تستهل مجلة «الثقافة الجديدة» التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، أول أعدادها في 2019 بعدد من المفاجآت، أولها ملف عن العلامة الناقد الكبير الراحل عز الدين إسماعيل، وملف آخر عن "مقاهي الأدب والفن شهادات عن قبلة الغرباء ومأوى المحبين"، لكن أبرز مفاجآت العدد هو التغيير الكبير في الشكل، والإخراج الفني الداخلي، بعد تعيين الصحفي إسلام الشيخ مديرا فنيا للمجلة. كما احتفى العدد بلوحات الفنانة التشكيلية رباب نمر على الغلاف وفي اللوحات الداخلية. وفي افتتاحية العدد، كتب الشاعر مسعود شومان، رئيس تحرير المجلة، تحت عنوان "بين رصانة عز الدين إسماعيل وحكاية «قهاوى» مصر الثقافية"، منوها بالمقاهي بوصفها حاضنة ثقافية وجمالية، ومأوى للحكايات وقبلة للمريدين والعشاق. وأضاف: "هناك (قهاوى) للزناتية "من محبي خليفة الزناتي وأخرى ل"العناترة"، نسبة إلى من يعشقون الاستماع إلى سيرة عنترة بن شداد" وثالثة للأبوزيدية، الذين يتحمسون إلى معارك وصولات وجولات أبي زيد الهلالي، فالمقهى ليس مكانا لتناول المشاريب فحسب، لكنه فضاء ثقافي يحتاج إلى إعادة القراءة". تضمن ملف المقاهي عدة موضوعات وشهادات، حيث يكتب الشاعر سعد القليعي "ظُلة العابرين.. قِبلة الغُرباء ومجمع الأحباب" ويطرح محمود خيرالله سؤالاً حول: "لماذا أسست الحملة الفرنسية "مقهى المشهد الحسيني"، كما يكتب الشاعر عبدالرحيم طايع عن "قنا حيَّة ترزق فى مقهى العمّال"، ويشير عصام الزهيرى إلى "مقاهي الفيوم.. أرض المعارك ضد التطرف"، ويتحدث المترجم السيد إمام عن "مقاهي دمنهور زمان علامة على زوال عصر وبروز عصر جديد"، وكتب سمير الفيل عن "مقاهي دمياط الثقافية.. وهبطت النوارس على صفحة النهر"، ويستفيض رجب سعد السيد في الحديث عن "مقاهي الأدباء فى الإسكندرية"، ويتناول الشاعر يسري حسان في مقال لافت سيرة المقاهي في القاهرة، بعنوان "وتُعرف البلاد من "قهاويها" والعِفشة ناسها "عِفشين". وفي باب "فضاءات"، تنشر المجلة عددا من النصوص الشعرية المتميزة، للشعراء :جميل محمود عبدالرحمن ومؤمن سمير ومحمود فهمي ومروة أبو ضيف وعبدالرحيم يوسف وجاسر جمال الدين وأحمد اللاوندي ومحمد عبدالقوي وحسني الإتلاتي وشيماء عزت وعبدالناصر الجوهري، وفي القصة تنشر: "ثلاث قصص قصيرة" للكاتب علي حامد، و"كرسي هزاز" السيد زرد، و"الغرفة الأسمنتية" للكاتبة إنجي الطوخي، و"اشتعالات الضوء" للكاتب إبراهيم جاد الله، و"الضوء الشاحب" للقاص مصطفى نصر، ونص للكاتبة رانيا خلاف بعنوان "ارتحال". أما الملف الثاني في هذا العدد فيأتي بعنوان "عز الدين إسماعيل العلَّامة"، ويتضمن قراءة في الرحلة العلمية للناقد الراحل كتبها الدكتور محمد عبدالمطلب بعنوان: (خمسة مسارات صنعت "المؤسسة"، وتناول الدكتور أيمن تعيلب قلق التأصيل في أعماله، وتحدث الدكتور ناصر حسن عن "الفكرة والفكرة المضادة"، وبحث الدكتور معتز سلامة في "قوة الجهاز القرائي عند عز الدين إسماعيل". وتناول مقال الدكتور أحمد الصغير فكرة "ذات متأملة تخلق عالمًا من المتناقضات"، وتناول محمد محمد عيسى "استشهادات النقاد بإبداعات عز الدين إسماعيل"، وتحدث عبدالهادي شعلان عن "الأسس النفسية للإبداع الشعري"، وتحدث مقال الدكتور سعيد الوكيل بعنوان: "عز الدين إسماعيل بين نكد الزمان ونكد الخصومة" عن مقال للدكتور صبري حافظ هاجم فيه الدكتور عز ذات مرة، منذ سنوات على صفحات "أخبار الأدب". أما في باب "الصوت واللون والحرية"، فينشر مقالا مترجما عن "مجتمع الإغواء في زمن الشبكة العنكبوتية"، للكاتب جيل ليبو فتسيكي، ترجمة لطفي السيد منصور، كما تنشر المجلة في زاوية "مواجهات" حواراً مع الكاتب فؤاد حجازي، أجراه إبراهيم حمزة، قال فيه حجازي: الكتابة ليست "أكل عيش"، والجوائز ليست "شئون اجتماعية"، وفي باب صالون الثقافة الجديدة، عقدت المجلة صالونها الشهري مع أدباء الإسكندرية، الذين قالوا فيه: "الأدباء مشتتون والتمزق يضرب الكيانات المستقلة"، وفي زاية الحفر باللون يكتب محمد كمال عن "القباني.. ساحر الواقعية يعيد البحر إلى الإسكندرية"، وفي زاية "من فات قديمه"، يكتب الشاعر فيصل الموصلي عن "مجالس "جر النميم" وفنون الارتطام الصوتي"، وتكتب مروة وهدان في زاوية "دقات المسرح" عن "جماليات تحويل النص المكتوب إلي صورة مرئية"، ويكتب الدكتور عمرو دوارة في زاوية "رحيق الكتابة" عن "حفريات في المادة المسرحية الخام"، كما أعدت المجلة "كشاف مجلة الثقافة الجديدة 2018" من نيرفانا محمد كمال. يذكر أن هيئة تحرير المجلة تتكون من الشاعر مسعود شومان رئيساً للتحرير والشاعر محمود خيرالله مديراً للتحرير والباحث مصطفى القزاز سكرتيراً للتحرير.