* المجلس العسكرى: مستعدون لتقصير المرحلة الانتقالية وفق الظروف الأمنية والسياسية فى خطوة مفاجئة ، أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالى فى السودان الفريق أول ركن عوض بن عوف مساء أمس تنازله عن منصبه وذلك فى اليوم التالى لإسقاط نظام عمر البشير. وقال بن عوف إنه اختار الفريق عبد الفتاح عبدالرحمن المفتش العام للجيش خلفا له في منصبه. وفى الوقت نفسه تصاعدت الاحتجاجات فى السودان أمس، وسط مطالب دولية وإقليمية بنقل السلطة لمدنيين، بينما أعلن المجلس العسكرى الانتقالى فى السودان ، الذى شكله وزير الدفاع عوض بن عوف عقب عزل عمر البشير عن الرئاسة تقديم البشير لمحاكمة داخلية، وأكد أنه لن يقدم على خطوة تسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية ،نافيا أن تكون هذه الخطوة انحيازا للرئيس المخلوع. وأكد أن البشير تم التحفظ عليه، وأن القضاء سيحاكم كل المتورطين فى قتل المتظاهرين. وقال الفريق أول عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية فى المجلس الانتقالى :إن الحكومة الجديدة فى السودان ستكون مدنية، مشددا على أن المجلس »لم يأت بحلول ولا يطمع فى السلطة« وأن مهمته الأساسية حفظ أمن واستقرار البلاد. وأوضح زين العابدين ،فى مؤتمر صحفى بالخرطوم، أن المجلس العسكرى سيحتفظ بوزارتى الدفاع والداخلية، ولن يتدخل فى عمل الحكومة المقبلة. وأضاف »مستعدون لتقصير المرحلة الانتقالية وفق الظروف الأمنية والسياسية«، مشددا على أن المجلس سيحاكم كل فاسد أيا كان. وأضاف زين العابدين: »ندير حواراً لإخراج السودان من الأزمة، نريد إيجاد مناخ لإدارة الحوار بصورة سليمة«. وقال إنه »إذا طلب منا رفع تعطيل الدستور سنفعل ذلك«، وأن إعلان حالة الطوارئ هى التى تسببت بتعطّيل الدستور. وقال رئيس اللجنة السياسية إن المجلس سيبدأ اتصالاته الخارجية بلقاء سفراء الدول، مشيراً إلى أن المجلس سيتواصل خارجيا لفك الحصار عن السودان وشدد على أن مدير جهاز الأمن كان من قادة هذا التغيير. وفى هذه الأثناء، طالبت جهات دولية بنقل السلطة فى السودان إلى مدنيين، وبحث مجلس الأمن الوضع فى السودان أمس بطلب من الولاياتالمتحدة و5دول أوروبية، هى فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وبولندا، فيما قالت ميشيل باشليه مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان إنه يتعين على السلطات السودانية عدم اللجوء إلى العنف مع المحتجين السلميين فى ظل الظروف المضطربة التى تمر بها البلاد حاليا. ومن جانبها، دعت الولاياتالمتحدة الجيش السودانى إلى تشكيل حكومة جامعة تضم مدنيين. وقال روبرت بالادينو المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن »الولاياتالمتحدة تواصل دعوة السلطات الانتقالية إلى ضبط النفس وإفساح المجال أمام مشاركة مدنيين فى الحكومة«. كما رفعت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرها إلى أعلى مستوى بشأن السفر للسودان. وحذرت الرعايا الأمريكيين قائلة »لا تسافروا« إلى السودان، وأمرت موظفيها الحكوميين غير الأساسيين بالمغادرة. ومن جانبها ،دعت الممثل الأعلى للشئون الخارجية للاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى الجيش السودانى إلى نقل السلطة سريعاً إلى المدنيين، ونوهت برغبة الشعب السودانى فى التغيير. وقالت موجيرينى ،فى بيان »وحدها عملية سياسية موثوق بها وشاملة بإمكانها أن تلبّى تطلّعات الشعب السوداني، وأن تؤدى إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية التى يحتاج إليها البلد«. وأضافت «لا يمكن تحقيق ذلك إلاّ من خلال تسليم السلطة سريعاً لحكومة انتقالية مدنيّة. فى هذه العملية، يجب على الجميع ممارسة الهدوء وأقصى درجات ضبط النفس». ومن جانبها، أعربت الجامعة العربية، فى بيان لها ،عن أملها فى أن يتوافق أهل السودان على ما فيه مصلحة البلاد، وتطلعها الى تحلى الجميع بالحكمة المطلوبة فى هذا الظرف الدقيق مع التمسك بالحوار السياسى لتحقيق تطلعات الشعب السودانى فى الحياة الكريمة والحرة والآمنة والمستقرة التى يستحقها. من جهته، انتقد الاتحاد الأفريقى ما وصفه بانقلاب عسكرى نفذه الجيش السودانى ضد الرئيس عمر البشير، داعيا إلى الهدوء وضبط النفس. وقال رئيس مفوضية الاتحادالأفريقى موسى فكى فى بيان إن »سيطرة الجيش على السلطة ليست الحل المناسب للتحديات التى يواجهها السودان ولتطلعات شعبه«. وأضاف أن مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقى سيجتمع »بسرعة لبحث الوضع واتّخاذ القرارات المناسبة«. على صعيد آخر، طالب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو جوتيريش بعملية انتقالية فى السودان تلبى التطلعات الديمقراطية لشعبه. وقد استمر تدفق المحتجين فى الحراك السودانى إلى ساحة الاعتصام أمس أمام مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة فى الخرطوم، بعد نداء ل «قوى إعلان الحرية والتغيير« الرافض لبيان قادة المجلس العسكرى الانتقالي. وقال بيان لقوى الحرية، إن «الاعتصام سيستمر ولن ينفض حتى تحقيق أهدافنا وتطلعاتنا المشروعة بتسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية وفقا لإعلان الحرية والتغيير الذى تواثقت عليه جماهير شعبنا الأبي». وتلا صلاة الجمعة أمس فى ساحة الاعتصام بالقيادة العامة للقوات المسلحة،صلاة الغائب على أرواح ضحايا الحراك السلمي. وفى حشد ضخم أمام مقر وزارة الدفاع، خاطب العضو البارز فى تجمع المهنيين السودانيين محمد ناجى الأصم المتظاهرين، بالقول إن »الثورة التى لم تنته بعد. ولم تبلغ أهدافها بعد«. ودعا الأصم إلى »عدم الالتفاف على مطالب الجماهير، وتسكين الحراك بتغييرات شكلية«.