أجرت اليابان اليوم الأحد، استفتاءًا شعبيًا غير إلزاميًا لسكان جزيرة «أوكيناوا» حول موافقتهم على نقل القاعدة العسكرية الجوية الأمريكية «فوتينما» من الجزيرة إلى منطقة ساحلية أخرى. وجاء الاستفتاء نتيجة الغضب الشعبي من أهالي الجزيرة بسب تواجد القاعدة في الجزء المأهول الذين يعيشون عليها، مطالبين الحكومة اليابانية عن طريق حاكمهم «ديني تاماكي» بضرورة نقل القاعدة إلى مكان آخر غير مأهول بالسكان. ويعاني سكان الجزيرة المحلييون مشكلات بسبب القاعدة الأمريكية، بدأت من الضجيج، مرورًا بالحوادث العسكرية، بالإضافة إلى حادثة اصطدام مروحية تابعة للقاعدة بحرم جامعة أوكيناوا الدولية أسفرت عن إصابة 3 من أفراد طاقهما في أغسطس 2004، والحادثة المفجعة عام 1995 بإغتصاب فتاة من السكان المحليين عمرها 12، على يد جنود أمريكيين. ونشبت احتجاجات عدة من جانب المواطنين، في منتصف ديسمبر الماضي؛ إثر محاولات الحكومة اليابانية، نقل القاعدة الأمريكية «فوتينما» إلى ساحل «هينوكو»، في مدينة «نوجو» داخل الجزيرة، وقتها قال حاكم الجزيرة في تصريحات للصحفيين "أنا مستاء جدًا من استمرار الحكومة في أعمال الردم على ساحل الجزيرة لنقل القاعدة هناك وعدم إحترام رغبة السكان في إبعادها". هذا ليس الاستفتاء الأول لنقل القاعدة ففي عام 1996، اتفقت اليابانوأمريكا على نقل القاعدة إلى خليج هينوكو، شمال الجزيرة إلا أن سكان مدينة ناغو عارضوا بنسبة 80%، ليتوقف النقل وتستمر المشكلة، رغم وعود الحكومة بحل الأزمة منتصف عام 2010. يذكر أن مساحة جزيرة «أوكيناوا» تمثل أقل من 1% من مجمل مساحة اليابان التي تبلغ 377.972 كم²، وما جعل سكانها يفيضون غضبًا أنها تضم وحدها أكثر من نصف الجنود المارينز الأمريكان المنتشرين في اليابان، والمقدر عددهم ب 47 ألف جندي. وتعتبر الجغرافيا المكانية الحالية لقاعدة «فوتينما» على جزيرة «أوكيناوا»، مكسبًا إستراتيجيًا لأمريكا، لما تمثله من موقعًا متقدمًا للولايات المتحدة في قارة آسيا، بسبب قربها من الحدود مع تايوان. وتتبع القاعدة «فوتينما» الفيلق الأول لقوات المشاة البحرية الأمريكية، وتضم حوالي 4000 جندي، وتم إنشاءها منذ أن احتلت أمريكا الجزيرة خلال معركة أوكيناوا في عام 1945.