قاضي «أحداث الإرشاد» عن المتهمين: «استعدادهم الفطري للخيانة سبب مصيرهم الآن»

قضت محكمة جنايات القاهرة، الأربعاء، بمعاقبة محمد بديع، المرشد العام للإخوان، ومحمد خيرت الشاطر ورشاد بيومي، و3 آخرين بالسجن المؤبد في إعادة محاكمتهم بالقضية المعروفة إعلاميًا ب«أحداث مكتب الإرشاد»، فيما برأتهم المحكمة من تهمتي «القتل والشروع فيه وحيازة مفرقعات».
كما قضت المحكمة ببراءة محمد سعد الكتاتني ومحمد البلتاجى وعصام العريان و3 آخرين في إعادة محاكمتهم في نفس القضية، فيما قضت بانقضاء الدعوى الجنائية لمحمد مهدي عاكف، المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، لاتهامه في القضية ذاتها.
افتتح المستشار محمد شيرين فهمي، رئيس المحكمة، جلسة النطق بالحكم بتلاوة الآية القرآنية «وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ، صدق الله العظيم»، مضيفًا: «هم يعلمون بداخل أنفسهم أن نفوسهم الحاقدة وضمائرهم الميتة واستعدادهم الفطري للخيانة هي السند الحقيقي في المصير الذي وصلوا إليه، هم دائما في خصومة مع وطنهم، يجيدون التطاول على الحكام والعلماء، مبدعون في تأجيج الأفراد على وطنهم، يزيفون الحقائق ويضللون الوعي العام، لا يميزون بين الحق في التعبير وركوب موكب التضليل، يزعزعون ترابط المجتمع، لا يحملون أي رسالة، بل يؤدون دورا كلفوا به».
وأضاف «فهمى»: «خدعهم الحلم على طيشهم فتمادوا في باطلهم، ضللوا الأمة بكثير من الآراء والفتن، انخدع بها الكثيرون أغروهم بها وقتلوهم حتى ظنوا أنها الحقائق، أماني كاذبة ووعود غير صادقة هذه الفتن انصبت للتضليل ولم تأت لإقامة حق وتعديل وضع وإصلاح خطأ وإنما جاءت لتفرق الأمة وتدمر شأنها وتنشر الفتنة والفوضى وغاية أمانيهم الاستيلاء على الحكم، وشهد أفكارهم وتاريخهم أن الاقتتال الداخلي أشد من القتل وأكثر خطرًا، فهو فتنة هوجاء وضلالة عمياء يشيعون الفوضي في المجتمع وتفرق الأمة وتدمر البلاد وتسمح للأعداء بالتدخل في شؤون الأمة، فتن ومصائب انخدع بها ما انخدع».
وتابع: «في بداية عام 2013 نتيجة فشل الرئيس الأسبق محمد مرسى ظهرت مظاهرات تندد بحكمه وطالبت بعزله من حكمه، وفى 30 يونيو 3013 خرج جموع من الشعب يطالبون بعزل «مرسى» مما دعا مرشد الإخوان إلى الاجتماع للنظر في هذا الأمر وتفريق المتظاهرين والتعدي عليهم للحيلولة من انتصارهم ولو باستخدام العنف وبيتوا النية على ضرب أي متظاهر يقترب من مقرهم، وأحضروا أشخاصًا يزيد عددهم على مائتي شخص مجهزين بالأسلحة النارية والخرطوش والتعدي على المتظاهرين، وما إن وصل المتظاهرون إلى المقر صوبوا الأسلحة النارية عليهم وتسببوا في حدوث عاهة مستديمة لبعضهم باستخدام الأسلحة الآلية والخرطوش».
واستطرد «فهمي»: «المحكمة قامت بدورها للبحث عن الحقيقة وعقدت القضية في جلسات متعاقبة دون التقيد بدورها واستمعت إلى 24 شاهدًا وجدت في شهادتهم الحق وإنارة للطريق أمام المحكمة واستمعت إلى هيئة الدفاع وبعد جلسات بلغ عددها 46 جلسة حققت المحكمة خلال كل المحاكمة الناصفة، ووصل عدد محاضر الجلسات إلى ما يزيد على 400 صفحة».
وتابع: «حكمت المحكمة حضوريا أولا بمعاقبة مصطفى عبدالعظيم فهمى وعبدالرحيم محمد محمد ومحمد بديع عبدالمجيد ومحمد خيرت الشاطر ورشاد محمد بيومى ومحمود أحمد محمد أبوزيد الزناتى بالسجن المؤبد، وبراءة ذات المتهمين في تهمتين أخريين وهما القتل والشروع فيه وحيازة وإحراز مفرقعات، كما قضت المحكمة ببراءة محمد سعد الكتاتنى وأيمن عبدالررؤوق الشهير ب«أيمن هدهد» أسامة ياسين ومحمد محمد البلتاجى وعصام العريان وأسامة أبوبكر الصديق الشحات، كما قضت بانقضاء الدعوى الجنائية لمحمد مهدى عاكف».
كانت محكمة النقض قبلت طعن كل من مصطفى عبدالعظيم فهمى، عضو بجماعة الإخوان، ومحمد بديع عبدالمجيد، المرشد العام للإخوان، ومحمد خيرت الشاطر، نائب المرشد، ورشاد محمد على البيومى، نائب المرشد، وعبدالرحمن محمد عبدالرحيم، عضو بالجماعة، ومحمد مهدى، المرشد العام للاخوان سابقا، ومحمد سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب السابق، ورئيس حزب الحرية والعدالة، وأيمن عبدالرؤوف على، قيادى بجماعة الاخوان، وأسامة ياسين عبدالوهاب، عضو بالمكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، ومحمد محمد البلتاجى، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة بالقاهرة، وعصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وأسامة أبوبكر الصديق، محافظ القليوبية السابق وعضو مكتب الإرشاد، ومحمود أحمد أبوزيد، عضو مكتب الإرشاد ،على الأحكام الصادرة ضدهم، والتي تراوحت بين الإعدام شنقًا والسجن المؤبد.
كانت النيابة وجهت للمتهمين تهم «القتل العمد والشروع فيه والاشتراك بطريقى الاتفاق والمساعدة في إمداد مجهولين بالأسلحة النارية والذخائر والمواد الحارقة والمفرقعات والمعدات اللازمة لذلك مقابل مبالغ مالية ووعد منهم بأداء العمرة لكل منهم مقابل قتل أي من المتظاهرين أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، وحيازة مفرقعات دون ترخيص واستعمالها في أعمال تعرض حياة المواطنين للخطر كما أنهم أحرزوا أسلحة نارية بنادق آلية وخرطوش واستخدموها أمام المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم بقصد استعمالها في أنشطة تخل بالأمن العام وبقصد المساس بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، كما أنهم أحرزوا اسلحة بيضاء لاستخدامها في الاعتداء على الأشخاص دون مسوغ من الضرورة المهنية أو الحرفية وقاموا بالتخطيط لإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش صوب المجندين عليهم المتواجدين «المتظاهرين» أمام مقر الجماعة قاصدين إزهاق أرواحهم».