أكد الدكتور محمد البشارى الأمين العام للمجلس العالمى للمجتمعات المسلمة عدم وجود أى تناقض بين الشريعة الإسلامية والانتماء للدين وبين واجبات الوطنية، مبينا أن الإيمان بالوطن واجب لمواجهة الجماعات التكفيرية والمتطرفة. كما أكد البشارى، فى تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش مشاركته فى فعاليات المؤتمر الدولي ال29 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالاوقاف المنعقد حاليا بالقاهرة، أهمية بناء الشخصية الوطنية لتحقيق الأمن والاستقرار فى المجتمع وتقدم الدول والشعوب ولبناء وطن قوى، مستنكرا ما أصلت إليه جماعات الإسلام السياسى والتكفير والتوظيف المصلحى للإسلام بتكفير المجتمعات والأنظمة لإشاعة الفوضى. وأشار إلى أهمية دور العلماء والمفكرين ورجال الدين والمثقفين لتعميق قيم حب الوطن والوطنية المتكافئة، منوها فى هذا الصدد برسالة أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب وإعداد الأئمة والواعظات من مصر والعالم التى يفتتحها وزير الأوقاف ورئيس المؤتمر الدكتور محمد مختار جمعة اليوم بمدينة السادس من أكتوبر بحضور الوزراء والمفتين والعلماء من أكثر من 40 دولة. وقال الأمين العام للمجلس العالمى للمجتمعات المسلمة إن أهمية تلك الأكاديمية تكمن فى قدرتها على تخريج أئمة ودعاة قادرين على مواجهة جماعات التكفير فى المجتمعات المسلمة بلغتهم والتصدى للمتشددين الذين يسيئون لسماحة ووسطية الإسلام وكذلك لدعم جهود تجديد الخطاب الدينى بلغات مختلفة تتكلم بها المجتمعات المسلمة فى الخارج لأن بعضها وللأسف مسرح وميدان لبعض الجماعات المتطرفة ومنها داعش والإخوان المسلمين وغيرها. وأضاف أن المجتمعات المسلمة بحاجة إلى تأطير دينى وكوادر علمية مدربة ومؤهلة وإلى خطباء على قدر كبير من الثقافة المتعددة وتفهم لغة الغرب ويدركون فقه الواقع ومتغيرات العصر ويتعاملون معها بعلم وذكاء لمساعدة المسلين فى الخارج على أداء شعائرهم بوسطية وفهم أصول دينهم والاندماج فى مجتمعاتهم مع الحفاظ على هويتهم الثقافية والدينية. وأكد أهمية التعاون بين وزارة الأوقاف المصرية والجاليات والمنظمات الإسلامية فى الخارج للقيام برسالتها الحضارية بتوفير الكوادر القادرة على حماية الشباب من الفكر المتطرف وشرح صحيح الدين، مشيرا إلى استعداد المجلس العالمى للمجتمعات المسلمة ومقره أبوظبى للتعاون مع أكاديمية الأوقاف المصرية الجديدة لإعداد كوادر دعوية مدربة. ولفت البشارى إلى أهمية عقد مؤتمر الشئون الإسلامية لمناقشة سمات الشخصية الوطنية ودورها لتقدم الأمم وعلى أرض مصر بما يؤكد حالة الأمن والاستقرار التى تتمتع بها مصر، مشيدا بمكانتها فى العالم الإسلامى وبدور الأزهر ورسالته فى العالم.