غلاب: النفايات تشكل تهديدًا حقيقيا على الكائنات الحية والشعاب المرجانية قال الدكتور أحمد غلاب، مدير محميات البحر الأحمر، إن المخلفات البلاستيكية والنفايات البحرية تضر الكثير من الكائنات الحية والشعاب المرجانية، علاوة على أن تشكيل هذه النفايات يشكل تهديداً للحياة والبيئة البحرية والبرية، موضحًا أن الجزر الموجودة في نطاق البحر الأحمر تعاني من بعض المخلفات بسبب التيارات المائية والمد والجزر، وخاصة جزيرة «الجفتون» والتي يقع موقعها وسط المياه العميقة. وأضاف غلاب، ل«الشروق»، أننا نرفع كميات كبيرة من المخلفات البلاستيكية والخشبية من على شواطئ البحر ومن القاع، والتي تصل إلى الشعاب المرجانية، حيث تأتي هذه المخلفات من المراكب الغارقة وزجاجات المياه المعدنية، لافتًا إلى أن حملات التنظيف تكون بالتعاون والتنسيق مع عدد من الجمعيات الأهلية، وطلاب المدارس. وأشار إلى أنه بعد جمع المخلفات والنفايات البحرية يتم جمعها في أكياس كبيرة ونقلها عبر لنش سياحي وإرسالها إلى المدافن الصحية الموجودة بالصحراء، موكدًا أن هذه الحملات تهدف إلى حماية الشواطئ والقاع من كافة المخلفات للمحافظة على حياة الكائنات الحية، بجانب عمل التوعية بأهمية الحافظ على مناطق الشعاب المرجانية ومناطق الغوص. وفي السياق ذاته، نشر تقرير علمي من فريق من معهد الأبحاث الصناعية والعملية الأسترالي عام 2016، أشار إلى أن البلاستيك يمثل 80 إلى 85% من إجمالي مواد النفايات البحرية، لافتا إلى تزايد كمية المخلفات البلاستيكية في المحيطات والبحار، ما يضر بالنظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي وصحة الإنسان، وهو ما يثير قلقا واسع النطاق، وفي الوقت نفسه، يجعلنا نخسر المواد القيمة التي يمكن إعادة تدويرها في الاقتصاد. وذكر التقرير أن هذه المشكلة تم لفت الأنظار إليها منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، حيث أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا، وأن المحيطات أصبحت مليئة بما يزيد على 5.25 تريليون قطعة بلاستيكية متنوعة الحجم بين كبيرة وصغيرة، وبوزن لا يقل عن 269 ألف طن حيث يمكن العثور على هذا الحطام البلاستيكي في جميع محيطات وبحار العالم، وحتى في الروافد النائية، كما أن عدداً كبيراً من الحيوانات يعاني من تأثير النفايات البلاستيكية على نظامه الغذائي والتي تضر بصحته وتؤدي إلى نفوقه. وبحسب التقرير فإن 99% من الطيور البحرية معرضة لابتلاع جزيئات البلاستيك، جنبا إلى جنب مع الغذاء حتى عام 2050، وجاء فيه أيضًا أن نسبة الطيور المتضررة من نفايات البلاستيك لم تتعد في ستينيات القرن المنصرم 5%، أما خلال ال50 سنة الأخيرة فقد وصلت هذه النسبة إلى 80%.