شهدت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة للكتاب -في يوبيله الذهبي- ندوة بعنوان "شخصية المعرض والأحداث المئوية"، بحضور كل من الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، والدكتور أبو الفضل بدران رئيس هيئىة قصور الثقافة الأسبق. افتتح الندوة الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، الذي قال إن ثروت عكاشة متعدد القراءات، فقد قرأ في الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، كما تعتبر ثقافته هي من جعلته يغزو العالم، مضيفا: "إننا حينما نتحدث عن دور مصر الثقافى يجب أن نذكر دور ثروت عكاشة في الثقافة". وأكد "صابر"، أن عكاشة دخل فرنسا وإيطاليا من قبيل الثقافة والآداب والفنون بالإضافة إلى إنه صاحب فكرة المعارض المتنقلة بداية من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى اليابان وحتى مصر. وقال الدكتور شاكر عبد الحميد أستاذ علم النفس، إن ثروت عكاشة واحد من البنائين العظام في الثقافة المصرية، التي ترعرعت في ثورة 1919، وازدهرت في ثورة 1952، مؤكدا أنه صاحب مشروعات ثقافية لا يمكن حصرها بالإضافة إلى إسهامته الثقافية في التأليف والترجمة منذ الأربعينات، ومن ضمن تلك المشروعات التي طور نسيجها فرقة أوبرا القاهرة، والسرك القومي، وعروض الصوت والضوء، وفرقة باليه القاهرة. وأوضح: "إننا نقف أمام كتابات ثروت عكاشة التي تزيد عن 26 كتابا مرتبطة بالفنون والآداب في ذهول ودهشة، ولا يعني بالنقد الثقافي الذي كتبه ثروت عكاشة إنك تتعامل مع عمل معين من خلال ربطهم بالفنون، وعلى سبيل المثال عند تناوله العصر الروماني واليوناني كان يتحدث عن عصر النهضة والعوامل الاجتماعية والسياسة التي أدت إلى ظهور عصر النهضة كناقد من الطراز الرفيع وليس كمؤلف فقط، كما كان له تحليلات في مجال الفنون". وشرح ما يدور فى كتاب ثروت عكاشة "الزمن ونسيج النعم"، ويقول في مقدمة ذلك الكتاب إن الفنانين قدموا نوعين من الفنون: الأول يخدم أغراض أولية للإنسان، والثاني يخدم الفنون الجميلة حيث إنها قوة تعبيرية في ذاتها تأتي في مصدر الصدارة. وفي نفس السياق، قال الدكتور أبو الفضل بدران، إن من حظه أنه التقى بالدكتور ثروت عكاشة في أبو ظبي عندما نال جائزة العويس وجائزة الشيخ زايد، مؤكدا أنه حينها انصب حديثه بعشق عن قصور الثقافة ودورها في المجتمع. وأكد "بدران"، أن الاختلاف يكمن في التوافق مع النفس وهذا السبب الذي جعل ثروت عكاشة يعشق عمله هذا العشق الذي جعله يجول البلدان بحثا عن أماكن ثقافية يريد أن ينقلها إلى مصر، قائلا إن ثروت عكاشة كان له حظ وافر أنه زار البلدان الاشتراكية والرأسمالية ويعتبر واحدا من مؤرخي الفنون على مستوى العالم. وأضاف أن ثروت عكاشة كان يسير على نهج جبران خليل جبران؛ لأنه كان يتحدث عن الإنسان المطلق ولا يتحدث عن الإنسان المصور، قائلا: "إن أعمال ثروت عكاشة جعلتنا ننسى أنه أديب لأن أدبه يتجلى في مذكراته"، منوها بأنه يتمنى تبسيط تلك المذكرات ويتم توزيعها على الشباب في المدارس للتربية على الثقافة الأصيلة الهادفة. وأوضح أن "عكاشة" أراد أن يجمع بين الأخلاق والسياسة رغم أنها نظرية صعبة عند معظم الساسة، لكنه أرد أن يقول إن السياسي ينبغي أن يكون صاحب أخلاق، وهذه الأخلاق هي التي جعلت ثروت عكاشة يتفرد ويتميز، مستشهدا بمقولة عكاشة في مذكراته: "إن حبي لقصور الثقافة من أجل نشر العدل الثقافي". واستطرد ناقلا عن عكاشة قوله: "إن فلسفة قصور الثقافة ليست لنقل رأي الدولة إلى الشعب وإنما حتى ننقل ثقافة الشعب إلى الحكومة"؛ لأن إعلاء الثقافة الشعبية والشعب هو الذي كان يؤمن به ثروت عكاشة ويجب الكشف عنه لتوصيله بكل الطرق، مستشهدا بمقولة النحات العالمي مايكل آنجلو، "هذا الجمال الذي ترونه في التماثيل هو جمال موجود في الصخرة، ولكننى كشفت اللثام عنه".