تعرفه من رواياته وتعرفه أكثر إذا كنت من عشاق الدراما المصرية، إنه الكاتب الكبير والأديب المتميز إحسان عبدالقدوس الذي تحل اليوم الثلاثاء 1 يناير الذكرى المئوية لميلاده. وكعادة معظم الكتاب وأصحاب الرأي تصادم مع الكثيير من أنظمة الحكم في البلاد، والتي تمخض عنها دخوله السجن، وفي هذا التقرير تسلط "الشروق" الضوء على المرتين التي دخل فيهما إحسان عبد القدوس السجن: -في عهد الملك فاروق: كتب إحسان عبدالقدوس مقالًا في روزاليوسف بعوان "الرجل الذى يجب أن يذهب" اتهم فيه اللورد كيلرن -المندوب السامى البريطاني- بالفشل الذريع فى مهمته كسفير لبلده لدى بلد آخر ذات سيادة مستقلة، وطالب بطرده من مصر . كان ذلك في عام 1945عقب الحرب العالمية الثانية، وتعتبر هذه المقالة أولى لبنات صدامه مع الحكام. ويرجع سبب كتابته لهذه المقالة هو غصدار فرمان من اللورد كيلرن -سفير بريطانيا في مصر- ، للملك فاروق في عام 1942 بضرورة إقالة النقراشي باشا رئيس للوزراء وتعين النحاس باشا بدلًا منه، وبالفعل رضخ الملك لهذا الأمر، وتمت مصادرة هذا العدد من روزاليوسف وتم القبض على إحسان عبدالقدوس وإيداعه في سجن الأجانب باب الحديد لمدة 4 أيام، وكتب بعد خروجه مقالة بعنوان "96 ساعة مع الحريات الأربع" تحدث فيها عن مشاعره وخواطره في تلك الفترة التي قضاها في الزنزانة. -المرة الثانية في أبريل 1954: بعد 6 أيام فقط من كتابة إحسان مقاله الشهير "الجمعية السرية التى تحكم مصر" ألقي القبض عليه ودخل السجن الحربي بتهمة قلب نظام الحكم، وقضى حوالي 95 يومًا في السجن. ووجه خلال هذا المقال نقدًا لاذعًا للضباط الأحرار في أسلوبهم لإدارة شؤون البلاد بعد الثورة حيث أنهم يتعاملون بأسلوب الجمعية السرية التي تقود البلاد وليس باعتبار أن الشعب هو السيد وله الحق في محاسبتهم، كما أشار في هذا المقال إلى ضرورة خروج عبدالناصر ورجال الثورة من المؤسسة العسكرية قبل دخولهم المعترك السياسي، وذلك لاستقرار الحياة السياسية في مصر. وكتب بعد خروجه من السجن مقالًا بعنوان "95 يومًا في السجن" يقول في جزء منه "كان فزعي وإحساسي المرير بالإهانة الشخصية عندما وجدت أن التهمة التي وجهت إلى فجر 28 أبريل عام 1954 هي قلب نظام الحكم.. آية ثورة تلك التي أعاديها أو أتهم بالسعي لقلب نظام حكمها، وأن ثورة 23 يوليو قامت لتؤكد إحساس برفض الشعب لخطايا النظام السابق.. وهي خطايا حاربها كل الكتاب الشرفاء". ويصف شعوره عن تلك الفترة ويقول "إنه عالم غريب فعلًا.. عالم السجن وخاصة السجون السياسية التي قضيت فيها خمسة وتسعين يومًا متهمًا أنا وزميلي المرحوم إسماعيل الحبروك بأخطر تهمة يمكن أن يتعرض لها مواطن.. تهمة العمل على قلب نظام الحكم.. أنا أعرض تجربة نفسية مرت بي تجربة وضعت فيها وطنيتي موضع الاختبار كل ما أذكره بها أن الأسابيع الأولى مرت بي داخل الزنزانة الانفرادية.. عصيبة.. عنيفة.. كل دقيقة تنخر في أعصابي حتى أصبح جسدي كله أعصابا ملتهبة.. ممزقة تشتعل نارا تمنيت لو أطفأتها".