نستثمر فى السوق المصرية منذ 15 عاما وندرس ضخ 30 مليون يورو فى قطاع الأسمنت لتلبية احتياجات السوق مستمرون فى دعم الاقتصاد المصرى .. ونطبق أعلى معايير الحفاظ على البيئة أكد جى سيدوس، المدير التنفيذى لمجموعة «فيكا العالمية لصناعة الأسمنت» أن حزمة السياسات والقرارات التى اتخذتها القيادة السياسية والحكومة المصرية، خلال السنوات القليلة الماضية بالإضافة لما أقره البرلمان من قوانين تستهدف تصحيح وتحسين مناخ الاستثمار نجحت فى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والعربية للسوق المصرية. موضحًا فى حواره مع «جريدة الشروق» أن الاقتصاد المصرى يمتلك من الأدوات والإمكانيات ما يؤهله للصمود والتعافى فى وجه جميع العقبات. لافتًا إلى اعتزاز «فيكا» بتواجدها فى السوق المصرية والنجاحات التى حققتها طوال 15 عاما كاملة قضتها فيه، لافتا إلى أن المجموعة لم تترك السوق المصرية فى أدق وأصعب الظروف التى كانت تواجه فيها الدولة المصرية الإرهاب الأسود فى سيناء، قائلا: فى كل يوم - كان يمر علينا - كنا على ثقة من عودة الهدوء والاستقرار إلى سيناء مرة أخرى، وهو ما حدث بفضل الجهود الكبيرة التى بذلتها القيادات السياسية والعسكرية والأمنية فى مصر، لذلك أؤكد على أننا مستمرون فى هذا البلد من أجل دعم اقتصاده الوطنى. وأوضح سيدوس أن «فيكا» تعمل فى أكثر من 12 دولة حول العالم وتكرس مجهوداتها من أجل الإسهام فى التنمية المحلية لهذه الدول، مع الاعتماد على الأيدى العاملة والخبرات المحلية، وتتعامل المجموعة كذلك مع كل الجوانب البيئية على نحو مسئول يعكس فلسفة وقيم هذه المجموعة العريقة، التى تعتز بأنها نشأت وتوسعت تحت مظلة «لويس فيكا» الجد الأكبر للعائلة الذى اكتشف تركيبة الأسمنت وأهداها للعالم أجمع من دون مقابل، مشيرا إلى أن الجيل السابع من أحفاد «فيكا» هم الذين يديرون المجموعة الآن واستطاعوا من خلال الأبحاث المستمرة أن يطوروا منتجات الشركة لتتواكب مع أحدث تكنولوجيا صناعة البناء والتشييد، ليسهموا بذلك فى تغيير شكل نهضة العديد من الأمم والدول حول العالم.. وإلى تفاصيل الحوار: فى البداية نود أن نعرف المزيد عن شركة «فيكا» العالمية؟ تأسست مجموعة «فيكا» عام 1853 على يد «جوزيف لويس فيكا»، وهى شركة عائلية، يقع فرعها الرئيسى فى باريس ويتولى قيادتها الآن الجيل السابع من العائلة، الذين يقومون بعملية تطوير المجموعة بجميع فروعها على مستوى العالم، لتقديم أفضل المواد المستخدمة فى صناعة البناء والتشييد بأعلى معايير الجودة العالمية لتواكب التقدم الكبير الذى يشهده العالم فى هذه الصناعة. ومن هو «لويس فيكا»؟ «لويس فيكا» هو الجد الأكبر للعائلة، وهو الذى اكتشف تركيبة مادة الأسمنت الحالية قبل أكثر من 160 عاما والتى تعد أحد أهم الاختراعات فى تاريخ الإنسانية، وقام بإهدائها للعالم أجمع بدون مقابل، إيمانا منه بأن ابتكاره يمثل قيمة إنسانية وحضارية لا يمكن أن تكون حكرا على شخص بعينه، ليشارك بهذا الاختراع فى نهضة وتطوير الكثير من الأمم عبر أكثر من قرن ونصف من الزمان، لذلك نحن فى مجموعة «فيكا» نفخر بتاريخنا العريق وما قدمه الجد الأكبر للبشرية، وهذا الفخر يتشارك فيه جميع العاملين فى المجموعة فى أنحاء العالم. بعد كل هذا التاريخ.. كيف أصبحتم الآن؟ الآن مجموعة «فيكا» هى إحدى الشركات الرائدة عالميا فى مجال صناعة الأسمنت بخبرة تزيد على 160 عامًا، شاركت فى عدد هائل من المشاريع الإنشائية حول العالم، هذا بجانب ما تبذله من مجهودات كبيرة من أجل الوصول لاكتشافات جديدة يمكن أن تساهم فى تطوير وتقدم هذه الصناعة. ويعتبر عام 1974، نقطة تحول كبيرة فى رحلة نجاح مجموعة «فيكا»، عندما قامت بشراء مصنع «رجلاند» للأسمنت فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكان ذلك بمثابة الخطوة الأولى فى سياسة المجموعة للتوسع عالميا. وما هى محطات التوسع الأخرى؟ خطط التوسع الخارجى لمجموعة «فيكا لصناعة الأسمنت» شملت حتى الآن 12 دولة حول العالم فمثلا بدأنا الاستثمار فى تركيا عام 1991، والسنغال فى عام 1999، وسويسرا فى 2001، ومصر منذ عام 2003، ومالى فى 2004 وكازاخستان منذ 2007 والهند وموريتانيا فى 2008، بالإضافة لإيطاليا والولاياتالمتحدة. متى قررتم الاستثمار فى مصر؟ قررت «فيكا» الاستثمار فى مصر فى عام 2003 عندما طلب مجلس إدارة شركة سيناء للأسمنت دخول «فيكا» كشريك لها لقوتها وسمعتها الجيدة على مستوى العالم، وفى هذا الوقت كانت السوق المصرية من أكثر الأسواق الواعدة فى إفريقيا والعالم العربى، وما زالت حتى اليوم، لذلك قررنا الاستثمار فيها بعد دراسات متكاملة أكدت قوته وتنوعه وقدرته على التوسع. كيف ترون أوضاع السوق المصرية حاليا؟ فى البداية نؤكد على ثقتنا الكبيرة فى السوق المصرية، وأعتقد أن الأوقات الصعبة انتهت، وأنه خلال الفترة المقبلة ستتمكن مصر من جَنى الثمار، خاصة وأن الاقتصاد المصرى يمتلك من الأدوات والإمكانيات ما يؤهله للصمود والتعافى فى وجه كل العقبات، وهو يخطو خطوات ثابتة وجيدة نحو الأمام، فى ظل القرارات التصحيحية الشجاعة التى تم اتخاذها خلال الأربع سنوات الماضية. ومن العوامل المهمة التى حسَّنت بشكل كبير جدا مناخ الاستثمار فى مصر، توافر إرادة القيادة السياسية والإجراءات التى اتخذتها الحكومة والقوانين الاقتصادية التى أقرها البرلمان المصرى، والتى وفرت لمصر مناخا جاذبا للاستثمار، وأكدتها الأرقام الصادرة من المؤسسات المالية العالمية. كيف واجهتم الأزمة السابقة التى شهدتها سيناء أثناء تصاعد الحرب على الإرهاب؟ نؤمن مثل الشعب المصرى، بأن سيناء هى بالفعل أرض الفيروز، وهى جنة الله على الأرض، لذلك لم نتخل عن مصر حتى فى أصعب الظروف، على الرغم من تعرضنا للكثير من الخسائر أثناء تلك الفترة، وفى كل يوم كان يمر علينا كنا على ثقة من عودة الهدوء والاستقرار إلى سيناء مرة أخرى، وهذا ما حدث بفضل الجهود الكبيرة التى بذلتها القيادات السياسية والعسكرية والأمنية فى مصر، لذلك أؤكد على أننا مستمرون فى هذا البلد من أجل دعم اقتصاده الوطنى. ما هى خططكم المستقبلية التى تنوون القيام بها فى مصر؟ فى البداية يجب أن أشير إلى أن «فيكا» ضخت منذ دخولها السوق المصرية استثمارات مباشرة بلغت أكثر من 200 مليون يورو، ونحن لدينا رؤية شاملة عن السوق المصرية، وندرك جيدا أهميتها، لذلك ندرس ضخ حوالى 30 مليون يورو جديدة خلال الفترة المقبلة لتطوير مصنع أسمنت سيناء باعتبارنا المستثمر الرئيسى فى شركة أسمنت سيناء، كما نسعى للتوسع الرأسى والأفقى سواء من ناحية الإنتاج أو الانتشار لتغطية جميع متطلبات السوق المحلية والإقليمية. ما هو دوركم فى مجال الخدمة المجتمعية فى سيناء؟ إن «فيكا» فى الأصل شركة عائلية، وبمفهوم العائلة ندرك جيدا أهمية تنمية المجتمعات التى نعمل بها، ونعتبر كل سوق نستثمر فيها جزءا منا يجب علينا تنميته ومساعدته على التطور، لذلك فمجال الخدمة المجتمعية يأتى على رأس أولويات «فيكا» العالمية، ومنذ تواجدنا فى سيناء فى عام 2003 كان لنا العديد من المبادرات الناجحة والتى استفاد منها الكثير من أهل سيناء.. وهذه المبادرات تمت من خلال شركة ومصنع «أسمنت سيناء»، وليس باسم شركة «فيكا» مباشرة.. وقمنا خلال الفترة الماضية بعمل مسح شامل ودراسات متعمقة للتعرف على الخدمات التى يمكن أن نقدمها فى هذا المجال لأهالى سيناء، خاصة بعد عودة الهدوء والاستقرار إليها.. وحاليا نحن ندرس عددا من الخيارات المتاحة لنا لتقديم مزيد من الدعم لأهالى سيناء. كيف تلتزمون بالمعايير البيئية فى مصنع أسمنت سيناء؟ من أهم أولويات شركة «فيكا مصر» تطبيق المعايير الدولية والاشتراطات البيئية الخاصة بصناعة الأسمنت، وهو نهج تقره الاستراتيجية التى تعتمدها «فيكا» العالمية، ونحن نستخدم أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية لعدم الإضرار بالبيئة.. ويمكن أن تروا هذا من خلال زيارتكم للمصنع، هذا بالإضافة إلى الرقابة الصارمة التى تقوم بها أجهزة الدولة فى هذا القطاع. هل يمكن أن تطلعنا على جانب من منتجات شركة «فيكا»؟ تنتج «فيكا» أنواعا متعددة ومختلفة من الأسمنت والخلطات الخرسانية التى تناسب جميع المشروعات وتتوافق مع مختلف البيئات ودرجات الحرارة والضغط الجوى والرياح والمياه.. منها: الأسمنت البورتلاندى، والبورتلاندى المركب، وأسمنت خبث الأفران، والأسمنت الخبثى، والأسمنت البوزلان، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الخرسانات. ما هى أهم مشروعات مجموعة «فيكا» العالمية؟ ساهمت شركة «فيكا» العالمية فى العديد من المشروعات الكبرى على مستوى العالم، التى كانت تعتمد بشكل مباشر على منتجاتنا، من تلك المشروعات: محطات الطاقة الكهرومائية فى داملابينار وبوكاكيسلا فى تركيا وتم فيها استخدام أكثر من 66 ألف طن من الأسمنت فى عمليات البناء. الطريق السريع الشمالى A41 فى فرنسا تم فيه استخدام 70 ألف طن من الأسمنت لبناء هذا الطريق الذى افتتح فى عام 2008. طريق سان جيرفيه (فرنسا)، والسوق المغطى فى بولينجرين بفرنسا، ونفق ميزولس فى سويسرا، وقصر البحر الأبيض المتوسط فى نيس بفرنسا.