناس ويريد خلق مناخ لإدارة الحوار بصورة سلمية، مع الكيانات السياسية في وقت لاحق امس الجمعة..وشدد الفريق زين العابدين في المؤتمر الصحفي علي أن المجلس الانتقالي والقوات المسلحة بشكل عام غير طامعة في السلطة وأنه يعتزم تسليم السلطة إلي حكومة منتخبة في أقرب وقت ممكن، وقال»نحن غير طامعين في السلطة». وردا علي سؤال عن اعتراض البعض علي امتداد الفترة الانتقالية إلي عامين بحسب البيان الصادر أول أمس عن القوات اللجنة الأمنية في البلاد، قال زين العابدين، إن فترة العامين هي الحد الأقصي وأن المجلس الانتقالي يمكن أن يسلم الحكم للسلطة المنتخبة بعد شهر واحد إذا سارت الأمور في الاتجاه الصحيح وتم الانتهاء من وضع الدستور الجديد وإجراء الانتخابات. يأتي ذلك فيما تواصل اعتصام المتظاهرين أمام مقر قيادة الجيش السوداني في الخرطوم مساء أول أمس رغم قرار حظر التجوال منذ الساعة العاشرة مساء وحتي الساعة الرابعة فجرا، فيما دعا قائد قوات الدعم السريع المكلفة بالتصدي للمتظاهرين، محمد حمدان دقلو، إلي التوصل لحلول ترضي الشعب السوداني. كان التليفزيون السوداني قد أعلن مساء أول أمس تعيين وزير الدفاع عوض محمد أحمد بن عوف رئيسا المجلس العسكري الانتقالي الجديد، فيما تم تعيين ئيس الأركان الفريق أول ركن كمال عبد المعروف الماحي نائبا لرئيس المجلس. من ناحيته دعا قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، في بيان رسمي قادة الانتفاضة »قيادة تجمع المهنيين ورؤساء الأحزاب وقادة الشباب» إلي فتح باب الحوار والتفاوض للوصول إلي حلول ترضي الشعب السوداني وتجنيب البلاد الانزلاق والفوضي. وعلي وقع هتاف »سلام، عدالة، حرية»، واصل المتظاهرون اعتصامهم للّيلة السّادسة علي التّوالي أمام مقرّ الجيش متجاهلين قرار حظر التجوال. وفي حشد ضخم أمام مقر وزارة الدفاع بالخرطوم بعد دخول حظر التجول حيز التنفيذ، خاطب العضو البارز في تجمع المهنيين السودانيين، محمد ناجي الأصم، المتظاهرين بالقول، إن »الثورة التي لم تنته بعد. ولم تبلغ أهدافها بعد». وفي وقت سابق، دعا رئيس تجمع المهنيين السودانيين محمد يوسف المصطفي إلي انتقال السلطة لحكومة مدنية ديمقراطية و»لا نمانع مشاركة الجيش فيها». وتحولت مشاعر عشرات الآلاف من المحتجين، الذين كانوا يحتفلون في وقت سابق برحيل البشير، إلي الغضب وهتف الكثيرون »تسقط تاني» بعد أن كانوا يرددون سابقا هتاف »تسقط بس» ضد البشير. في غضون ذلك عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لبحث التطورات الأخيرة في السودان. بينما أعلنت الولاياتالمتحدة انها تراقب تطورات الوضع عن كثب، وتنسق المواقف مع الشركاء الدوليين. وأمرت رعاياها والعاملين من ممثلي حكومتها بمغادرة السودان. من ناحيتها دعت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، أمس، لسلطات السودانية إلي احترام حقوق الإنسان. كما دعت المفوضية الأممية، ميشيل باشليه، في بيان، السودان للتحقيق في استخدام القوة ضد المحتجين منذ ديسمبر، مطالبة بإطلاق سراح كل المعتقلين بسبب حرية التجمع السلمي وحرية التعبير.