قال المستشار محمد شرين فهمي، رئيس محكمة جنايات القاهرة التي أصدرت حكمها في قضية أحداث مكتب الإرشاد، اليوم الأربعاء، إن المتهمون دائما في خصومة مع وطنهم، ويجيدون التطاول علي الحكام والعلماء، ومبدعون في تأجيج الأفراد علي وطنهم، ويزيفون الحقائق ويضللون الوعي العام. واستهل القاضي حكمه، بالآية القرآنية: "وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ"، صدق الله العظيم، وهم يعلمون بداخل أنفسهم أن نفوسهم الحاقدة وضمائرهم الميتة واستعدادهم الفطري للخيانة هي السند الحقيقي في المصير الذي وصلوا إليه. وأضاف: "المتهمون لا يميزون بين الحق في التعبير وركوب موكب التضليل وتشويه صورة الوطن، يزعزعون ترابط المجتمع، لا يحملون أي رسالة، بل يؤدون دورا كلفوا به". وتابع: "خدعهم الحلم على طيشهم فتمادوا في باطلهم، ضللوا الأمة بكثير من الآراء والفتن، انخدع بها الكثيرون أغروهم بها وقتلوهم حتى ظنوا أنها الحقائق، أماني كاذبة ووعدوا غير صادقة هذه الفتن انصبت للتضليل ولم تأتي لإقامة حق وتعديل وضع وإصلاح خطأ وإنما جاءت لتفرق الأمة وتدمر شأنها وتنشر الفتنة والفوضى وغاية أمانيهم الاستيلاء على الحكم، وقد شهد أفكارهم وتاريخهم، أن الاقتتال الداخلي أشد من القتل وأكثر خطر، فهو فتنة هوجاء وضلالة عمياء يشيعوا الفوضى في المجتمع وتفرق الأمة وتدمر البلاد وتسمح للأعداء بالتدخل في شئون الأمة، فتن ومصائب انخدع بها ن انخدع واختر بها من اختر". وقضت المحكمة بمعاقبة 6 متهمين بالسجن المؤبد، وهم: مرشد جماعة الإخوان محمد بديع عبد المجيد، ونائبيه رشاد محمد البيومي ومحمد خيرت الشاطر، وعبدالرحيم محمد عبدالرحيم، ومحمود أحمد أبوزيد، ومصطفي عبدالعظيم فهمي، وبرأتهم من تهم القتل والشروع فيه وحيازة وإحراز المفرقعات. فيما قضت ببراءة كل من: سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق، وأيمن هدهد، وأسامة ياسين، ومحمد البلتاجي، وعصام العريان، وحسام الشحات، وانقضاء الدعوي الجنائية بالوفاة قبل محمد مهدي عاكف. صدر الحكمة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي رئيس محكمة الجنايات، وعضوية المستشارين عصام أبو العلا وحسن السايس بحضور ياسر زيتون ممثل نيابة أمن الدولة العليا، وسكرتارية حمدى الشناوى. كانت المحكمة قررت تعديل القيد والوصف للاتهامات المسندة إلى المُتهمين، من الضرب دون قصد القتل للمجني عليهم، إلى الضرب أفضى إلى موت. وفي أمر الإحالة السابق نسبت النيابة لقيادات الجماعة الاشتراك بطريقي الاتفاق والمساعدة في إمداد مجهولين بالأسلحة النارية والذخائر، والمواد الحارقة والمفرقعات والمعدات اللازمة لذلك، والتخطيط لارتكاب الجريمة، وأن الموجودين بالمقر قاموا بإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش صوب المجني عليهم، قاصدين إزهاق أرواحهم. ويواجه المتهمون، اتهامات بالتحريض على القتل والشروع في القتل تنفيذًا لغرض إرهابي وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخيرة حية غير مرخصة بواسطة الآخرين، والانضمام إلى عصابة مسلحة تهدف إلى ترويع الآمنين والتحريض على البلطجة والعنف، أمام مقر مكتب الإرشاد بضاحية المقطم، جنوب شرقي القاهرة، أثناء احتجاجات 30 يونيو التي كانت تطالب برحيل الرئيس المعزول محمد مرسي، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 91 آخرين.