منعت بعض الفلاتر ومرشحات السجائر وصول بعض السموم للرئة وانخفضت معدلات الإصابة بسرطان الرئة الناتج عن تدخين السجائر بدون فلتر، إلا أن الفلاتر جعلت دخان السجائر أكثر سلاسة في الشهيق وشجعت المدخنين على شرب السجائر بكثافة، كما غيرت الفلاتر الطريقة التي تحرق بها التبغ؛ ما أدى لزيادة الإصابة بنوع أخر من سرطان الرئة وهو « adenocarcinoma»، حسب ما ذكرت سي إن إن. وقال الدكتور ديفيد ويلسون، اختصاصي أمراض الرئة في المركز الطبي بجامعة بيتسبرغ، إن نسبة الإصابة بين نوعين سرطان الرئة الناتج عن تدخين السجائر متساويين، ومن ناحية أخرى ساهم المدخنون في تدهور وتلوث البيئة، فتسببت فلاتر السجائر التي يلقيها المدخن على الأرض فور الانتهاء من تناولها، في الإضراربالبيئة، فالمدخن عن إلقائه للسيجارة والفلتر في الشوارع والشواطئ يتسبب في إسقاطها بالمزاريب ومن هناك يتم نقلها عبر المصارف والأنهار والمحيطات. لذا أجرى الدكتور توماس نوفوتني، أستاذ الصحة العالمية في جامعة سان ديبجو، دراسة حديثة، لمعرفة أضرار أعقاب السجاءر على البيئة المائية والمخلوقات الحية، فوضع مجموعة من الأسماء في حوض ماء مملوء بأعقاب السجائر التي تم إزالتها، وبعد مرور 4 أيام توفي نصف الأسماء. وعقبت الدكتورة إليزابيث سميث، التي تعمل في مجال مكافحة التبغ بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أن العديد من المدخنين يعتقدون أن الفلاتر مصنوعة من مادة قابلة للتحلل البيولوجي، لكنها في الواقع تصنع الفلاتر من السليولوز وهو نوع من البلاستيك الذي قد يتسغرق عقد من الزمن لتحليله. وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أنه يتم تصنيع 6 تريليون سيجارة في السنة يحتوي أكثر من 90% منها على فلاتر بلاستيكية، مستخدمة أكثر من طن بلاستيك. ويحاول الاتحاد الأوروبي تضيق الخناق على هذه المشكلة الخفية، وهو ما يتتطلب إنشاء قواعد جديدة في صناعة التبغ وتمويل تنظيف فلاتر السجائر، كجزء من مبادرة أوسع لتقليل المواد البلاستيكية المستخدمة. لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها اتخاذ قرار لتقليل المواد البلاستيكية، ففي أكتوبر 2018، أيد البرلمان الأوروبي اقتراحا جذريا لإلزام بلدان الاتحاد الأوروبي بإزالة 50٪ من البلاستيك من فلاتر السجائر بحلول عام 2025 ، و 80٪ بحلول عام 2030. ومع ذلك، رفض ممثلو الاتحاد الأوروبي التخفيض، وإللزام شركات التبغ بتمويل حملات توعية، وتوفير سلات لإلقاء السجائر وجمع النفايات إن وجدت.