البحرية الليبية تقوم بإنزال ضفادع بشرية فى قاعدة غرب العاصمة.. اشتباكات عنيفة فى منطقة العزيزية.. وجويتريش يصل بنغازى مصر تدعو جميع الأطراف لضبط النفس.. روسيا تحذر من «إراقة الدماء».. واجتماع عاجل لمجلس الأمن بطلب من بريطانيا
واصل الجيش الوطنى الليبى، أمس، بقيادة المشير خليفة حفتر، حشد قواته باتجاه العاصمة طرابلس لتحريرها من العناصر الإرهابية، فيما أعطى رئيس حكومة الوفاق الوطنى الليبية فايز السراج أوامر عاجلة باستخدام القوة الجوية. جاء ذلك فى وقت توجه فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى بنغازى بغرض دعم جهود التهدئة، وسط دعوات من جانب مصر وقوى دولية لضبط النفس. وأمس، أهاب المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى اللواء أحمد المسمارى، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، بالنشطاء على منصات التواصل الاجتماعى، بعدم نشر أى مقاطع أو صور تظهر مواقع وتمركزات القوات المسلحة فى أى منطقة عسكرية كانت وخاصة حول العاصمة طرابلس. وكان المسمارى، قال فى مؤتمر صحفى، أمس الأول، إن «قوات الجيش وصلت إلى منطقة العزيزية جنوبطرابلس»، لافتا إلى أنها «بدأت تنفيذ الخطة (ب)، بالتزامن مع تأمين مدينة غريان». وأشار المسمارى إلى أن «العمليات العسكرية بدأت بالفعل ولا عودة»، قائلا: «الأمر صدر ولا مجال للتراجع»، مؤكدا أن «مقار البعثات (الدبلوماسية) والمؤسسات فى العاصمة أمانة فى عنق القوات المسلحة». وقامت قوات تابعة للجيش الوطنى الليبى، أمس الأول، بعمليات إنزال بحرية مفاجئة على سواحل العاصمة طرابلس ضمن خطة دخول العاصمة. ونشرت صفحة «عملية الكرامة القوات المسلحة العربية الليبية» تدوينة قالت فيها إن «زوارق القوات البحرية والضفادع البشرية التابعة للجيش الوطنى أجرت عمليات إنزال فى قاعدة سيدى بلال البحرية الواقعة 17 كم غرب طرابلس». من جانبه، قال مصدر فى الجيش الوطنى الليبى، لوكالة «سبوتنيك» الروسية: «فى الوقت الحالى، شوارع المدينة خالية، يبدو أن جميع السكان تقريبا اختاروا مغادرة المدينة. بالفعل، هناك العديد من المناطق التى يسيطر عليها مقاتلو الجيش الوطنى الليبى، على سبيل المثال، جنزور والسوانى، فى الجنوب الغربى من طرابلس». فى غضون ذلك، تضاربت الأنباء أمس حول سيطرة الجيش الليبى على البوابة 27 غرب طرابلس. وذكرت قناة «روسيا اليوم»، أن قوات الجيش الليبى سيطرت على البوابة 27 ومدينة صرمان 60 كلم غرب العاصمة. وفى وقت لاحق، أفاد مصدر محلى لوكالة «سبوتنى الروسية» فى العاصمة بأن قوات المنطقة الغربية التابعة لحكومة الوفاق فى طرابلس قد سيطرت على البوابة 27، بعد انسحاب قوات الجيش الليبى. ونشرت وسائل إعلام محلية مشاهد قالت إنها لعناصر من الجيش الليبى تم احتجازهم من قبل تشكيلات عسكرية تتبع مدينة الزاوية. وأفادت تقارير إعلامية بوقوع اشتباكات عنيفة فى منطقة العزيزية جنوب العاصمة وفى منطقة وادى الهيرة بين قوات تابعة للمجلس الرئاسى، وأخرى للجيش الوطنى الليبى. فى المقابل، كلف رئيس حكومة الوفاق الوطنى الليبية، فايز السراج، فى برقية عاجلة، رئاسة أركان القوات الجوية التابعه له «بتنفيذ طلعات جوية واستعمال القوة للتصدى لكل من يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية»، من دون ذكر قوات الجيش الوطنى بالاسم. وفى ضوء هذه التطورات الميدانية المتسارعة، يعقد مجلس الأمن الدولى، خلال ساعات، جلسة طارئة بطلب من بريطانيا، للبحث فى الأوضاع الليبية، حسب ما أفاد دبلوماسيون. وقال رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى، الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، إن «مسار النزاعات المسلحة يهدد بتأجيج العنف الذى من شأنه أن يبعد، بدلا من أن يقرب، طريق السلام والاستقرار الذى يستحقه الشعب الليبى بكامله». وأشار كونتى، فى بيان، إلى أن الخيارات العسكرية إذا كانت أحادية الجانب لا توفر أى ضمانات لتحقيق حلول مسئولة ودائمة، بحسب وكالة «أنسا» الإيطالية. كانت الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والإمارات دعت، أمس الأول «جميع الأطراف» فى ليبيا إلى خفض «التوترات فورا». وقالت الدول الخمس، فى بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية الأمريكية: «فى هذا الوقت الحساس من العملية الانتقالية فى ليبيا، فإن التحركات العسكرية والتهديدات بإجراءات أحادية لا تهدد سوى بإغراق ليبيا مجددا فى الفوضى». من جانبها، أعربت مصر عن بالغ القلق من الاشتباكات التى اندلعت منذ صباح أمس الأول، فى عددٍ من المناطق الليبية، وناشدت جميع الأطراف ضبط النفس ووقف التصعيد. وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية على موقف مصر الثابت والقائم على دعم جهود الأممالمتحدة، والتمسك بالحل السياسى كخيار وحيد للحفاظ على ليبيا، وضمان سلامة ووحدة أراضيها وحماية مقدرات شعبها وثرواته من أى سوء، مع التأكيد على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب واجتثاثه من جميع الأراضى الليبية. وفى موسكو، دعا الكرملين، أمس، إلى تجنيب ليبيا المزيد من إراقة الدماء، وأكد ضرورة التوصل إلى تسوية بالوسائل السياسية السلمية، مؤكدا أن روسيا لا تقدم المساعدة لقوات حفتر فى زحفها تجاه غرب البلاد، وفقا لوكالة «رويترز». فى غضون ذلك، وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس، إلى بنغازى قادما من طرابلس، حيث التقى السراج، بحثا عن التهدئة فى ظل تأزم الأوضاع فى ليبيا. ومن المنتظر أن يتوجه جوتيريش إلى منطقة الرجمة فى شرق مدينة بنغازى للاجتماع بحفتر. إلى ذلك، قال أمبرتو بروفاتسيو، الخبير المتخصص فى الشأن الليبى لدى كلية «دفاع الناتو» فى العاصمة الايطالية روما إن قوات الجيش الليبى امتد نفوذها فى الفترة ما بين يناير وفبراير، وسط معارضة ضعيفة، ما يشير إلى تحول تدريجى فى التوازن السياسى العسكرى لصالح حفتر. وأضاف بروفاتسيو، فى تصريحات ل«الشروق»: «كما هو متوقع، سيتم الترحيب بقوات حفتر من قبل السكان المحليين فى طرابلس»، ولكنه أشار إلى أن أى مفاوضات بشأن المؤتمر الوطنى والانتخابات المستقبلية ستكون «عديمة الجدوى».